انعقاد الاجتماع الفكري التشاوري الدولي لضيوف المؤتمر الـ39 للوحدة الإسلامية في طهران

انعقاد الاجتماع الفكري التشاوري الدولي لضيوف المؤتمر الـ39 للوحدة الإسلامية في طهران

انعقد مساء اليوم الثلاثاء 9 ايلول / سبتمبر 2025م في طهران، الإجتماع الفکري التشاوري لضيوف المؤتمر الدولي التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية، بحضور الشيخ الدكتور حميد شهرياري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.


وأفادت "تنا"، ان حجة الإسلام السيد محمد رضا مرتضوي، معاون الامين العام للمجمع للشؤون الدولية، تولى أمانة هذالاجتماع، حيث أعرب في كلمته بالمناسبة، عن شكره لضيوف المؤتمر قائلاً : إن الأمة الإسلامية اليوم تواجه تحديات كبيرة، ويجب أن نبتعد عن كل أشكال التفرقة.

وأضاف : في مثل هذه الظروف، لا تكون الوحدة الإسلامية مجرد شعار، بل هي ضرورة تاريخية وشرعية، ومعناها الحقيقي هو التعاطف والحوار في ظل الاحترام المتبادل؛ مردفا  "ينبغي علينا بأن نوجه اهتمامنا إلى المستقبل بدلاً من التركيز على الخلافات، حتى ينشأ الشباب المسلم في ظلال العدالة والروحانية".

ومن جانبه قال الشيخ عبد العزيز سرحان، مستشار الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي من المملكة العربية السعودية : إن الإسلام مع القرآن الكريم والرسول الأكرم (ص) رحمة شاملة للعالمين، وقد قال الله تعالى في كتابه مخاطباً نبيه (ص) : [وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين].

وأوضح، أن رحمة الله ظاهرة بجلاء في خصائص الإسلام ومنهجيته، وقد تجلت هذه الأبعاد الحضارية على امتداد التاريخ، ولا سيما في عصرنا الحاضر حيث يسعى المغرضون إلى الإساءة للإسلام وتشويهه.

وتابع : عند الحديث عن النبي الأكرم (ص) ينبغي أن نؤكد بأن رسالته ذات عمق لا ينتهي، كما ورد في الحديث : "سبقت رحمتي غضبي"، وفي حديث آخر يقول النبي الاكرم (ص) : "أنا رحمة مهداة".

وأشار الداعية الاسلامي السعودي إلى أن هذه الرحمة الإلهية الواجبة متجلية في آيات القرآن كافة، رحمة تتجاوز العرق واللون والقومية، وتزيل الفوارق بين العرب والعجم. فرغم أن لغة البعثة كانت العربية، إلا أن نورها قد انتشر في أرجاء المعمورة، ويظهر أثر هذه المرونة اليوم في تعامل المسلمين مع الصديق والعدو، وفي سيرة النساء والرجال والشباب المسلمين.

وأضاف مستشار الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي : إن الحضارة الإسلامية لا تبرّر الحرب ولا يمكنها تبريرها، بل هي دائماً رسالة سلام وتعايش وأخوة. وأثنى في ختام كلمته على جهود المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في سبيل تعزيز التقارب والأخوة بين المسلمين، معتبراً إياها خطوة قيمة نحو تحقيق الوحدة الإسلامية.

کما قال البروفيسور مرتضى حامد من أفغانستان : إنّ الدفاع المشروع في مواجهة الظلم والاحتلال هو واجب أساسي على علماء الإسلام. ولحل مشكلات العالم الإسلامي ينبغي التركيز على التشاور والحوار الديني.

وأشار إلى ضرورة حل الخلافات المذهبية، وتلبية احتياجات الأمة، والتقريب بين المذاهب، ومكافحة التفرقة، وإبراز دور الشباب والمنظمات الإسلامية في نهضة الأمة.

من جانبه، قال عبد الرؤوف هيبت رحيم، عضو البرلمان في سريلانكا، مشيراً إلى الإبادة الجماعية في غزة : إنّ الأمم المتحدة ومجلس الأمن التزما صمتاً مخزياً أمام هذه الفضائع، وكشفا عن عجزهما.

وأوضح، أنّه إذا أراد مجلس الأمن الحفاظ على مصداقيته، فعليه أن يتخذ إجراءات جدية. كما أعرب عضو البرلمان السريلانكي عن شكره للجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعمها القاطع للشعب الفلسطيني، مؤكداً على ضرورة متابعة حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.

بدوره، اعرب نصرت عبدي بكوفيتش عالم دين من البوسنة والهرسك، عن أسفه إزاء أوضاع العالم الإسلامي الراهنة، مؤكدا أنّ القيم الإنسانية قد تدهورت اليوم إلى أدنى مستوياتها، فيما يسعى الغرب بالاعتماد على التكنولوجيا إلى فرض هيمنته دون أن يعير أي اهتمام للحق والحقيقة أو لاحتياجات المستضعفين.

وأضاف قائلاً : إنّ المشكلة الأساسية اليوم قائمة بين الحكومات الإسلامية لا بين الشعوب، إذ أنّ شعوباً في دول مثل إيران وتركيا والسعودية تولي على الدوام اهتماماً خاصاً بقضية غزة.

ومن جهته، حذر عزمي عبد الحميد، رئيس المجلس الإسلامي للمنظمات في ماليزيا، من محاولات الولايات المتحدة لترسيخ هيمنتها في العالم الإسلامي ومن الخطر الجسيم الذي يهدد المسجد الأقصى، قائلاً : إنّه ينبغي اليوم رسم خريطة طريق عملية وملزمة لتحرير فلسطين.

وشدد العالم الاسلامي الماليزي على أنّ مواجهة الهيمنة الأمريكية والكيان الصهيوني لا تتحقق بالكلام وحده، بل تحتاج إلى عمل وتضامن إسلامي حقيقي، وكما وحد الرسول الأعظم (ص) العرب في أمة واحدة، فعلينا نحن أيضاً أن نجعل الوحدة الإسلامية الطريق إلى الكرامة والعزة.

من جانبه حذر عزمي عبد الحميد، رئيس المجلس الإسلامي للمنظمات الماليزية، من مساعي الولايات المتحدة لتثبيت هيمنتها في العالم الإسلامي، ومن التهديد الخطير الذي يواجه المسجد الأقصى، مؤكدًا أن هناك حاجة اليوم إلى وضع خارطة طريق عملية وملزمة من أجل تحرير فلسطين.

وشدد على أن مواجهة الهيمنة الأمريكية والصهيونية لا تتحقق بالكلام فقط، بل تتطلب عملًا فعليًا وتضامنًا إسلاميًا حقيقيًا، مشيرًا إلى أن النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وحّد العرب تحت راية أمة واحدة، ونحن كذلك يجب أن نجعل من الوحدة الإسلامية طريقًا لتحقيق الكرامة والعزة.

الى ذلك، أكد عبد الرؤوف توانا، رئيس مؤسسة "الشهيد توانا الثقافية" في أفغانستان، أن الصراع الدائر في المنطقة اليوم ليس مجرد صراع بين إيران وأمريكا، بل هي حرب تخوضها جميع طوائف الأمة الإسلامية.

وقال توانا : إن غزة اليوم تقف في وجه جبهة شيطانية، وأن الله سبحانه وتعالى سيفشل الاتفاقيات الباطلة، مثل "اتفاقية أبراهام"، كما أفشل عهد النمرود من قبل.

من جهته، قال الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان : إن الحرب الجارية في غزة ولبنان وسوريا ليست محصورة بهذه الدول، بل هي حرب موجهة ضد العالم الإسلامي بأسره.

ووصف الخطيب، هذه المعركة بأنها حرب ثقافية وحضارية تستهدف القضاء على كيان الإسلام، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة اليوم هو جريمة واضحة بحق شرف الأمة الإسلامية، وانتهاك صارخ للقانون الدولي.

وشدد الشيخ علي الخطيب على ضرورة أن تبادر الدول الإسلامية الكبرى، مثل إيران، السعودية، تركيا، مصر والعراق، إلى وضع ستراتيجية مشتركة والقيام بدور محوري في الدفاع عن مستقبل الحضارة الإسلامية.

أما الملك معتصم خان، أمير الجماعة الإسلامية في الهند، فقال : إن تمثيل الدول الإسلامية بشكل لائق في القضايا الاقليمية والدولية، يتطلب من المسلمين أن يظهروا للعالم بأن الإسلام هو دين الرحمة؛ مبينا انه لتحقيق هذا الهدف يجب التركيز على أربع قوى أساسية: العلم، الشخصية، الثروة، والاقتصاد وعلى وجه الخصوص، يجب أن يستعد الشباب للبقاء والتقدم من خلال تعزيز شخصياتهم.

كما تحدث في هذا اللقاء غدير دينتش، عضو رئاسة الشؤون الدينية التركية، قائلا : إن وحدة الأمة الإسلامية أمر ضروري، وعلى المسلمين أن يوحّدوا قلوبهم وإرادتهم، مشيرًا إلى أن التركيز على التفاصيل المثيرة للخلاف يعيق تحقيق الوحدة، وأن مؤتمرات كهذا المؤتمر يمكن أن تسهم في تحقيق الوحدة الحقيقية.

الى ذلك، أوضح العلامة السيد علي الموسوي، ممثل الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن نشر سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بمحورية العصمة والرحمة التي تحلى بها، يمثل دليلًا هامًا لجميع المسلمين، مشيرًا إلى أن الاتفاق الواضح حول حياة النبي يمكن أن يجهض مؤامرات قوى الاستكبار ويعزز الوحدة.

وتحدث الشيخ عبد الجبار الفهدوي، مدير مجلس الرباط المحمدي في العراق، أن إنشاء وحدات ومراكز إسلامية، بما في ذلك إدخال وحدات دراسية عن الوحدة الإسلامية في مناهج الطلاب، وتنظيم لقاءات دورية مع تقديم تقارير منتظمة، هي خطوات عملية لتعزيز وحدة المسلمين وتضامنهم.

كما قال خالق سلطان قادري داعية اسلامي من باكستان : إن اتحاد المسلمين وتشاورهم أمر ضروري لإنقاذ المناطق المظلومة مثل غزة وكشمير؛ مؤكدا بأن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون أداة فعالة لجذب الشباب المسلمين ومواجهة نفوذ الأعداء، ولها دور أساسي في تعزيز الأخوة والوحدة الإسلامية.

بدوره قال سيد عيسى برزنجي من السليمانية في العراق : يجب على الأمة الإسلامية أن تكون واعية لمخططات الغرب والصهاينة، وأن تحافظ على وحدتها، وتوسّع كرامتها وقوتها.

وفي الاجتماع ايضا، اكد الشيخ غازي حنينة، رئيس مجلس الأمناء بتجمع العلماء المسلمين في لبنان، اكد بان الدعوة إلى الوحدة يجب أن تبدأ من الحياة الشخصية ومن البيت، وان تجربة إيران ولبنان تثبت بأن الوحدة الداخلية أمام مؤامرات الأعداء هي مفتاح النجاح، ويجب أن تعزز قنوات التواصل في العالم الإسلامي الوحدة والتضامن.

جواد غني الباحث الاسلامي من إقليم كردستان ايضا كانت له مداخلة في الاجتماع، واصفا مؤتمر الوحدة الاسلامية بانه يشكل صرخة دعم لشعب غزة ورفض للاحتلال، ويمكن لتأسيس لجان وموسوعة الفقه المقارن أن تمهد الطريق للوحدة العملية.

وفي الختام، قال حجة الإسلام سيد محمد حسيني بلخي عالم اسلامي من أفغانستان: ان النزاعات والخلافات داخل الأمة الإسلامية هي علامة على الضعف، ويجب ألا تتصرف الشخصيات بناءً على سياسات طائفية، وعلى المؤسسات التقريبية أن تعزز سبل التقريب والتضامن.

وبدات صباح امس الاحد،  اعمال المؤتمر الدولي الـ 39 للوحدة الاسلامية بكلمة رئيس الجمهورية الاسلامية الدكتور مسعود بزشكيان وحضور الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وحشد كبير من الشخصيات الاسلامية والسياسية والثقافية بمختلف جنسياتهم، تحت شعار "نبي الرحمة ووحدة الامة".