في كلمته خلال اجتماع "مجموعة الرؤية الاستراتيجية.. روسيا والعالم الإسلامي"؛
الدكتور شهرياري : لاتخاذ خطوات عملانية واليات جديدة من اجل معالجة القضايا الدولية
اكد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "حجة الاسلام الدكتور حميد شهرياري"، بان الاليات المعتمدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لارساء السلام والاستقرار الدوليين والحؤول دون وقوع الجرائم في العالم، لم تعد مجدية وباتت محبطة بالنسبة لجميع المنادين بالعدالة على مستوى العالم؛ داعيا الى اتخاذ خطوات عملانية واليات جديدة من اجل معالجة القضايا الدولية.
وافادت وكالة انباء التقريب (تنـا)، ان الدكتور شهرياري ادلى بهذا التصريح خلال كلمته باجتماع "مجموعة الرؤية الاستراتيجية.. روسيا والعالم الإسلامي"، الذي عقد مساء الاربعاء في العاصمة الماليزية كولالمبور؛ بمشاركة جمع من الشخصيات السياسية والدينية، يمثلون اكثر من 30 دولية في انحاء العالم.
وعبر الامين العالم للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية عن تقديره لتنظيم هذا المؤتمر العظيم، مثمنا في هذا الخصوص، جهود رئيس جمهورية تتارستان "رستم مينيخانوف"، ورئيس البرلمان في هذا البلد "فريد محمد شين"، وايضا رئيس وزراء ماليزيا "داتو انو ابراهيم".
ولفت شهرياري الى ان "تكوين النظام العالمي الجديد، شكل تحديا جادا لاستحواذ الاحادية الامريكية على المجتمع الدولي، وعليه نشاهد اليوم بروز قوى صاعدة اقليمية ودولية وهي تبشر بتغيرات مذهلة، في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والبيئية على مستوى العالم".
واضاف : لتحديد العوامل الرئيسية التي تقف وراء هذه التغيرات، تجدر الاشارة الى دول مثل الصين وروسيا وايران والهند، وغيرها من اللاعبين الدوليين.
وتابع : ان امريكا ماضية ومصرة على مواصلة سياساتها الاحادية باستخدام شتى الاليات العسكرية والاقتصادية والثقافية، وقد انفقت مبالغ طائلة حفاظا على هيمنتها في العالم؛ مردفا ان هناك دول مثل اوكرانيا وبلدان في غرب اسيا تحولت الى اليات لاستمرار الصراعات نيابة عن الولايات المتحدة؛ ولذلك فقد شاهدنا خلال الايام الاخيرة اقدام الكيان الصهيوني على تدمير البنى التحتية في سوريا واغتيال علماء هذا البلد.
وشدد بان الاليات المعتمدة لتحقيق السلام العالمي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لغاية اليوم، لم تعد مجدية في التصدي لهذه الجرائم، وكل المنادين بالعدالة والاحرار في العالم اصيبوا بالاحباط والياس من دورها اليوم.
كما اشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى "حق الرفض" (الفيتو) الذي يقتصر فقط على القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية من الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي؛ مؤكدا بان هذا التمييز يزيد في الكم الهائل من الظم الذي يجار بحق المجتمع الدولي وبلدان العالم على مدى فترة طويلة من الزمن.
وفي اشارة الى الاسباب الاخرى التي زادت من رقعة الظلم والجور على المستوىن الاقليمي والدولي اليوم، قال شهرياري : ان تقاعس بعض قادة الدول الاسلامية قبال اجراءات مجرمي الحرب، والاسوا من ذلك تعاونهم مع الكيان الصهيوني الغاصب والجائر، مما ادى الى حواجز اساسية تعترض الجهود الهادفة الى اغاثة المدنيين من النساء والاطفال في فلسطين وغزة ولبنان، وماجري اليوم في سوريا.
ومضى الى القول : العالم لن يرى السلام والاستقرار مالم يترسخ مبدا العدالة في التعامل بين بلدانه؛ بالامس كانت غزة ومن ثم لبنان، واليوم سوريا، ولا ندري دور اي بلد سيحين غدا، [فاعتبروا يا اولي الالباب].
واذ نوه بأنه في مثل هذه الظروف، من الضروري للدول المتحالفة في النظام الجديد بناء علاقات بناءة وإنشاء تكتلات ثنائية ومتعددة الأطراف وفعالة فيما بينها، مثل مجموعة "البريكس"وبتالي انشاء تحالفات اتحادات جديدة تضمن لهذه الدول التنمية الاقتصادية والثقافية والسياسية؛ مردفا : يمكن للدول الإسلامية أن تكون أكثر تماسكا وذكاء فيما بينها من خلال تشكيل اتحادات قائمة على مبدا "الأمة الواحدة"، والمضي باتجاه "الحضارة الإسلامية الجديدة"، كتحالف اقليمي ضخم ومتماسك يسهم في تحقيق النظام العالمي الجديد.
كما حذر فضيلته من الحرب المعرفية التي يشنها الاعداء ضد الدول الاسلامية، وذلك من خلال غزو افكار الشباب المسلم لاستقطابهم الى معسكرهم بشتى السبل التحفيزية؛ مؤكدا بان نجاح هذا المخطط مرهون بتفوق القيم الغربية على القيم الاسلامية، وان تتغلغل فيها بالشكل الذي يصعب لشرائح المجتمعات الاسلامية ولاسيما الشبابية منها، التمييز بين الاثنين.