داعية اسلامي عراقي : قضية فلسطين رمز لوحدة الامة
قال الداعية الاسلامي العراقي الشيخ كامل الحردان، ان قضية فلسطين وغزة هي رمز لوحدة المسلمين، وعلى الأمة جميعًا أن تقف مع هذه القضية، لأنها توحّد الأمة، ولا توجد قضية اليوم بهذا الوضوح وبهذه القداسة مثل قضية فلسطين.
واضاف الشيخ الحردان في مقاله له خلال الندوة الافتراضية للمؤتمر الدولي الـ 39 للوحدة الاسلامية : ان واجب الأمة اليوم، هو الوقوف جميعًا مع هذه القضية التي اهتم بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم اهتمامًا كبيرًا، وذكرها القرآن، وهي أرض مقدسة.
وفيما يلي نص المقال : -
بسم الله الرحمن الرحيم/
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، سيد الأولين والآخرين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، ان الله عز وجل جعل هذه الأمة أمة واحدة، ﴿وكذلك جعلناكم أمة واحدة﴾، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان حريصًا على أن يوحّد هذه الأمة ويبعدها عن جميع ما يفرقها من عصبيات قبلية وطائفية ومذهبية، فكان دائم الحرص على أن تبقى هوية هذه الأمة هي الهوية الإسلامية الجامعة، بعيدًا عن أي تمزق وطائفية وانحراف عن المنهج الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ولذلك جمع النبي (ص) كل الأطياف حوله، فكان معه سلمان الفارسي، وصهيب الرومي، وبلال الحبشي، حتى يكون أمام الأمة هذا الخيار الوحدوي، أن تلتفت الأمة إلى وحدتها وتبتعد عن كل ما يفرقها، وأي تمزق أو شدّ في جهة دون جهة أخرى، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقف في وجههم. ونذكر أن مسجد الضرار كان أحد أسباب احراقه على يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هو تفريقه بين المؤمنين.
إذًا، النبي (ص) جاء ليوحّد هذه الأمة ويجعلها على الصراط المستقيم؛ ونحن، في هذا الزمن، نعيش صراعات كثيرة، منها صراعات فكرية، مذهبية، وسياسية، وكل واحدة منها تريد أن تمزق الأمة.
ونحن ندعو إلى العودة إلى إسلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن نجعل هذه هي الهوية الأولى، أما الهويات المذهبية الأخرى فهي هويات ثانوية يتعبد بها المسلم، أما الهوية الحقيقية التي يُحاسب المؤمن عليها فهي هوية الإسلام الجامعة.
ولذلك، عندما نذهب إلى الحج، حقيقة نجد هذا المعنى الحقيقي للهوية الإسلامية؛ حيث الكل يلبس لباسًا واحدًا، والكل يطوف حول الكعبة ويؤدي المناسك، ولا تستطيع أن تفرّق بين هذا وذاك، أو أن تقول هذا من المذهب الفلاني، أو هذا من الفرقة الفلانية، والآخر كذلك.
إذًا، نحن اليوم واجبنا الدعوة إلى وحدة الأمة، والوقوف في وجه كل من يريد أن يمزق هذه الأمة مذهبيًا، وطائفيًا، وسياسيًا.
واليوم، قضية فلسطين وغزة هي رمز لهذه الوحدة، وعلى الأمة جميعًا أن تقف مع هذه القضية، لأنها توحّد الأمة، ولا توجد قضية اليوم بهذا الوضوح وبهذه القداسة مثل قضية فلسطين.
ان واجب الأمة اليوم الوقوف جميعًا مع هذه القضية التي اهتم بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم اهتمامًا كبيرًا، وذكرها القرآن، وهي أرض مقدسة.
واجب الأمة اليوم، بجميع طوائفها وأجناسها، أن يقفوا مع فلسطين؛ فما إن تتحرر فلسطين، حتى تقوم هذه الأمة الواحدة.
بدون فلسطين، وضياع غزة وما يحصل فيها، بدأنا نسمع عن "إسرائيل الكبرى"، ولكن عندما تقف الأمة جميعًا مساندة لأهل غزة، وتقف معهم، وترفع عنهم المعاناة، وتنتهي هذه القضية، إن شاء الله بانتصار المسلمين، وتُعلن الأمة الواحدة، ستكون هذه الأمة أمة مهابة، لأنها تحمل منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي جاء رحمة للعالمين.
فحقيقة الدعوة من المنابر، والخطب، وكل العلماء اليوم، هي دعوة للوحدة، ليست أمرًا هامشيًا، وإنما هي من أصل الدين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بتوحيد الله وتوحيد الكلمة.
فعلينا أن نعود إلى هذه الوحدة، لأن فيها عزّنا وسؤددنا وكرامتنا؛ نسأل الله عز وجل أن يفرّج عن أهلنا في غزة، وأن يوحّد هذه الأمة لتعود إلى منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
