باحث في الشأن العربي والإسلامي :
ايران تعتبر راس الحربة في محور المقاومة

اكد رئيس اتحاد القبائل والأعيان في البلاد العربية لدعم محور المقاومة "الدكتور معن بن علي الدويش الجربا"، على ان "الجمهورية الإسلامية في ايران تُعتبر رأس الحربة اليوم في محور المقاومة الذي يدافع عن المنطقة بالكامل، ولا يدافع عن الشيعة فقط".
الدكتور الجربا الذي حل ضيفا على المؤتمر الدولي التاسع والثلاثين للوحدة الاسلامية في ايران، شارك في حوار خاص مع وكالة انباء التقريب (تنــا) مستعرضا اهم القضايا الاسلامية والعربية المطروحة على الساحة الاقليمية ولاسيما الوضع الفلسطيني الراهن والحرب الوحشية وجرائم الابادة الجماعية التي يقترفها الكيان الصهيوني في غزة، منوها الى ضرورة الوحدة بين المسلمين في مواجهة هذه التحديات.
وردا على سؤال "تنـا" حول دور الجمهورية الاسلامية في مساندة قضايا الامة ولاسيما القضية الفلسطينية، قال : ان الجمهورية الإسلامية قدمت الكثير للأمة العربية والإسلامية، والقضايا الفلسطينية، وقضايا القدس الشريف، لذلك أصبحت هدفًا لمشروع أمريكا ومشروع الهيمنة الصهيونية في المنطقة.. ايران تُعتبر اليوم رأس الحربة في محور المقاومة الذي يدافع عن المنطقة بالكامل، ولا يدافع عن الشيعة فقط.
كما نوه بدور قائد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي في تعزيز الوحدة الاسلامية ولم شمل الأمة، مبينا ان سماحته يمثل الجبهة الحقيقية في الدفاع عن قضايا المسلمين، وهو يستحق بما يُقدمه اليوم من تضحيات أن يكون إمامًا للمسلمين.
واضاف : يجب على جميع الدول العربية والإسلامية أن تدعم جمهورية ايران الإسلامية وشعبها العظيم الذي قدّم للأمة العربية والإسلامية الكثير والكثير، ويجب أن نكون يدًا واحدة في مواجهة المؤامرات الصهيو- امريكية المزعزعة للامن والاستقرار الاقليميين.
وتابع هذا الباحث الاسلامي والعربي : يجب الدول العربية والإسلامية أن تقطع جميع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، خصوصًا الدول التي لها علاقات دبلوماسية وثقافية مع هذا الكيان،كما نطالب هذه الدول التي تستضيف قواعد أمريكية أن يكون لها موقف حازم من هذه القواعد التي تعتدي على شعوب المنطقة ودولها.
ومضى الى القول : من هذا المنبر، ومن هذا المؤتمر المبارك، ندعو جميع الدول العربية والإسلامية إلى وقفة صادقة، لأن المشروع الأمريكي والصهيوني لم ولا يستثني أحدًا في مخطط التقسيم والضرر بهذه الدول، سواء كانت عربية أو إسلامية، او سنية أو شيعية، فكل أمة الإسلام مستهدفة.
وحول مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي عقد لنسخته التاسعة والثلاثين هذا العام، برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، قدم الدكتور معن، باسم اتحاد القبائل والمثقفين العرب، الشكر والامتنان للجمهورية الإسلامية ولشعبها العظيم، لقاء ما يقدمه في خدمة قضايا العرب والمسلمين، وقضية فلسطين، وقضية المسجد الأقصى.
وتابع : نقدم الشكر طبعًا لقائد الثورة الإسلامية الامام السيد علي الخامنئي، الذي يبذل كل ما في جهده من أجل الوحدة الإسلامية ومن أجل الدفاع عن قضايا الأمة.
كما قدم هذا الباحث الاسلامي نبذة عن الرسالة النبوية قائلا : في الحقيقة إن المشروع النبوي والأخلاق النبوية ليست مجرد أفكار أو مجرد نظريات؛ مبينا ان الرسول عليه الصلاة والسلام استطاع أن يحول هذه المثالية أو الأفكار المثالية إلى أرض الواقع، فكان يُقال عنه "إنه قرآن يمشي على الأرض". وعندما حل بالمدينة المنورة، أبرم "وثيقة المدينة"، وهي أول دستور عالمي يؤمن بحق المواطنة بغض النظر عن الدين أو القومية أو الجنس.
وتابع الدكتور معن في هذا السياق : فقد أبرمت وثيقة المدينة التي أطرافها كانوا المسلمين واليهود والمشركين، والرسول (ص) نصّ بالحرف الواحد على أن جميع أطراف المدينة أمة واحدة، لهم ما لنا وعليهم ما علينا. وبالتالي، نتيجة لهذا التطبيق العملي، تحولت من خلاله الأفكار المثالية في الأخوة الإنسانية إلى أرض الواقع.
واستطرد : بعد ذلك، للأسف، الأمة انحرفت قليلًا، خصوصًا بعد أن تحولت منظومة الشورى فيها إلى نظام ملكي ممثل في بني أمية الذين حولوا هذا الموروث والمشروع الإسلامي العظيم إلى "ملك عَضوض".
كما اشار الى واجب المسلمين ازاء هذه الانحرافات، وقال : نحن اليوم مطالبون بأن نعيد الإسلام إلى مساره الصحيح من خلال تطبيق النظرية النبوية والنظرية الإنسانية التي أتى بها هذا الدين العظيم، ولا أعتقد أن هذا مستحيل، والدليل على ذلك أن مشروع الجمهورية الإسلامية اليوم طبّق جزءًا كبيرًا من هذه النظرية النبوية الإنسانية.
واوضح : نحن شاهدنا الجمهورية الإسلامية الإيرانية كيف وقفت أمام الظلم والجور، في فلسطين، وكيف وقفت، في محور المقاومة، لتعيد الهيمنة الإسلامية في مواجهة الهيمنة "الإسرائيلية".
وتابع : ان ما نطلق عليه محور المقاومة، وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية، أثبت خلال أكثر من نصف قرن، أن تحدي المشروع الأمريكي الصهيوني والمشروع الأوروبي الاستعماري امر ممكن والدليل على ذلك أن لبنان الدولة الوحيدة في العالم العربي والإسلامي التي حررت أرضها بالمقاومة، دون قيد أو شرط، ودون معاهدة سلام، ودون إذلال، ودون خضوع.
ولفت هذا الباحث في الشأن العربي والإسلامي، الى انه بفضل محور المقاومة حصل في العشر السنوات الأخيرة نوع من الوعي الشعبي في الشارع السني قبل الشارع الشيعي، حول أهمية الالتفاف حول محور المقاومة والتصدي لمخططات الاستعمار الصهيو امريكي؛ لذلك، هم اليوم يحاولون ضرب رأس الحربة في هذا المشروع، وهو الجمهورية الإسلامية الايرانية لكنهم فشلوا امام صمود ايران المشرف الذي كسر شوكة العدو.
وفي جانب من هذا الحوار تطرق رئيس اتحاد القبائل والأعيان في البلاد العربية الى محاولات نزع سلاح المقاومة وحزب الله اللبناني، قائلا : هذه أكبر خيانة لمشروع الأمة العربية والإسلامية؛ مبينا ان جميع الدول في المنطقة تعرف والتجارب أثبتت اليوم، أن الجيوش سواء العربية أو الإسلامية، غير قادرة على مواجهة أمريكا والكيان الصهيوني أو حلف الناتو.
واكمل الدكتور معن : أنا أريد أن أستثني هنا الجمهورية الإسلامية في ايران والمقاومة في العراق واليمن وسوريا سابقًا ولبنان؛ بالتأكيد، إن سلاح المقاومة هو قوة ومشروع هذه الأمة، وكل من يطالب بنزع سلاحها فهو خائن لهذا الدين، وخائن لكل المواثيق الإنسانية ومواثيق العروبة، بل حتى القوانين الدولية تعطي الحق لأي أمة تُستعمر أرضها، كما في لبنان، وكما في سوريا، وكما في اليمن، والمناطق العربية والإسلامية، تعطيها الحق في المقاومة، فكيف يأتي أبناء أو بعض الأصوات النشاز تطالبنا بسحب هذا السلاح؟!
بالتأكيد، نحن باسم اتحاد القبائل والمثقفين العرب، ندعم محور المقاومة، وندعم بقاء السلاح، وندعم الدعوة إلى فتح باب التطوع في هذا المجال للدفاع عن قضايانا العربية والإسلامية.