ناشط وداعية اسلامي عراقي :
الجمهورية الاسلامية الايرانية اعادت للمسلمين عزتهم
قال مدير إدارة مجلس علماء الرباط المحمدي في العراق الشيخ عبد الجبار الفهداوي : ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اعادت العزّة والكرامة للمسلمين من خلال ضرباتها الساحقة والقاصمة في عمق الاحتلال الصهيوني ردا على عدوانه الغاشم اللذي استمر 12 ضد ايران؛ مؤكدا ان المسلمين وصفوا هذا العدوان بمثابة العدوان على الدول الاسلامية جميعا وليس ايران فقط.
جاء ذلك في حوار خاص اجرته وكالة انباء التقريب (تنـا) مع مدير إدارة مجلس علماء الرباط المحمدي العراقي؛ على هامش اعمال المؤتمر الدولي التاسع والثلاثين للوحدة الاسلامية الذي عقد الاسبوع الماضي برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.
ولفت الشيخ الفهداوي الى ان مؤتمر الوحدة الاسلامية التاسع والثلاثين 2025م أقيم بشكل مميز مقارنة بنسخاته السابقة، وذلك نظرا للاحداث الاقليمية والعالمية الراهنة؛ مبينا انه "رأينا شخصيات جديدة، وهذا يدل على أن هناك نجاحًا في كل سنة من اجل تفعيل مشروع التقريب بين المذاهب الاسلامية بجهود الأعضاء والعالمين في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.
وحول دور العلماء المسلمين والمؤسسات الدينية في تعزيز الوحدة والتضامن الاسلاميين، رأى الشيخ الفهداوي بان العلماء يتولّون الدور الرئيسي في هذا الشأن، مؤكدا على ان أن الله سبحانه وتعالى أوصى بالوحدة، ومبينا ان الذي يقوم مقام الوحدة في خلق الله من بعد الأنبياء (عليهم السلام) والصالحين هم العلماء.
واضاف : من ضروريات المرحلة الراهنة هو تولي العلماء المسلمين مهمة الدعوة وتوحيد صفوف الامة، لأن العدو الآن يعمل على تقسيم الأمة الاسلامية ويضرب وحدتها، ويقسمها إلى مذاهب وفئات متناحرة، ليسهل السيطرة عليها وسلب خيراتها؛ لذلك فإن واجب العلماء المسلمين وفقا للتعليمات والتعاليم الإسلامية هو العمل على لم شمل الأمة، فالعالم يجب ان ينظر إلى نفسه كخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكل جهة وكلمة في هذه الأمة تقول "حبيبي ونبيي رسول الله"، فعندما يأتي الداعية الاسلامي ليقول، "أنا مكان رسول الله صلى الله عليه واله سلم في هذه القضية"، لا بد أن يحتوي هذا العالم الجميع بما في ذلك المذاهب، ويقوم بمقام الوحدة الإسلامية.
وفي تقييمه لمدى تأثير المؤسسات الدينية والعلماء المسلمين على واقع الامة وقضاياها، قال مدير إدارة مجلس علماء الرباط المحمدي في العراق : لو كان هناك صوت في بقية الحكومات الاسلامية كما تفعل الجمهورية الإسلامية في ايران لما كان حال الامة كما هو اليوم؛ لافتا الى "إن مؤتمر الوحدة الاسلامية في نسخته الجديدة جاء كضرورة حتمية جدًا لما يحدث في غزة، وبما أن العالم الغربي يتوحد ضد عالمنا الإسلامي، فالعالم الإسلامي مفكك ومشرّد بسبب التداعيات الغربية والعولمة وما يزرعونه في أمتنا، لذلك المؤتمر جاء كضرورة حتمية، وكل الأعضاء جاؤوا بحرقة قلب مما يعانون في بلدانهم".
واستطرد : ان الكثير من العلماء المسلمين أصبحوا يتجهون للوحدة، بعد ان ادركوا بأن الكيان الصهيوني لا يفرق بين شعب أو مذهب من هنا أو هناك، وإنما يقصد المسلمين جميعا؛ محذرا بقوله، ان "بلداننا الإسلامية والعربية تواجه اليوم خطرا حقيقيا، من جانب الكيان الصهيوني الذي لن يشبع حتى يحتل العالم كله، والمقصود هو بلداننا الإسلامية أولًا وأساسًا".
وتطرق الفهداوي في هذا السياق، الى الهجمة الاخيرة التي طالت الوفد المفاوض لحركة حماس في دولة قطر، مؤكدا انه رغم تعامل الاخيرة كوسيط مع الكيان الصهيوني وتعاونها مع الأمريكان واحتضانها قاعدة العديد الامريكية، لكن الولايات المتحدة نفسها اعطت الضوء الاخضر الى "إسرائيل" في ضرب قطر؛ إذًا هؤلاء الاعداء لا عهد لهم.
وعن الهجوم الصهيوني العدواني الذي استمر 12 يوما على إيران، اشار العالم الاسلامي العراقي الى وجود تيار طائفي زرعته وسائل إعلام تابعة لدول عربية بتوجيه من الإعلام الغربي الأمريكي، ضد كل دولة أو كل كيان يحاول أن يعيد تصوير الإسلام الحقيقي، فهو محارب غربيا وصهيونيا بكل ما أوتي من قوة.
واضاف : ان الاعتداء "الإسرائيلي" على إيران والردود الإيرانية خاصة أثلجت صدور المؤمنين، حيث ان الشعوب الاسلامية والعربية تتطلع الى رد ايراني ساحق على اي عدوان جديد، كما انهم يتوقعون ردا قطريا حازما على العدوان الصهيوني الذي طال هذا البلد مؤخرا.
واعتبر الفهداوي ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اعادت العزّة للمسلمين من خلال ضرباتها الساحقة والقاصمة في عمق الاحتلال الصهيوني، كما انهم وصفوا العدوان الاسرائيلي على ايران بمثابة العدوان على المسلمين جميعا.
وخلص الى القول في هذا الشان، ان "العالم الإسلامي اصبح يؤكد بانه لا بد للمسلمين ان يتمتعوا بقوة سياسية واقتدار عسكري يحصنهم امام بطش الاعداء.
وتابع : الجمهورية الإسلامية في ايران، تمثل اليوم القوة العسكرية الوحدوية للأمة، لكن مع الأسف، بعض بلداننا العربية والإسلامية مُنيت بأمنيات أمريكا و"إسرائيل"، حيث انها لا تمتلك اليوم الاسلحة التي تحصنها ولا يسمح لها بذلك.. لكن ايران اعتمدت على نفسها، والحمد لله استطاعت أن تضاهي أسلحة الغرب واثلجت بذلك الصدور والقلوب.
وفي قراءته لتخرصات المسؤولين الأمريكيين والصهاينة الذين هددوا من خلالها سماحة قائد الثورة الاسلامية، ودور العلماء المسلمين وأصحاب الفتاوي في إعداد الردع اتجاه التعرض لكبار الشخصيات الإسلامية، لفت مدير إدارة مجلس علماء الرباط المحمدي العراقي الى ان اغلبية المجتمعات في العالم الاسلامي ادركت اليوم بأن استهداف أي قائد مسلم من قبل اليهود الصهاينة إنما هو ضربة ولكمة توجه للأمة المحمدية جمعاء.
وشدد الفهداوي على ان "المسلمين اليوم ينظرون إلى قوة وذكاء وشجاعة الإيرانيين في كيفية التعامل مع العدو الذي يسيطر على السماء ويمتلك القمر الصناعي والـ GPS وكل هذه الأمور"؛ مبينا ان "إيران وغزة وحّدتا جهود الشعوب الاسلامية والعالمية، وأصبح كل شخص سواء كان مسلمًا أو غير مسلم، يعادي كيان الاحتلال، وهذا يصب في رصيد الأمة المحمدية".
ومضى الى القول : الآن كل الدول الإسلامية أصبحت شبه مطمئنة بأن هناك ردًا حقيقيًا من الجمهورية الإسلامية في حال أي اعتداء عليها، ويقولون: "هناك الجمهورية الإسلامية"، ماذا أصبح وضع الشارع؟ وضع الشارع العام العربي والإسلامي، والحمد لله.
وختم مدير إدارة مجلس علماء الرباط المحمدي بالقول : نحن في العراق نعمل من على المنابر والملتقيات والنشاطات الاخرى على زراعة الوحدة الاسلامية، خاصة الحمد لله، وقد اضحت لدينا أمثلة قوية واقعية نستدل بها على هذه الوحدة، ونحذر في الوقت نفسه من أن الشرخ بين السنة والشيعة هو غاية العدو المشترك؛ فكلنا اتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونحترم الصحابة، ولو كنا يدًا واحدة ومتماسكين مع بعضنا الاخر لما شهدنا هذا الوضع الكارثي في قطاع غزة اليوم، ولما استطاع العدو أن يجتاح القطاع، ولا يستبيح سوريا واليمن، ويعتدي على قطر، ويستبيح العراق وغيره من بلداننا الاسلامية والعربية.
