ناشطة مجتمعية لبنانية : الاسلام يحمل عن المراة رؤية حضارية مبنية على احترام ذاتيتها وكرامتها الانسانية

ناشطة مجتمعية لبنانية : الاسلام يحمل عن المراة رؤية حضارية مبنية على احترام ذاتيتها وكرامتها الانسانية

تؤكد الدكتورة رباب الجوهري، الباحثة الاسلامية، مسؤولة " ملتقى سكن لمجتمع بمحورية الأسرة" في لبنان، ان "رؤية الإسلام للمرأة، هي رؤية احترام وتقدير، ورؤية حضارية مبنية على احترام ذاتيتها وكرامتها الانسانية".


واضافت الدكتورة الجوهري في مقال لها، خلال ندوة افتراضية تحت عنوان "فاطمة المعصومة (س) قدوة الفتاة المسلمة"، التي عقدت عصر اليوم الثلاثاء برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، اضافت، ان المرأة من المنظور الاسلامي، "تشكل مجموعة كفاءات، علمية وسياسية وادارية يجب توظيفها واستثمارها للنهوض بالمجتمع".

وفيما يلي نص المقال :
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وأفضل السلام وأتم التسليم على سيدنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين وعلى صحبه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شرف لي أن أشارك مع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب هذا اللقاء الكريم
أبارك لكم ولادة فاطمة المعصومة ع بنت الإمام موسى بن جعفر عليهم السلام.
فاطمة المعصومة هي سليلة الدوحة النبوية المطهرة وغصن يافع من أغصان الشجرة العلوية المباركة وحفيدة الصديقة الزهراء عليها السلام المحدثة، العالمة، العابدة اختصتها يد العناية الإلهية فمنت عليها بأنها ابنة الامام المعصوم الشهيد واخت الامام المعصوم الشهيد وحفيدة الامام المعصوم الشهيد وعمة الامام المعصوم الشهيد، وهي جمعت الى نسبها الشريف الفضائل المحمودة فشخصت تكليفها ودورها.
ترعرعت في بيت الإمام الكاظم عليه السلام فورثت عنه من نور أهل البيت وهديهم وعلومهم في العقيدة والعبادة والعفّة والعلم وغرفت على ألسنة الخواص بأنّها كريمة أهل البيت عليهم السلام.
ثم بعد شهادة ابيها الكاظم (ع) نشأت تحت رعاية أخيها الرضا عليه السلام، فعندما استقدم الامام الرضا ع الى خرسان اكتنف المعصومة ع حالة من القلق الشديد على مصير اخيها وامام زمانها خاصة وانها واهل بيت النبوة مازالت قلوبهم كليمة بمصابهم بأبيها الكاظم ع، ما حدا بها الى شد الرحال لتتحسس من اخيها الامام الرضا حالها حال اخت النبي موسى ع، اذ قالت لها امها بصيه فبصرت به عن جنب أما فاطمة المعصومة فقد زهقت روحها قبل الوصال والله خلد ذكرها وقبرها ليحتضن مرقدها الشريف مدينة تقدمت بها فصارت حاضرة علمية وكما وصفها الامام الخامنئي، مدينة النهضة والثورة والعلم والامامة والحوزة العلمية والعلماء الكبار والمهد التاريخي الذي لا ينسى لامامنا الراحل اية الله العظمى الامام الخميني قدس الله سره.
 عن الإمام الصادق أنّه قال: «إن لله حرماً وهو مكة وإن للرسول حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم»، والله سبحانه خلد هاجر في مناسك الحج فجعل قبرها محجة للمؤمنين كذلك المؤمنون قد حولوا قبر السيدة المعصومة محجة للعلماء والفقهاء وهذا ما يدلنا على قيمة المرأة الحقيقية ودورها في الإسلام من هنا نسشف قيمة المرأة في الإسلام.
إذ ان رؤية الإسلام للمرأة رؤية احترام وتقدير، وهي رؤية حضارية مبنية على احترام ذاتيتها وكرامتها الانسانية.
المرأة تشكل مجموعة كفاءات، علمية وسياسية وادارية يجب توظيفها واستثمارها للنهوض بالمجتمع ومن المعروف ان الانتقاص من شأن المرأة وتقليص قيمتها فكرة تمتد جذورها في أعماق النظام الفلسفي للغرب.
ان الغرب المتوحش اليوم بات واضحا للعيان كما لم يره العالم من قبل والحريات تلك الكذبة الكبيرة التي لطالما تشدق بها هي في خطر، لقد انتقل من حربه الناعمة الى حربه الوقحة علينا فهو يعلن حربا على الفطرة السليمة ويروج لكل انواع الخبائث ويمعن في انتهاك الحريات ويقهر الإنسانية بمحاربة الحياة الطيبة والأسرة بمفهومها الجميل.
الغرب اليوم يريد أن نمتنع عن رؤية جمال ديننا وما في ايدينا من الكرامة. الغرب الاعور الذي لطالما دعا الى تحرير المرأة وتمكينها لم يرى المرأة الفلسطينية التي تتعرض للقتل والقهر والظلم على يد الاحتلال المتوحش بل انه يدعم المحتل في ابشع ابادة عرفها التاريخ الحديث.
المرأة المجاهدة اليوم في لبنان وايران والعراق وسوريا وفلسطين واليمن وكل ساحات الجهاد وبالخصوص المرأة الفلسطينية في غزة اليوم تواجه جرائم الاحتلال بصبر وثبات وقوة وقدرة على بذل المزيد من فأبدعت في أدوارها، وكانت مثالاً يحتذى به، سيذكره التاريخ وتذكره الأجيال العطاء، وهي تقدم كل ما بوسعها وتبذل الكثير لأنها عنوان الصمود وطاردة للهزيمة، وصانعة للأمل وهي تتشبث بالوطن وترفض الهجرة منه مهما كانت الأسباب.
إن المرأة الفلسطينية في غزة مثال للصلابة والقوة، فهي المسعفة والمنقذة والمعالجة والمطيبة والراعية للأسرة الفاقدة والفقيدة وهي الشاهد والشهيدة لقد شكلت المرأة الفلسطينية نموذجًا من العطاء منذ الأزل، وهي تواصل حضورها رغم ما واجهته وتواجهه من تحديات، ومن ظروف قاهرة لأن من يكتشف طريقا جديدا فهو رائد ومن يسير متقدما على معاصريه فهو قائد، لذلك وفي يوم الفتاة المسلمة انت ايتها الفتاة الأمل المرتجى والنواة في تشكيل المجتمع الطاهر دورك كبير جدا ومؤثر وفعال ومحوري والمحافظة على مكانتك وهويتك هو الأساس.
أيتها الفتاة ستكونين عاجلا محور المجتمع فالمرأة دورها أساسي في المجتمع وهي أساس البيت والعائلة، وحضن الأمومة الدافئ وأساس تطور المجتمع، إلى جانب ريادتها في كل المجالات التي تدخلها المرأة وتثبت أنها جديرة بها بل ومتميزة وقادرة على تحقيق الهدف.
الغرب استهدف مكانة الأب بدعوى الذكورية واستهدف الأم بدعوى تمكين المرأة واليوم يستهدف الأولاد تحت عنوان الجندرية ونحن وفي مواجهة هذا العدوان المتعدد الأوجه علينا اليوم، ان نتمسك بقيمنا وأصولنا علينا بالتقريب بين الشعوب والتقريب بين المذاهب والاحترام عند الاختلاف علينا أن نتمسك بالوحدة كسلاح بل نجسد الوحدة كخيار لازم وأكيد في مواجهة الباطل.
والحمد لله رب العالمين