الدكتور طلال عتريسي : إن ما يجمع العالم الإسلامي هو أكثر بكثير مما يفرقه

الدكتور طلال عتريسي : إن ما يجمع العالم الإسلامي هو أكثر بكثير مما يفرقه

قال "الدکتور طلال عتریسی"، استاذ ومدير قسم الدراسات الاستراتيجية بالجامعة اللبنانية :  إن ما يجمع العالم الإسلامي هو أكثر بكثير مما يفرقه؛ مبينا، "ان ما يفرق بين المسلمين هو التدخل الأجنبي والمصالح الأجنبية والفتن التي شهدناها طوال السنوات الماضية".


وفي كلمته خلال الاجتماع الافتراضي لمؤتمر الوحدة الاسلامية الـ 37، اعتبر الدكتور عتريسي بان المسلمين اليوم يواجهون تحديات كبيرة على مستوى العالم الاسلامي؛ موضحا، ان "أبرز هذه التحديات هو تحدي القيم التي نحن ننظر إليها على أنها ثابتة وأصيلة ولها علاقة بثبات الاسلام وأخلاقيات هذا الدين، ومن جهة أخرى نواجه التحديات التي يحاول البعض اليوم أن يقول بأنها قيم متغيرة وليست ثابتة، وأنه ليس هناك أي قيم أو أصلا أي قيم ثابتة".
وحذر من، ان "العالم الاسلامي اليوم يشهد دعوات لتغيير طبيعة القيم الأخلاقية المتعلقة بالأسرة والقيم المتعلقة بالميول الطبيعية بين الجنسين.. هناك اليوم في المجتمعات الغربية وفي مواقع المسؤولية داخل الغرب، من يريد تغيير تلك القيم، ويريد أن يقول بأن هذه القيم تصنع في المجتمع، وبالتالي ليست هناك قيم ثابتة، وليست هناك أسرة ثابتة، بل أسر متعددة متنوعة"؛ مؤكدا بان "هذا يحتاج من جهتنا نحن المسلمين إلى تبيان، وبشكل فوري يحتاج إلى تعاون وإلى تشكيل أفق مشتركة للعمل على إبراز الثقافة الإسلامية وثوابت ها وقيمها، ونحن نعرف تماما أن الذي يميز الإسلام هو هذا الجانب القيمي الأخلاقي".
وفي السياق ذاته، نقل الباحث الاكاديمي اللبناني، حديثا عن النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم :  [إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَکَارِمَ الْأَخْلَاقي، وقال : ما يجري اليوم هو محاولة لشطب القيم الاسلامية وإستبدالها بقيم لها علاقة بالرغبات وبالغرائز وبالإنحراف.
واعرب الدكتور عتريسي عن تفاؤله من، ان الدوال الإسلامية التي هي جزء أساسي وفاعل ومؤثر في هذا العالم، بدأت مؤخرا خطوات مهمة وإيجابية من التعاون فيما بينها، واعتماد قيم جديدة لها علاقة بالتعاون الاسلامي"؛ مؤكدا بان هذا الامر يشكل أحد الأهداف الأساسية لمؤتمرات الوحدة الاسلامية، منذ تأسيسه قبل اكثر من خمس وثلاثين سنة، أي التقريب والتعاون والتآلف.
واستطرد قائلا : اليوم الحمد لله نشهد خطوات مهمة وثابتة وقوية باتجاه التعاون الاسلامي الذي سيؤدي بشكل طبيعي إلى فتح آفاق جديدة ايضا على المستويات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية، يعني أن ثقافة الإختلاف وثقافة الفتن وقيم الإختلاف وقيم الفتن اليوم، يفترض أن تتراجع لتحل محلها قيم التعاون؛ خصوصا أن ما يجمع العالم الإسلامي هو أكثر بكثير مما يفرقه.
وخلص مدير قسم الدراسات الاستراتيجية بالجامعة اللبنانية الى، ان "المعركة اليوم وفي هذا العصر هي معركة القيم، أي القيم الأخلاقية وثقافة القيم الأخلاقية الثابثة الأصيلة، وثقافة قيم التعاون والمصالح المشتركة ووحدة المصالح ووحدة الأهداف في مواجهة ثقافة الفتن وثقافة التدخل الخارجي وقيم الإعتماد والإستقواء بالخارج؛ وعليه فإن مؤتمررات الوحدة تتيح الفرص لتعزيز القيم الأخلاقية في هذا العصر وامام التحديات التي نواجهها".