عضو المكتب السياسي في حركة امل :
الفكر الاسلامي يشدد على ايجاد مجتمع متعاون لبناء الانسان اينما وجد
قال عضو المكتب السياسي في حركة "الدكتور طلال حاطوم": ان الفكر الاسلامي شدد على ايجاد المجتمع المسلم المتعاون من خلال الاهتمام ببناء الانسان اينما وجد، ليتربى وفق القيم السماوية التي اكدها سبحانه وتعالى كما في قوله تعالى [وَتَعاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوىٰ وَلا تَعاوَنوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ].
واضاف الدكتور حاطوم في كلمته خلال المؤتمر الافتراضي للوحدة الاسلامية الـ 37، ان "البشر جميعهم يرتبطون بروابط متنوعه ومختلفه، ولكنها تشد اواصرهم الى بعضها البعض من هذه الروابط، رابطه الدم والقربى والجنس والعرق واللون والقوميه واللغه والامميه والدين والمصلحه و غيرها الكثير مما يفرض عليهم تعاونا فيما بينهم ويحقق لهم الغايات المنشوده من تقاربهم".
ووضح بان "الانسانيه هي رابط اول بين البشر؛ فالناس نوعان اما اخ لك في الدين واما نظير لك في الخلق، وكثيره هي الايات القرانيه الكريمه التي تحض على التعاون والتآزر والتقارب بين الناس وهي دليل على اهميه انتاج التعاون لتكامل يحقق غايات الانسان في التنظيم والامن والسلام والعيش وتوزيع المهام والاعباء على افراد المجتمع كل حسب طاقته واستطاعته وامكانياته ومسؤولياته.
وقال حاطوم : ان البر والتقوى من الامور التي توحد الجماعه وتجمع صفوفها وتلغي عوامل الفساد والاختلاف والنزاع وعناصر التضاد والتدافع في الايرادات والرغبات والشهوات وتسيطر على اسباب الهوى والغضب والانفعال.
واضاف : الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم يشبه المجتمع بالجسد الواحد ليعلّم ابناء المجتمع الاسلامي مبدا التعاون ويثبّت في نفوسهم الاخوه والمحبه والتضحيهة. فقال صلى الله عليه واله وسلم [لا يؤمن من بات شبعانا وجاره جائع]؛ مبينا ان "هذا الموضوع في غايه من الاهميه لانه يعني الواقع الاسلامي والعالمي بكل مضامينه الاجتماعية والثقافيه والسياسيه والاقتصاديه، ولانه يعني التواصل مع الواقع الحضاري بكل ابعاده العالميه وما بلغته وسائل الاتصال من تقنيات متطوره ومبتكرات مذهله.
وتابع : ان الاسلام قد حرّر مفهوم التعاون من نطاق الجماعه والمجتمع والدوله وقرره تعاونا لا تحده جنسية او حدود، فهو تعاون على مستوى الانسانيه، المسلم فيه وغير المسلم سواء؛ مستدلا بقول الباري تعالى [يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم].
واوضح السياسي اللبناني، بان "الخطاب للناس اجمعين لا تمييز فيه بين جنسية او جنس او لون، فالخالق واحد جعل الناس شعوبا وقبائل ودول واغنياء وفقراء واقوياء وضعفاء واذكياء وخاملين ليتبادل الناس المصالح و يخدم بعضهم بعضا و بعد هذا التعاون والتعارف تتفاوت مكانة الناس عند الله تعالى والتعارف".
واستطرد : لايمكن ان يتحقق التعاون الايجابي حتى يتعارف المتعاونون فيما بينهم ويعلم كل حاجة الاخر وامكاناته وتتحد بعض الحقوق والالتزامات ويثمر التعاون للاطراف جميعا مع اختلاف قدراتهم وامكاناتهم؛ فكل خلقه الله ويسره بما خلق له.
ولفت حاطوم الى ان، من فوائد التعاون الاستفادة من الخبرات المتبادله بين افراد المجتمع في شتى نواحي الحياه وتحقيق تماسك المجتمع وقوته وتوفير الوقت والجهد والاسهام في انجاز الاعمال الكبيره في وقت قصير. واعانه المظلوم والمساعده في تجنب انتشار الظلم وتحقيق مبدا العمل الجماعي و الاتقان في الاعمال.
واكد بان التعاون ليس محصورا في المناهج الفكريه والفقه بل يشمل كل ما يؤمّن حياه البشر من السياسه الى الاقتصاد الى التجارة والتعليم والتربية و تبادل الخبرات و المهارات والاشتراك في البحوث العلميه وتطوير التكنولوجيا وغيرها الكثير.
وراى حاطوم، بان مؤتمر الوحدة الاسلامية الدولي، "يشكل مجالا مفتوحا وواسعا للتعاون معا في ايجاد المشتركات فيما بيننا وتوسيع مخارجها لتشكل قاعدة الارتكاز الاساسيه للبناء على المقبل من مواجهات و تحديات.
وتابع قائلا : لعل المثال الواجب الانتباه له في هذا الخصوص هو النجاح الذي حققه تضافر وتعاون الجمهوريه الاسلاميه في ايران شعبا وقيادة بتوجيه من السيد القائد اية الله علي الخامنئي (حفظه المولى) في مواجهة العقوبات الظالمة و الجائرة التي فرضت عليها بتحجير قدراتها ومنعها من الاستثمار على طاقاتها.. وايضا اصرار سوريا على التعاون مع الدول والقوى الحيه لمواجهه الحرب الكونيه التي لبست لبوس التكفير و الارهاب لتقطيع اواصر هذا البلد ومحاولة الغاء دوره في المنطقه.. كما ان لبنان الذي كان ساحة مفتوحة للاعتداءات الصهيونيه المستمره اعتبر امام الوطن والمقاومه الامام المغيب السيد موسى الصدر (اعاده الله) ان الوحده الوطنيه والتعاون بين كل الوان طيف الشعب اللبناني ومكوناته هي السبيل لردع العدوان الصهيوني فتحقق التحرير في العام 2000م.
ومضى عضو المجلس السياسي لحركة امل الى القول : ان المطلوب اليوم ايلاء مفهوم التعاون ومدخلاته ومفاهيمه ليس على صعيد القياده والحكومه والمؤسسات فقط، بل ان يمتد لتشمل ايضا الشعوب لكل تفاصيلها و خصوصا جيل شباب الذي تحاول الدول الاستعماريه والامبرياليه تغريبه عن واقعه و تاريخه ومجتمعه وادخال مفاهيم الفردانيه والانانيه من بوابه الخصوصيه فيهمل قضايا مجتمعه و امته و ينصرف الى اعمال همها الربح المادي، لذلك من الضروري تخصيص مؤتمرات و ندوات تحث جيل الشباب على الالتزام بالوقوف الى جانب مجتمعه و رفده بكل ما يحقق له النمو و التطور و الرقي.