باحثة عراقية : السيدة المعصومة امتازت بالعفة والطهارة ورفعت شعار هيهات منا الذلة

باحثة عراقية : السيدة المعصومة امتازت بالعفة والطهارة ورفعت شعار هيهات منا الذلة

ذكرت السيدة "روافد الياسري" الباحثة الاسلامية العراقية، رئيسة الوقف الاسلامي في مدينة اوسلو النرويجية، ان السيدة فاطمة المعصومة (سلام الله عليها)، هي "علوية نقية تقية طاهرة، امتازت بالعفة والطهارة اضافة الى القوة والشجاعة ورفعت كبقية حفيدات ال محمد شعار هيهات منا الذلة".


جاء ذلك في ورقة قدمتها الباحثة الياسري خلال ندوة افتراضية برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، تحت عنوان "فاطمة المعصومة (س) قدوة الفتاة المسلمة"، عقدت اليوم الثلاثاء احتفاء بذكرى ميلاد السيدة فاطمة المعصومة ابنة الامام موسى الكاظم (عليهما السام) في 1 ذي القعدة 1445هـ الموافق 10 مايو 2024م.

وفيما يلي نص هذا المقال : 

بمناسبة مولد كريمة ال بيت محمد، السيّدة الجليلة فاطمة بنت موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام)، بنت وليّ الله وأخت الوليّ الله وعمّة الوليّ الله ولدت في غرة ذي القعدة عام ١٧٣  للهجرة وتوفيت عام ٢٠١ هجرية.
ابدا برباعيات قلتها في حق سيدتي ومولاتي فاطمة المعصومة :
اكرم بها كريمة..من بيت جودٍ عربي
انعم بها معصومة..كفاطم بنت النبي
بنت الهدى اخت الرضا..كفضة من ذهبِ
كرامة الله لها..شفيعةٌ للمذنبِ
من زارها بها عارفٌ..نالَ المنى والسؤددِ
فهي ربيبة منزلٍ..ماضمَّ غير المهتدي
قد شهد الله لها..على لسان السيدِ
من زارها في قبرها..نال النعيم الابدي
بنت التقى اخت الرضا..اجدادها فيض السنا
ميلادها اذ اشرقت..شعت تضاريس الدنا
من زار قبراً ضمها..بها عارفاً،نال المنى
مرحى لهُ في جنةِ..الخلد حبوراً وهن
رضعت هذه السيدة الكريمة من ثدي الإمامة والولاية، ونشأت وترعرعت في أحضان الإيمان والطهارة.. تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السلام، لأنّ أباها الإمام الكاظم عليه السلام قد سجن بأمر الرشيد لذلك تكفّل أخوها رعايتها ورعاية أخواتها ورعاية كلّ العوائل من العلويّين التي كان الإمام الكاظم سلام الله عليه قائماً برعايتهم.
فاطمة المعصومة علوية نقية تقية طاهرة، كيف لا وهي من حفيدات الزهراء عليها السلام، امتازت بالعفة والطهارة اضافة الى القوة والشجاعة ورفعت كبقية حفيدات ال محمد شعار "هيهات منا الذلة".
فمن صفاتها عدم الخوف والاستسلام للظروف الجائرة التي مرت بها تلك الاسرة العلوية الطاهرة.
عرفت هذه الفتاة الطاهرة، بالمحدثة والعابدة وكيف لا وقد تربت في بيت الامام موسى ابن جعفر كاظم الغيظ، باب الحوائج الى الله الذي كان مثالا للعبد الصالح المطيع لله ورسوله، وكيف لا واخوها الامام الثامن الضامن، انيس النفوس المدفون بارض طوس مولانا علي ابن موسى الرضا عليه السلام.
تسميتها بفاطمة والمعصومة
لقد اهتمّ الأئمّة عليهم السلام باسم فاطمة لأنّه اسم جدّتهم الصدّيقة لذا سمّوا بناتهم بهذا الاسم وأوصوا بالتسمية به فعن سليمان الجعفريّ: قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمّد أو أحمد أو عليّ أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبد الله أو فاطمة من النساء.
وقد اشتهرت هذه السيّدة  المبجلة بلقب المعصومة وقيل ان سبب التسمية أنّه لمّا كان عمرها رضوان الله عليها قصيراً- لم يتجاوز الثلاثين على أكثر الروايات، أطلق عليها الإيرانيّون "معصومة فاطمة" أو "معصومة قمّ"، لأنّ معصوم بالفارسيّة بمعنى البريء ويوصف بها الطفل البريء فيكون ذلك للإشارة إلى طهارتها وصفاء روحها أو أنّ ذلك يعود لطهارتها وعصمتها عن الذنوب، فإنّ العصمة على قسمين، عصمة واجبة كالتي ثبتت للأئمّة المعصومين عليهم السلام، وعصمة جائزة تثبت لكبار أولياء الله تعالى المقدّسين المطهّرين عن هذا وقد نسب للإمام الرضا عليه السلام أنّه قال : من زار المعصومة بقمّ كمن زارني.
اعطيت هذه العلوية الطاهرة الشفاعة بدليل روايات اهل البيت حولها؛ فعن الصادق عليه السلام أنّه قال : إنّ لله حرماً وهو مكّة، ألا إنّ لرسول الله حرماً وهو المدينة، ألا وإنّ لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، ألا وإنّ قمّ الكوفة الصغيرة ألا إنّ للجنّة ثمانية أبواب ثلاثة منها إلى قمّ، تقبض فيها امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى، وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنّة بأجمعهم.
جهاد تبينها
نقل أنّ جمعاً من الشيعة دخلوا المدينة يحملون بحوزتهم عدّة من الأسئلة المكتوبة قاصدين أحداً من أهل البيت عليهم السلام وصادف أنّ الإمام موسى بن جعفرعليهما السلام كان في سفر والإمام الرضا عليه السلام كان خارج المدينة. وحينما عزموا على الرحيل ومغادرة المدينة تأثّروا وأصابهم الغمّ لعدم ملاقاتهم الإمام عليه السلام وعودتهم إلى وطنهم وأيديهم خالية. ولمّا شاهدت السيّدة المعصومة غمّ هؤلاء وهي لم تكن قامت بكتابة الأجوبة على أسئلتهم وقدّمتها لهم.
وغادر أولئك الشيعة المدينة فرحين مسرورين والتقوا بالإمام الكاظم عليه السلام خارج المدينة، فقصّوا على الإمام عليه السلام ما جرى معهم وأروه ما كتبته السيّدة المعصومة سلام الله عليها فسرّ الإمام عليه السلام بذلك وقال: "فداها أبوها" وكررها ثلاث مرات، وهذا يدل على انها مارست جهاد التبيين بأرقى صورة ولم تحبس العلم الذي علمته فزكاة العلم نشره وقد بارك امام زمانها هذا العمل واشاد به ودلالات قول الامام فداها ابوها الا علامة من علامات  التأكيد  على مباركة علمها.
كانت السيّدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليهما السلام، عالمة محدّثة راوية، حدّثت عن آبائها الطاهرين عليهم السلام، وحدّث عنها جماعة من علماء الحديث وأثبت لها أصحاب السنن والآثار روايات ثابتة وصحيحة من الفريقين الخاصّة والعامّة، فذكروا أحاديثها في مرتبة الصحاح الجديرة بالقبول والاعتماد.

فاطمة بن موسى ابن جعفر القدوة
ضرب الله مثلا في كتابه الكريم للذين أمنوا وللذين كفروا بنساء  فكانت امراة لوط وامرأة نوح مثالا للكفر للنساء والرجال معا، واسيا بنت مزاحم ومريم بنت عمران التي احصنت فرجها وطاعت ربها وكانت من القانتين مثالا للايمان للرجال والنساء ايضا. 
قال تعالى - [ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)].
فكأنما الله اراد ان يقول لنا، ان للمراة دور محوري في بناء المجتمع الصالح فلو صلحت صلح مجتمع باكمله ولو فسدت فسد المجتمع كله وهنا يتحتم، علينا ان نتخذ من سيدتنا فاطمة المعصومة عليها السلام قدوة وهذا منهج قراني فبعلمها وتقواها وقنوتها ومعرفة إمام زمانها وطاعته كل هذا يجعلنا كنساء نتخذ منها قدوة ومثلا  أعلى  فما خروج فاطمة المعصومة وهجرتها والتحاقها باخيها الرضا عليه السلام، كما التحقت قبلها زينب عليها السلام باخيها وامام زمانها الامام الحسين عليه السلام، الا درس لنا وبوصلة تجعلنا في حاضرنا نشخص من هو إمام زماننا ومن هم العلماء الأعلام الذين يجب ان نتبعهم وخصوصا إننا نعيش في زمان حرب الكفر والاستكبار أجمعه مقابل محور المقاومة محور الحق باجمعه.
اذن معرفة إمام زماننا واتباعه من اعظم الدروس التي يجب ان نتعلمها من سيدات بيت النبوة وعلى راسهن الزهراء وزينب وسليلتهم السيدة الجليلة فاطمة المعصومة عليها السلام.
قم حاضرة اسلامية
تشرفت مدينة قم المقدسة بمقام السيدة الجليلة فاطمة بنت الامام موسى ابن جعفر عليهما السلام، قيل لقد خَفيَ قبرُ الزَّهراء، تأصيلاً للبراءة من الأعداء. وظَهَرَ قبر المعصومة، تأكيداً للولاية والبراءة، ففي زيارتها (عليها السلام): أًتَقَرَّبُ إلَى اللهِ بِحُبِّكُمْ، وَالبَراءَةِ مِنْ أعْدائِكُمْ!
وقد اشتهر بين الناس عن أخيها الرضا عليه السلام قوله: مَنْ زَارَهَا عَارِفاً بِحَقِّهَا فَلَهُ الجَنَّةُ!
وهذا معنا ان نزورها ونحن سائرون على خطاها متبعون نهجها في التقوى والصلاح مؤمنون بولاية من اوجب الله علينا اتباعهم قولا وعملا .
وانه لمن دواعي فخر هذه الحاضرة الاسلامية اليوم انها خرجت العلماء والفقهاء الذين اثروا المكتبات والمدارس الاسلامية بعلومهم ولعظيم الفخر ونحن نعيش اليوم حربنا مع المستكبر ان هذه البلاد انجبت لنا الامام الخميني العظيم الذي سار على نهج اباءه وامه المعصومة واسس لدولة الاسلام كله مقابل الكفر كله في زماننا هذا واطر للاسلام المحمدي الاصيل.
فسلام على فاطمة المعصومة يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية.
اعداد وتلخيص /
رئيسة الوقف الاسلامي / 
اوسلو/ النرويج