سياسي لبناني : وحدة الكلمة بين المسلمين نكتة الارتكاز في توجيهات الامام الخامنئي

سياسي لبناني : وحدة الكلمة بين المسلمين نكتة الارتكاز في توجيهات الامام الخامنئي

قال عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل اللبنانية "الدكتور خليل حمدان" : من يبحث في كلمات وخطب وتوجيهات الإمام القائد السيد علي الخامنئي، يجد أن نقطة الارتكاز في جميع الكلمات والتوجيهات والخطب هي كلمة التوحيد ووحدة الكلمة، التي نحن المسلمون بحاجة حقيقية إلى استعادة والتمسك بهذا الشعار الكبير.


واضاف الدكتور حمدان، في مقال له خلال الندوة الافتراضية للمؤتمر الدولي الـتاسع والثلاثين للوحدة الاسلامية : ان ما تشهده فلسطين اليوم، وخاصة في غزة والضفة الغربية، وما يشهده لبنان واليمن، وأيضًا الاعتداءات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية يدعو إلى وقفة تأمل، وإلى الدعوة لإحياء مناسبة ولادة الرسول عليه الصلاة والسلام هذا العام بطريقة جديدة، تحرر الوعي الذي فينا.

وفادت "تنـا" ان نص مقال  الدكتور حمدان في هذه الندوة جاء كالاتي :- 

بسم الله الرحمن الرحيم/
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين.

أيها الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته
أولًا، أود أن أشكر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والأمين العام سماحة الدكتور حميد شهرياري، على هذه الدعوة الكريمة والتي تحمل مضامين أساسية وعناوين رئيسية نحن بحاجة إلى الوقوف عندها والى البحث فيها.

وبالتالي، فهي دعوة تأتي لمناسبة جليلة وعظيمة، مناسبة مرور 1500 عام على ولادة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ هذه الولادة ينبغي أن تكون محطة تأمل، لأننا نستطيع أن نقول "إن العالم بأكمله ما قبل ولادة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام شيء، وما بعد ولادته الرسول وحمله للرسالة شيء آخر".

ففي العالم الجاهلي الأول، كان غياب القيم والمبادئ، وكانت قوة الصراع ترتكز على القوة الحقيقية العملية، وليس على قوة الحق. فجاء الرسول لينتشل البشرية من ظلمات الجهل إلى نور الحقيقة.

وهذا ما أكده قائدنا الإمام المغيب السيد موسى الصدر، أعاده الله سالمًا ورفيقيه، عندما اعتبر في إحدى محاضراته أن ولادة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم هي ولادة لعصر جديد، بمفاهيم جديدة، لثقافة جديدة فيها الإشعاع والنور، وفيها الحضور الإنساني الذي يعمّ ويشمل العالم.

نحن في الواقع، وفي هذه المناسبة الكريمة التي تحيى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نقول أن هذه الدعوة هي استمرار لمواقف قيادة الجمهورية الإسلامية منذ انطلاقها في ثورتها، ما قبل الانتصار وما بعده؛ من يبحث في كلام قائد الإمام روح الله الموسوي الخميني (رض)، ومن يبحث في كلمات وخطب وتوجيهات الإمام القائد السيد علي الخامنئي، يجد أن نقطة الارتكاز في جميع الكلمات والتوجيهات والخطب هي كلمة التوحيد ووحدة الكلمة، التي نحن بحاجة حقيقية إلى استعادة والتمسك بهذا الشعار الكبير.

اليوم، الأمة الإسلامية على مفترق حقيقي، بين أن تتمثل بالدور الحقيقي لمواجهة الباطل والوقوف بجانب الحق، أو أن تذهب شتاتًا، كما يصيبنا اليوم في تفرقنا عن حقنا واجتماع الأعداء على باطلهم.

نحن اليوم بحاجة إلى تحرير الوعي، لأن الخاص يغلب على العام، والهموم الذاتية تغلب على الهموم العامة في الأمة الإسلامية. وبالتالي، هناك تبريرات للتراجع ولمواكبة الباطل عند بعض الدول العربية والإسلامية، وحتى في العالم أجمع، تحت عناوين لا أساس لها من الصحة، وإنما هناك مشاريع خاصة على حساب المشروع العام.

ما تشهده فلسطين اليوم، وخاصة في غزة والضفة الغربية، وما يشهده لبنان واليمن، وأيضًا الاعتداءات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هذا الاعتداء الكبير الذي مرّره البعض بصمت مطبق، وكأنه لا يشكل تحديًا للأمة الإسلامية بشكل عام، ان هذا الامر يدعو في الحقيقة إلى وقفة تأمل، وإلى الدعوة لإحياء مناسبة ولادة الرسول عليه الصلاة والسلام بطريقة جديدة، تحرر الوعي الذي فينا.

من يشهد غزة وهي تتعرض يوميًا لآلة الدمار الأمريكية الإسرائيلية، وحرب إبادة موصوفة، وبالتالي جعلوا من رغيف الخبز مصيدة للموت، حيث يختلط يوميًا الدم بطحين الفقراء هناك، عبر صمت عربي وتآمر دولي، ومن يشهد الدمار الذي حصل في الجنوب اللبناني، ومن يشهد الاعتداءات على بيروت والضاحية وعلى مساحة لبنان، ومن يشهد الاعتداءات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية واليمن ومساحات من العالم، في الحقيقة يرى أن هناك ابتعادًا حقيقيًا عن التمسك بأهداف هذه الرسالة، وهناك إهمال عربي كبير يصل إلى حد التواطؤ عند العديد من الدول العربية، وهناك صمت مشوب بمواكبة لهذه المؤامرة في العديد من الدول الإسلامية.

نحن نرى أن جميع الذين يُستهدفون في هذه المرحلة، يُستهدفون لأنهم مع الحق، ولأنهم مع قضية تحرير فلسطين، ولأنهم انتصروا للعدالة، ووقفوا بجانب المظلومين، وثاروا لصراخ الجياع من الأطفال والمشردين في أكثر من منطقة من مناطقنا.
هي دعوة حقيقية مفتوحة لنا جميعًا لكي نعمل بالمبادئ والقيم، وأن نُشهِر حقنا بشكل طبيعي وواضح، لكي نجد من يقف بجانبنا.

في الواقع، الله سبحانه وتعالى ينصرنا إذا اتبعنا طريق النصر، والأسباب المؤدية إلى النصر، وآليات النصر؛ ولكن هذا النصر لا يأتي بأن ننزوي جانبًا ونتجاهل كل هذه التحديات والمخاطر وننتظر النصر.

هناك رؤية واضحة للإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر، أعاده الله سالمًا وأخويه، يقول فيها "إن الوحدة الإسلامية والعمل للأهداف الإسلامية من أجل الإنسانية، هي الأساس في عملية نهوض المجتمع وانتشاره من العلل الكثيرة التي يتعرض لها".
لقد نصر الله أهل مكة، وأرسل على أعدائها طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول؛ عندما لم تكن القوة متوفرة لأهل مكة، نصرهم الله.

ولكن هذه الكعبة الشريفة هُدمت عدة مرات عندما تعرضت لهجوم داخلي، أي عندما كان الخطر يُصنع بأيدي المسلمين في الداخل، وعندما كانت أسباب الاختلاف داخلية، لم نمتلك عناصر النصر، بل امتلكنا عناصر الهزيمة.

الاختلاف هو عنصر أساسي من عناصر الهزيمة الفعلية، وقد دفع الله البلاء والخطر عن مكة عندما كان العدو خارجيًا، ولا نستطيع أن نواجهه، ولكن عندما أصبح العدو داخليًا، وصرفنا هذه القوة باتجاه التناقضات الداخلية، دُمّرت الكعبة عدة مرات.

لذلك، نحن مع ولادة الرسول (ص)، دائمًا نحييها بتحرير هذا الوعي، وأيضًا المسألة تحتاج إلى الابتعاد عن الكلام الذي يبتعد كثيرًا عن الأصول العملية، بتطبيق المناهج والقيم والمبادئ.

فمن يكون مع الباطل، فهو ليس مع ولادة الرسول، ولا يحتفل بولادة الرسول. ومن يتجاهل الاعتداءات الإسرائيلية على غزة ولبنان وإيران واليمن، أيضًا لا يحق له أن يتحدث عن ولادة الرسول أو يحتفل بها.

نحن بحاجة إلى التطبيق العملي والفعلي، وأن نكون واقعيين وعمليين ننتصر لحقنا، حينئذ سنجد هذا النصر قد تحقق على أكمل وجه.
شكرًا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.