رجل دين لبناني : الولايات المتحدة تمثل اليد الضاربة للقيم الأخلاقية في هذا العصر

رجل دين لبناني : الولايات المتحدة تمثل اليد الضاربة للقيم الأخلاقية في هذا العصر

اكد عضو هيئة امناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان "الشيخ الدكتور مصطفى ملص"، الولايات المتحدة الامريكية تمثل في هذا العصر، اليد الضاربة للقيم الأخلاقية بفرضها الحصار على الشعوب الحرة كإيران وسوريا والعراق.


وفي مقال قراه عبر الفضاء الافتراضي امام المؤتمر الدولي الـ 38 للوحدة الإسلامية الذي يعقد سنويا برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في ايران، اكد الشيخ ملص : إن القيم الأخلاقية حافظت على المجتمعات الإنسانية وأعطتها إمكانية الاستمرار والبقاء ونظمت الحياة المجتمعات الإنسانية بما يحقق التعاون والتفاهم والتضامن والتضحية والبدل وغير ذلك من القيم التي لا تقوم المجتمعات السليمة إلا على أساسها وإلا اختلت توازن الاجتماعي وأصبح المجتمع معرضا للخلل والتحلل. وجاءت تعاليم الإسلام بالدعوة إلى أن يكون احترام القيم الإنسانية جزءا مهما من عبادة المسلم.

ولفت إلى سيادة القيم الاستهلاكية على مجتمعات البشرية في العصر الحاضر، قائلا: كل ما نراه اليوم على وجه الأرض من فساد قيمي وأخلاقي إنما هو بسبب سيطرة القيم الاستهلاكية والابتعاد شيئا فشيئا عن القيم الأخلاقية والإنسانية ومن المؤسف أن سيطرة أصحاب المصالح المادية وممتلكي الثروات أضف إليهم المسيطرين على الصناعات العسكرية والمنتجات الغذائية وبقية الصناعات على الحكومات في العالم أصبحت من القوة والاقتدار حيث أن من يرفضه علنا يتعرض للعقوبة الشديدة.

وحول جرائم الصهاينة في غزة قال : إن جريمة في هذا العصر هي جريمة اغتصاب فلسطين وإخراج أهلها منها وتشريدهم وقتل النساء والأطفال والرجال وممارسة الإبادة الجماعية من قبل الصهاينة والتأثير على الجهة التي تعتبر حارس القيم الأخلاقية.

وحول الهجمة الغربية على القيم الأخلاقية، اكد رجل الدين اللبناني : إن الغرب لا يحارب القيم على أرضه فقط بل إنه يخطط ويعمل لإسقاط القيم في بلادنا ومجتمعاتنا الإسلامية ويدفع في سبيل ذلك الأموال التي تستخدم في التشجيع على التحلل والإنحطاط الأخلاقي .

وتابع : إن بعض الدول توضع شروط للتعاون مع الغرب أو للحصول على مساعدات مالية أو اقتصادية أو علمية منه تفرض عليهم هذه الشروط عدم التعرض للجماعات المنحرفة بل بدعمها ومساعدتها ومن المعروف عندنا والمسلم به أن الدول الإسلامية بمعظمها خاضعة للإدارة الأمريكية ولا تستطيع مخالفتها حفاظا على الكراسي والمناصب والمصالح فهل نأمل من السلطات في العالم القيام بأي دور في المحافظة على القيم الأخلاقية والدفاع عنها.

وقال الشيخ ملص : إنني أرى استحالة ذلك ولهذا فإنني أرى أن هذا الواجب متعلق اليوم بالجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبارها دولة القيم الأخلاقية والإنسانية المنبثقة من الأصل الإسلامي وهو متعلق أيضا بالحواضر العلمية الدينية كالأزهر الشريف في مصر والمراجع الدينية في النجف وكربلاء وكذلك في الزيتونة والقيروان وغيرها من الحواضر العلمي كما أنها متعلقة بالعلماء والمصلحين الاجتماعيين في العالم الإسلامي من طنجة إلى جكارتا والقيام بهذه المهمة التوجيهية التربوية.

واكد عضو هيئة امناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان بالقول : يجب أن نتجاوز الطرق والأساليب الوعظية إلى أساليب جديدة عصرية تتسلح بالعلم والمعرفة كالعلوم الاجتماعية والتربوية وعلم النفس وأن تتعاطى بانفتاح مع المستهدفين بالنصح والإرشاد وهذه مهمة تحتاج إلى جهد ونشاط ووقت وتضحية وإلى اعتبارها واجبا إنسانيا وإيمانيا ويجب أن نكون شركاء في هذه المواجهة مع كل الشرفاء والمخلصين للقيم الإنسانية.

ودعا ملص في الخاتمة، إلى تأسيس الهيئات والجمعيات والمؤسسات الأهلية والرسمية للتصدي لهذه المهمة الرسالية.