الإمام الخامنئي في لقاء مع ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلاميّة ومسؤولي النّظام

الحكومات المطبعة مع الكيان الصهيوني ارتكبت ذنباً ويجب التعويض عن هذا المسار الخطأ

الحكومات المطبعة مع الكيان الصهيوني ارتكبت ذنباً ويجب التعويض عن هذا المسار الخطأ

التقى صباح يوم الأحد 24/10/2021 ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلاميّة وعددٌ من مسؤولي النّظام بالإمام الخامنئي في حسينيّة الإمام الخمينيّ، وفي مستهلّ اللقاء تحدّث قائد الثورة الإسلاميّة عن عظمة ولادة الرّسول التي كانت بمستوى علوّ منزلة النّبي وانطلاقة لمرحلة جديدة في حياة البشر وبشارة ببداية مرحلة جديدة من التفضّلات الإلهيّة عليهم، ولفت سماحته إلى أنّ وحدة المسلمين ليست أمراً تكتيكيّاً بسبب وجود ظروف خاصّة، بل أمرٌ أصوليّ وفريضة قرآنيّة حتميّة.
 

بعد التهنئة بالولادة المباركة لنبي الإسلام الكريم (ص)، رأى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، أن هذه الولادة هي بداية مرحلة جديدة في حياة البشرية، ووصف منزلة النبي محمد (ص) من حيث المرتبة الوجودية بأنها فريدة من نوعها بين الخليقة جمعاء.
وعن نزول القرآن على قلب نبي الإسلام، قال الإمام الخامنئي: «لقد أنزل الله المتعالي الكتاب المكنون على القلب المقدّس للرسول، وأجراه على اللسان الطاهر والنّقي لذلك العظيم، كما أوكل إليه مشروع السعادة للبشر بالكامل، ووضعه على عاتقه وجعله مأموراً بأن يعمل بهذا المشروع أيضاً، ويُبلّغه ويُطالب أتباعه به».
وأكمل قائد الثورة بطرح السؤال عن واجب المسلمين والمؤمنين تجاه نبي الإسلام، فذكّر بنقطتين: «الأولى هي تأدية الحق لشمولية الإسلام، والمسألة الأخرى اتحاد المسلمين. هاتان المسألتان من بين أهم القضايا في يومنا». 
وفي إشارة إلى إصرار القوى السياسية والمادية على حصر الإسلام في العمل الفردي والعقيدة القلبية وجعله مجرد نظرية، بيّنَ سماحته مساعي هذه القوى المعادية للإسلام بالقول: «يريدون استبعاد مجالات الحياة والعلاقات الاجتماعية المهمة من تدخّل الإسلام، وهذا التوجه سياسي في الباطن وفكري في الظاهر وهو أن إدارة المجتمع وصناعة الحضارة في الإسلام ليس لهما دور في إنتاج الحضارة وبناء الحضارة الإنسانية أو وظيفة أو إمكانية!».

ورأى الإمام الخامنئي أن المنشأ والسبب في هذا الإصرار هو الحركة المناهضة للإسلام عند القوى السياسية الكبرى في العالم، موضحاً: «النصوص الإسلامية ترفض هذه العقيدة بصراحة». وفي شرحه مسألة أداء الحق لشمولية الإسلام، قال: «فلنبيّن وجهة نظر الإسلام عن نفسه، أيْ بأيّ من مجالات الحياة يهتم ولديه وجهة فيها... إن ما يطرحه الإسلام هو أن مجال النشاط لهذا الدين هو النطاق الكامل لحياة البشر من أعماق قلوبهم إلى القضايا الاجتماعية، فالسياسية فالدولية فالقضايا المتعلقة بالإنسانية جمعاء».
ومضى سماحته في شرح مفهوم الإمام بصفته زعيماً للمجتمع الإسلامي، طالباً من علماء المسلمين تحليل قضية الحكومة الإسلامية وتبيينها. وبشأن النقطة الثانية، أي مسألة الوحدة، استذكر الشخصيات البارزة في مجال الوحدة الإسلامية وأثنى عليهم، كما ذكّر بجهود الإمام الخميني (قده)، مضيفاً: «إن اتحاد المسلمين فريضة قرآنية حتمية... لماذا نجعله أمرا أخلاقياً؟ إنه أمر وحكم».
ورأى قائد الثورة الإسلامية في وحدة المسلمين أمراً أصولياً وأنها ليست مسألة تكتيكية، قائلاً: «تآزر المسلمين أمر ضروري. إذا اتحد المسلمون، فإنهم يتآزرون ويصبحون جميعاً أقوياء، وحتى أولئك الذين يرغبون - ولا مانع في ذلك - في بناء علاقة مع غير المسلمين يفعلون هذا بِيَد ممتلئة عندما يوجد هذا التآزر».