باحثة اسلامية لبنانية : السيدة المعصومة (س) كانت عالمة ومتفقهة وعلى بصيرة من امرها

باحثة اسلامية لبنانية : السيدة المعصومة (س) كانت عالمة ومتفقهة وعلى بصيرة من امرها

قالت السيدة "منیره کوراني" الاستاذة الحوزوية والاعلامية اللبنانية، ان "شخصية السيدة فاطمة المعصومة (س) تتميز بعدة أبعاد، منها أنها كانت عالمة ومتفقهة وعلى بصيرة من أمرها. حتى شهد لها ابوها الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) عندما رأى أجوبتها على المسائل وقال حكمت بحكم الله عز وجل. 


الاستاذة كوراني قالت ذلك في ورقتها خلال ندوة افتراضية نظمها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، تحت عنوان "فاطمة المعصومة (س) قدوة الفتاة المسلمة"، وذلك احتفاء بذكرى ميلادها المبارك في 1 ذي القعدة 1445هـ الموافق 10 مايو 2024م.

وفيما يلي نص المقال : 

أسعد الله أيامكم بولادة السيدة فاطمة أبنة الإمام وأخت الإمام وعمة الإمام...
فهي ابنة باب الحوائج ، كاظم الغيظ، سيد بغداد وحاميها وهي أخت الرضا سلطان خراسان، أنيس النفوس وهي عمة الجواد باب المراد.
المقام الشامخ للسيدة فاطمة المعصومة عليها السلام يتجلى ويكشف عنه أبوها الإمام موسى الكاظم عليه السلام.  وهي ذات الأعوام الخمسة ! يقول بحقها : فداها أبوها.
ينقل التاريخ أنّ جمعاً من الشيعة دخلوا المدينة يحملون بحوزتهم عدّة من الأسئلة المكتوبة قاصدين أحداً من أهل البيت عليهم السلام وصادف أنّ الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام كان في سفر والإمام الرضا عليه السلام كان خارج المدينة. وحينما عزموا على الرحيل ومغادرة المدينة تأثّروا وأصابهم الغمّ لعدم ملاقاتهم الإمام عليه السلام وعودتهم إلى وطنهم وأيديهم خالية. 
ولمّا شاهدت السيّدة المعصومة (س) غمّ هؤلاء وتأثّرهم- وهي لم تكن قد وصلت إلى سنّ البلوغ آنذاك- قامت بكتابة الأجوبة على أسئلتهم وقدّمتها لهم. وغادر أولئك الشيعة المدينة فرحين مسرورين والتقوا بالإمام الكاظم عليه السلام خارج المدينة، فقصّوا على الإمام عليه السلام ما جرى معهم وأروه ما كتبته السيّدة المعصومة سلام الله عليها فسرّ الإمام عليه السلام بذلك، وقال : "فداها أبوها".
ثلالة من أئمة أهل البيت (ع) حثوا على زيارتها وكانوا يكنون عناية خاصة لشرافتها وكرامتها، فهي غصن من تلك الشجرة الطيبة وفرع من الأصل الزكي .
ومن تلك الروايات عن الإمام الصادق عليه السلام لما جاء عدّة من أهل الرّي و دخلوا على أبي عبد الله عليه السلام وقالوا : "نحن من أهل الرّي، فقال عليه السلام : مرحباً بإخواننا من أهل قم، فقالوا: نحن من أهل الري، فأعاد الكلام، قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجابهم به أولاً، فقال عليه السلام: إن لله حرماً وهو مكة، وإن للرسول (ص) حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين (ع) حرماً وهو الكوفة، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة (س)، فمن زارها وجبت له الجنّة"، قال الراوي : وكان هذا الكلام منه عليه السلام قبل أن يولد الكاظم. 
ومنها: ما روي عنه عليه السلام أيضاً أنه قال: إنّ زيارتها تعدل الجنّة.
ومنها: ما روي عن سعد عن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: قال: يا سعد عندكم لنا قبر، قلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى عليهما السلام، قال: نعم، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة.
ومنها: ما روي عنه عليه السلام أيضاً أنه قال: من زار المعصومة بقم كمن زارني.
وهنا لفظ المعصومة ينبيء عن مكانتها العلمية والمعنوية.
ومنها: ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليهما السلام أنه قال: من زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة.
وغيرها من الروايات الدالة على فضل زيارتها، وما أعدّه الله تعالى ثواباً لزائرها وهو الجنّة، وقد ورد أن للجنة ثمانية أبواب ثلاثة منها لأهل قم. 
تتميز شخصية السيدة المعصومة (س) بعدة أبعاد، منها : أنها كانت عالمة ومتفقة وعلى بصيرة من أمرها. فأساس البصيرة الفقة في الدين حتى شهد لها الإمام الكاظم عليه السلام عندما رأى أجوبتها على المسائل وقال حكمت بحكم الله عز وجل. 
والميزة الثانية : عفتها عليها السلام وكم نحتاج اليوم إلى تركيز مفهوم العفة عند نسائنا وفتياتنا، المرأة التي تبلغ رسالات الله تعالى وتقوم بأي فعالية دينية أو اجتماعية أو ثقافية.. ينبغي أن يكون لله تعالى فيه رضى، أساس كل عمل العفة، فالسيدة المعصومة لم تواجه الرجال ولم تشافه بالجواب بل خاطبتهم من وراء حجاب وأجابتهم بخطها حين كتبت لهم أجوبة المسائل هكذا كانت عليها السلام في قمة العفاف.