ناشطة اعلامية سورية : المجتمع الايراني اثبت للعالم بانه قدوة يحتذى به في مواجهة الكيان الصهيوني
اكدت الناشطة والاستاذة الجامعية السورية "فاطمة ازادي منش"، على أن المجتمع الإيراني اثبت للعالم من خلال العدوان الأخير عليه، بأنه قدوة يُقتدى بها في مواجهة الكيان الصهيوني المتغطرس، وان كل المجتمعات تستطيع بالوحدة والتماسك فيما بينها أن تنتصر على هذا الكيان الذي ظنّ البعض بأنه لا ينهزم، لكنه كـ "بيت العنكبوت" هشّ وينكسر.
واضافت الاستاذة "ازادي منش" في مقال لها خلال الندوة الافتراضية للمؤتمر الدولي الـ 39 للوحدة الاسلامية التي عقدت برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : ان سرّ انتصارات الثورة الإسلامية، والجمهورية الإسلامية في ايران، اليوم، هو التعاون، وذلك التكاتف ما بين علماء المسلمين سنة وشيعة، الذي انعكس بصورة تلقائية على الأفراد الذين يتبعون علمائهم.
وفيما يلي نص هذا المقال : -
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
عنوان بحثي وموضوع المشاركة في مؤتمر الوحدة الإسلامية الـ 39 هو "أهمية الوحدة بين المذاهب والأديان لمواجهة الكيان الصهيوني الاستكبار".
اليوم نلاحظ أن كل البلاد العربية تعاني من وجود هذا الكيان الصهيوني المتمرد الاستكباري الذي يحاول أن يغيّر الهوية الإسلامية، والهوية حتى الإنسانية لدى البشر في كافة الأديان وكافة المذاهب. فهو لا يسعى إلى تخريب الهوية الإسلامية فحسب، بل حتى الهوية الدينية المسيحية الاعتقادية.
هذا الكيان الجبروتي الذي يحاول أن يتجبر على المستضعفين ويسلب حقوق البشر في غزة، في لبنان، وحتى في باقي البلاد العربية والإسلامية، وأخيرًا العدوان الذي شهدناه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ظنّ هذا العدوان بأنه يستطيع أن يكسر من عزيمة الشعب الإيراني، لكن الوحدة الإسلامية التي تجلّت بأجمل المظاهر وبأفضل الهيئات ما بين علماء الدين المسلمين، وحتى ما بين العلماء المسلمين وعلماء المسيحية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتكاتفوا لمواجهة هذا الكيان الاستكباري الاستعماري الذي حاول أن يهزّ من الحكومة الإيرانية، وحاول أن يكسر عزيمة جبهة المقاومة في دول محور المقاومة.
وقوف علماء الدين بجانب بعضهم البعض، وتلك التصريحات التي أدلوا بها للتنديد بما قام به الاستكبار الصهيو-أمريكي في غزة، في لبنان، وأخيرًا العدوان الذي شهدناه في إيران، هذا التكافل العظيم، إذا أردنا أن نحلّله ونفسّره، إنما هو بسبب الرجوع إلى السيرة النبوية المحمدية الشريفة، والرجوع إلى توصيات الرسول صلى الله عليه وآله، والآيات القرآنية الشريفة.
يقول الله عز وجل : [واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا]، وفي آيات أخرى، [تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان].
اننا نلاحظ في هذه الآيات الكريمة تصريحًا إلهيًا قدسيًا من طرف ومن جانب الشارع المقدّس الذي يوصي بضرورة التكاتف ما بين الأفراد والعلماء ليكون المجتمع الإنساني- الإسلامي قويًا أمام التحديات التي يواجهها من قبل الأعداء.
في الآية الثانية، هناك تصريح قوي على التعاون ضد العدوان، ومن يتخلّف عن هذا التعاون إنما هو يخالف الأوامر الإلهية المقدسة، سواء كانت هذه الأوامر الإلهية في القرآن الكريم أو في الإنجيل والتوراة؛ فكثيرة هي النصوص التي وردت في الإنجيل والتوراة على ضرورة التسامح ونشر السلام ونشر المحبة والتكاتف.
إذا نلاحظ اليوم هذه الوحشية التي يقوم بها الاستكبار الصهيو-أمريكي في تجويع أبناء غزة، وفي التعدي على الحدود اللبنانية، ومحاولة كسر عزيمة الشعب اللبناني المقاوم، والشعب الفلسطيني المقاوم، وأخيرًا الشعب الإيراني المقاوم الذي أثبت للعالم أجمع بأنه يقف في جانب الحق، وأمام جميع الحكومات الاستكبارية والحكومات التي تحاول كسر عزيمتهم، استطاع الشعب الإيراني أن يثبت بأنه على ذلك النهج الحق، وعلى ذلك النهج الصحيح، وذلك باتباع إرشادات وأوامر علماء الدين المسلمين بضرورة التكاتف والتعاون.
اليوم سرّ انتصارات الثورة الإسلامية الإيرانية، وسرّ انتصارات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هو ذلك التعاون، وذلك التكاتف ما بين العلماء، الذي انعكس بصورة أوتوماتيكية على الأفراد الذين يتبعون علمائهم.
نحاول إن شاء الله تعالى أن نتبع العلماء في كل حركاتنا، ووقفاتنا، وأفعالنا، وفي نتاجاتنا الفكرية، ونحاول أكثر أن نوسّع من إطار ونطاق تبليغ الوحدة الإسلامية وضرورتها، وانعكاسها، وآثارها، ونتائجها على المجتمعات ككل، وليس فقط على المجتمع الإيراني.
فإذا نلاحظ أن المجتمع الإيراني من خلال هذا العدوان الأخير أثبت للعالم بأنه قدوة يُقتدى بها، وتستطيع كل المجتمعات أن تنتصر على هذا العدوان الذي ظنّ البعض بأنه لا ينهزم، لكنه هو كبيت العنكبوت هشّ وينكسر.
