ناشطة لبنانية : المراة سند اساسي وداعم للمقاومة
اكدت الدكتورة "ريما فخري" وهي عضو في المجلس السياسي لحزب الله اللبناني، على ان "المراة في مسيرة المقاومة الاسلامية، منذ البدايات، و تحديدا في السنوات الاربعين الاخيرة، هي سند اساسي وداعم لمقاومة الاخوة المجاهدين؛ فهي، مجاهدة في الخطوط الخلفية، و شهيدة، و اسيرة امضت سنوات في سجون العدو و جريحة".
جاء ذلك في مقال الاستاذة "فخري" خلال ندوة طوفان الاقصى الـ 18 " التي عقدت برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية عبر الفضاء الافتراضي الاربعاء 7 شباط / فبراير 2024م، لمناقشة "دور النساء في تعزيز المقاومة الاسلامية والفلسطينية"، و"مقارنة بين طوفان الاقصى في فلسطين والثورة الاسلامية في ايران".
كما رات الدكتورة فخري، ان "المقاومة في فلسطين و لبنان قوية اليوم، بفضل الله تعالى، و ببركة روح المقاومة الموجودة في منطقتنا، من سوريا الى العراق الى ايران و اليمن، و ببركة الدعم الاساسي الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية في إيران لكل قوى المقاومة، خاصة في فلسطين و لبنان".
فيما يلي نص هذا المقال :
الموضوع: دور المرأه في المقاومة الاسلامية و الفلسطينية
منذ بدايات القرن الماضي، بدأت الحركة الصهيونية العمل لاحتلال دولة فلسطين، معتمدة على دعم مطلق من الاستعمار البريطاني و الانظمة الغربية عموما. و كان من اهم الاستراتيجيات التي اعتمدتها هذه الحركة السيطرة على اراضي الفلسطينيين، من خلال اعمال الترغيب و الترهيب، و تنفيذ المجازر بالشعب الفلسطيني، في كثير من المدن و القرى الفلسطينية، لإرعاب الشعب و اجباره على ترك ارضه و دياره، و من هذه المجازر دير ياسين و الطنطورة و كفر قاسم و غيرها، حيث قتل الآلاف من ابناء الارض و طرد الباقين. وصولا الى عام ١٩٤٨ م حين أعلن إقامة كيانه الغاصب على القسم الاكبر من الارض الفلسطينية (ما يعرف بأرض ١٩٤٨).
وقد اعترف العالم من خلال هيئة الامم المتحدة بدولة الكيان الغاصب (اسرائيل) عام ١٩٤٩ م، وبعد سنوات، عام ١٩٦٧ م، اكمل العدو الغاصب احتلاله لباقي الاراضي الفلسطينية.
منذ البدايات، و مع بروز المشروع الصهيوني في فلسطين، بدأ العمل المقاوم، مع الشهيد الشيخ عز الدين القسام و غيره من القيادات الفلسطينية. و حين نتحدث عن مقاومة، نتحدث عن تحرك مجتمع بأكمله لمقاومة المحتل، الذي بدأ في فلسطين احتلالا بريطانيا، ثم صهيونيا.
في فلسطين، تحرك الرجال و النساء، الكبار و الصغار، لمواجهة المحتل منذ اكثر من ٧٥ سنة.
بدات المواجهات بقدرات و امكانات بسيطة، و تحولت الى مواجهة قلسية يستخدم فيها الفلسطينيون كل امكاناتهم البشرية و العلمية و الروحية...
في فلسطين اليوم، اذا اردنا ان نحصر البحث بالمرأة، نجد امراة هي سند جهادي لكل رجل في اسرتها، و هي مجاهدة في الخطوط الخلفية و اسيرة و شهيدة و جريحة. في فلسطين اليوم عشرات الاسيرات في سجون العدو .
اما في لبنان، المجاور لفلسطين المحتلة، و الذي وصلت اليه روح الشر الصهيونية- الغربية منذ البدايات حيث احتل العدو الارض و نفذ مجازر و قتل مواطنين و اغتال قيادات و اختطف مواطنين، الى ان احتل جزءا من الاراضي اللبنانية عام ١٩٧٨ م و القسم الاكبر عام ١٩٨٢ م.
لقد كان الخيار الوحيد امام الشعب اللبناني مواجهة المحتل و مقاومته، و قد شارك في هذه المقاومة كل افراد المجتمع، رجالا و نساء، كبارا و صغارا.
وكما في فلسطين، بدأت المقاومة بامكانات و قدرات متواضعة، ثم تحولت الى مقاومة تهدد وجود العدو، بحسب اعترافاته.
المراة في مسيرة المقاومة الاسلامية، منذ البدايات، و تحديدا في السنوات الاربعين الاخيرة، هي سند اساسي وداعم لمقاومة الاخوة المجاهدين؛ فهي، مجاهدة في الخطوط الخلفية، و شهيدة، و اسيرة امضت سنوات في سجون العدو و جريحة.
ايها الاعزة،
في لبنان كما في فلسطين، و في كل مكان فيه احتلال و قوة غاشمة تنتهك الاعراض و الدماء و تسلب الناس حريتها و حقوقها، الخيار الوحيد في المواجهة هي المقاومة.
نحن نواجه في هذه المنطقه قوة عسكرية مجرمة، جيش يصنّف على انه "الاول في منطقة غرب آسيا من حيث القدرات و الامكانات و التسليح"، جيش يقف خلفه الشيطان الاكبر امريكا و كل منظومة الاستكبار العالمي.
رغم هذه الامكانات، نجحت المقاومة المستمرة منذ ٧٥ عاما في تحقيق التالي:
- منع المحتل من ان يرتاح أو يشعر بالامن في ارضنا
- تهشيم صورة العدو بعد ان كان يُقدّم على انه الجيش الذي لا يقهر، و استطاعة المقاومة ان تقهره و تحطم جبروته
- تحرير جنوب لبنان عام ٢٠٠٠ م
- تحرير قطاع غزة عام ٢٠٠٥ م
- هزيمة العدو عام ٢٠٠٦ م و طرده من ارضنا
- هزيمة المشروع الصهيوني باقامة "اسرائيل العظمى" ، ثم اقامة "اسرائيل الكبرى"، و بات كل طموح المشروع الصهيوني ان يحافظ على الكيان الذي تحيط به السور و الجدران. لكن هذه الجدران سقطت مع طوفان الاقصى و مع المقاومة الاسلامية التي تخوض حربا ضد الصهاينة دعما لغزة و مقاومتها
- يعيش العدو اليوم مأزقا وجوديل و يعمل بمساعدة الغرب للخروج من البئر الذي رماه فيه طوفان الاقصى.
ايها الاعزاء
ان المقاومة في فلسطين و لبنان قوية اليوم، بفضل الله تعالى، و ببركة روح المقاومة الموجودة في منطقتنا، من سوريا الى العراق الى ايران و اليمن، و ببركة الدعم الاساسي الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية في إيران لكل قوى المقاومة، خاصة في فلسطين و لبنان.
كما لا بد من الاشارة الى ان اهم عامل لتقدم المقاومة و نجاحها انها قائمة على الايمان، ومرتبطة بالقوي المطلق.
بعد كل التضحيات و هي كلها بعين الله تعالى، تتقدم المسيرة نحو النصر الحاسم، و كما في الحديث الشريف، "انما النصر صبر ساعة".