باحثة اسلامية من لبنان : الوحدة ليست مجرد فكرة بل واجب شرعي ودعامة اساسية لقوة الامة

باحثة اسلامية من لبنان : الوحدة ليست مجرد فكرة بل واجب شرعي ودعامة اساسية لقوة الامة

اكدت الكاتبة والباحثة الاسلامية اللبنانية "الدكتورة رجاء محمد بيطار"، انه بناء على النصوص القرانية والاحادث النبوية الشريف، يتضح بان "الوحدة الإسلامية ليست مجرد فكرة، بل هي واجب شرعي، ودعامة أساسية لقوة الأمة الإسلامية ورفعتها، وان هذه الوحدة تشمل التراحم، والتعاون، والاعتصام بمبادئ الدين الحنيف".


جاء ذلك في مقال للدكتورة بيطار خلال الندوة الافتراضية للمؤتمر الدولي الـ 39 للوحدة الاسلامية التي عقدت برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.

وفيما يلي نصه هذا المقال :-

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، الكاتبة والباحثة الدكتورة رجاء محمد بيطار من لبنان، نبدا [بسم الله الرحمن الرحيم]، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين.

حديثنا اليوم يتمحور حول "الوحدة الإسلامية في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف".
لقد جاء نبي الرحمة والهدى، محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ليتمم مكارم الأخلاق، كما قال : [إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق]، وجاء أيضًا بالقرآن الكريم ليتتم تشريعات الأنبياء السابقين، ويضيف إليها ما يجعل الإسلام دينًا للبشرية الكامل والنهائي، لا يخضع لأهواء الناس ورغباتهم الخاصة، بل يستند إلى المنطق إلاهي ورضى الخالق عز وجل هو الحاكم المطلق؛ قال تعالى : [وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه، فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم] – سورة المائدة، الآية 48.

ومن أهم ما دعا إليه نبينا الأعظم، عبر الآيات البينات والأحاديث الشريفة، هي وحدة المسلمين، واتحادهم، وتكاتفهم، واجتماعهم على كلمة الحق؛ لان الاتحاد قوة، والتفرق ضعف، وقد أراد الله لعباده المؤمنين أن يكونوا أقوياء، بحيث لا يتغلب عليهم الكافرون والملحدون، وأن تعلو كلمة الحق، كلمة الله، وتنتصر على الباطل والشيطان.

ها هو القرآن الكريم يأمرنا بالوحدة، ويحض عليها في مواضع كثيرة، مؤكدًا أن الأمة الإسلامية هي أمة واحدة، ويدعو إلى التمسك بحبل الله والعبد عن التفرقة، وإصلاح ذات البين بين المسلمين؛ قال تعالى في سورة آل عمران، الآية 103: [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ]، هذه الآية تأمر بالاعتصام بحبل الله جميعا، أي بالدين الإسلامي، والتمسك به، وعدم التفرق والاختلاف.

وفي سورة الأنبياء- الآية 92، يقول الله عز وجل : [إن هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاعبدون]؛ حيث تظهر هذه الآية أن الأمة الإسلامية أمة واحدة ومتحدة، ويقرن خالق فيها بين وحدة الأمة وعبودية البشر لله، وفي ذلك تاكيد على أهمية هذه الوحدة وكونها أساسا للعلاقة بين العبد وربه.

وفي سورة الحجرات - الآية 10، يقول عز وجل : [إنما المؤمنون إخوة، فأصلحوا بين أخويكم، واتقوا الله لعلكم تُرحمون]؛ حيث تؤكد هذه الآية على أن المؤمنين إخوة، وتدعو إلى إصلاح ذات البين، كما اسلفنا بين المؤمنين/ كما يقول تعالى في سورة الأنفال - الآية 46 : [وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا، إن الله مع الصابرين]، تحذر هذه الآية من التنازع والاختلاف، لانه يؤدي إلى الفشل والضعف، كما تحث (الاية) على الصبر والطاعة.

كما ان الأحاديث النبوية على لسان النبي صلى الله عليه واله وسلم، تؤكد على نفس الموضوع وأهمية الوحدة الإسلامية، وكونها أساسًا للمجتمع الإسلامي المترابط؛ ويتجلى ذلك في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : [المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضًا]، وهو حديث متفق عليه، حيث يشبّه المؤمنين وترابطهم بالبنيان الذي يقوي بعضه بعضًا، مما يبرز أهمية التكافل والمساندة بين الأفراد والجماعات المسلمة.

ويقول صلوات الله عليه واله أيضًا : [مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كلمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى] – وهو حديث متفق عليه ايضا، والذي يبرز ضرورة التراحم والمودة والتعاطف بين المسلمين، ويشبه الانسان المسلم والأمة بجسد واحد الذي يتألم ويشارك في الالم إذا اشتكى منه عضو.

هذه الاحادث وغيرها تحث على الترابط والتعاون بين المسلمين ككتلة واحدة قوية ومتماسكة.

وهذه النصوص من القران الكريم والحديث الشريف، تؤكد بان الوحدة الإسلامية ليست مجرد فكرة، بل هي واجب شرعي، ودعامة أساسية لقوة الأمة الإسلامية ورفعتها، وتشمل التراحم، والتعاون، والاعتصام بمبادئ الدين الحنيف.
والسلام عليكم إخوتي وأخواتي ورحمة الله تعالى وبركاته.