باحثة اسلامية ايرانية : العلماء استفادوا من نور السيدة المعصومة على مر التاريخ

باحثة اسلامية ايرانية : العلماء استفادوا من نور السيدة المعصومة على مر التاريخ

اكدت الباحثة الاسلامية والاستاذة الجامعية الايرانية الدكتورة "زهراء سلامي" بان السیدة المعصومة (ع) هي واحدة من النساء اللاتي أعطاها الله تعالى مكانة، حيث استفاد كثير من العلماء والنبلاء من نورها على مَر تاريخ الإسلام ووصلوا إلى مناصب عُليا و نالوا درجات رفیعة.


جاء ذلك في كلمة هذه الباحثة الايرانية خلال ندوة افتراضية نظمها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية تحت عنوان "فاطمة المعصومة (س) قدوة الفتاة المسلمة"، وذلك احتفاء بذكرى ميلادها الميمون في 1 ذي القعدة 1445هـ الموافق 10 مايو 2024م.

وفيما يلي نص هذا المقال :
بسم الله الرحمن الرحیم و صلی الله علی سیدنا محمد و علی آل بیته الطیبین الطاهرین
السلام علیکم و رحمه الله و برکاته
تمرعلى محبي آل البيت (عليهم السَّلَام) ومَواليهم مناسبات كثيرة، يبتهجون فيها فرحًا وسرورًا، ومنها الولادات المباركة: وفي هذه الأيام تمر علينا ذكرى طيبة هي ولادةُ السَّيِّدةِ جليلة القدر (فَاطِمَةَ المعصومة (صلوات الله تعالى وسلامه عليها(.
وقد نالت هذه الفتاة العظيمة، قسطاً وافراً من العلم والمعرفة، قد تلقته من معدنه الصافي، وأخذته من منبعه العذب، حتى غدت ذاتَ شأن ومقام.. ويحتفل العالمُ الاسلاميُ اليوم بذكرى ولادتها المباركة التي سميت باليومِ الفتاةِّ المسلمة .
منذ صدر الإسلام الی الیوم، هناك نساء ورجال، لاِسمهم الطيب بَريق خاص بين محبي وأتباع أهل البيت (ع)، وذلك لعِظَم كَرامتهم ومكانتهم عند الله تعالى في ظل القُرب من الأئمة المعصومين (ع).
إن سیدة المعصومة (ع) هي إحدى النساء اللاتي أعطاها الله تعالى مكانة، حيث استفاد كثير من العلماء والنبلاء من نورها على مَر تاريخ الإسلام ووصلوا إلى مناصب عُليا و نالوا درجات رفیعة.
مع أن التأثير والاستخدامَ العلمي والمعرفي للوجود المقدس لسیدة المعصومة (ع) في ظل تربية إمامين معصومين هما الإمام الكاظم والإمام الرضا (علیهما السلام) من عوامل تكوين شخصية سيدة الإسلام الكريمة هذه ، ولكن الأمر أهمُ من ذلك، فسلوكها السليم مع أئمة عصره يشهد أن من أبناء العترة (عليهم السلام) أناس انتهى بهم الأمر إلى الشقاء بسبب سلوكهم غيرَ اللائق. ولذلك لا يمكن القول بأن فاطمة معصومة (ع) حصلت على هذه المناصبِ الرفيعة بسبب قرابتِها فقط.
 بعد سنة من هجرة صانعة الحضارة للإمام الرضا (ع) من المدينة إلى خراسان وقبول تولیة العهد بإجبار المأمون العباسي، انتقلت أخته الكريمة سیدة فاطمة معصومة (علیها السلام) نحو مدینة مرو، لكنها توفيت أثناء الطريق في مدينة قم. وكان لهذه الهجرة آثار وبركات كثيرة، خاصة لأهالی قم.
كما أن هجرة هذه السيدة الكريمة لا يمكن فصلُها عن هجرة الإمام الرضا (ع) القسرية إلى إيران. قرر الإمام، الذي كان يُدرك أهدافَ المأمون و دوافعَه لأخذ البَیعة جیدا ، علی إنشاء علاقة قوية وعميقة مع خارج نطاق خلافة المأمون لإبطال أهداف المأمون الشَريرة. وكان أفضل عمل قبال هذا الهدف، هجرةَ آل الرضا (علیهم السلام) و نقل الرسالة الحقيقية للإمام الرضا (ع) بطريقة أو بأخرى وتنوير وإعلامَ الناس بحقيقة مجيء الإمام (ع) بأنه لم يكن مجیءُ الامام بإرادته.
 إن إحدى النتائج المهمة جدًا لهجرة سیدةِ المعصومة إلى قم هي إنشاء مركز روحي في المركز الجغرافي لذلك اليوم، ومع مرور الزمن، أصبح مضجع سیدة فاطمةَ المعصومة ، مركزا روحانيا و روحيا للناس بالإضافة إلى مركزيتها العلمية والفقهية ، و أصبحت قم مركزاً سياسياً واجتماعياً علی أعتاب الثورة الإسلامية وبدأ الإمام الخميني (رض) حركتَه التاريخية من قم.
و أما ما سبب تسمیه یوم ولاده السیدهِ فاطمهَ المعصومه بیوم الفتاه؟ ان هذه التسمیه التفاته ذکیه من الجمهوریه الاسلامیه لتعرف الفتاه أنه بامکانها ان تکون قدوه للاخرین بعلمها و طهارتها و ان تکون عالمه و طاهره و نقیه و تکون قدوه و نبراسا للسیدات کما کانت السیده المعصومه. ، فنتطرق إلی بعض میزات و صفات هذه السیدة الجلیله .
من الصفات البارزة للسيدة معصومة، مراعاةُ العفة والحجاب و عدم الإکتفاء بمراعاة الثقافة الإسلامية بنفسها فحسب بل إعتبارها واجبًا إلهيًا، فکانت من مروجين و داعمين للثقافة الإسلامية بين النساء بخُطَبِها.
و ينبغي لفتاتنا المسلمة اليوم أن تعمل على تعزيز الثقافة الإسلامية في البيئة الجامعية. فبيئةُ الجامعات مهمة جداً.
وفي البيئة الجامعية، ينبغي للطالبات والأستاذات أن يحاولن تعزيز الروح الإسلامی والثقافة الإسلامية. یجب أن لا نسمح لأی أحد بعدم احترام الحجاب الإسلامي. ويجب ألانسمح بانتشار الأفكار الفاسدة. كما ينبغي أن تُصبح بيئهُ المجتمع بيئهً لنمو الإنسان الإسلامي، وهو الشخص الذي تکون قدوتُه نساء مثلَ فاطمهَ الزهراء، و سیدةَ خديجة، وسیدة زينب، وسیدة معصومة .
و من أمثلة صفاتها حضورُها ونشاطها في الساحة الاجتماعية دون مخالطةُ الرجال مع محافظتها علی عفتها و قیمها الاخلاقیه . نعم، إن مجال النَشاط للفتيات المسلمات مفتوح بشرط مراعاة العفة وعدم الاختلاط بالرجال ، يحق للفتاة المسلمة، كالفتى المسلم أن تطالب بالفَراغ الذي تَشعر به و أن تقوم بالواجب الذي تشعر به في المجالات و الأنشطة الاجتماعية والسياسية والعلمية وغیرَ ذلک. على سبيل المثال، إذا أرادت الفتاة أن تصبح طبيبة، أو تتطرق إلی الأنشطة الاقتصادية، أو تعمل في مجالات علمية، أو تقوم بالتدريس في إحدى الجامعات، أو تمارس العمل السياسي و تقوم به، أو تصبح صحفية، فإن المجالات مفتوحة لها شرط مراعاة العفة وعدم الاختلاط بين الرجال والنساء، فإن المجال مفتوح للرجال والنساء في المجتمع الإسلامي. والدليل على هذا المعنى جميعُ الواجباتِ الإسلامية التي تُحمّل الرجل والمرأة نفسَ المسؤولية الاجتماعية. فقول النبی ص "من أصبح لا یهتم بأمور المسلمین فلیس بمسلم"، ليس للرجال فحسب؛ كما يجب أن تشعر الفتيات بالمسؤولية تجاه شؤونِ المسلمين والمجتمعِ الإسلامي وشؤونِ العالم الإسلامي وجميعِ القضايا التي تحدث في العالم. لأنه واجب إسلامي.
من مميزات السيدة معصومة هی الدراسة و البحث و التطرق إلی مشاكل عصرها بوعی و بصیره. و هذه من واجبات الفتاة المسلمة.
و في هذا الصدد عليها أن تزيد من علمها ووعيها. إن الدراسة  والدخول في مشاكل اليوم والاهتمام بالأعمال الدينية هي من الواجبات الإسلامية الضرورية التي يجب على الفتيات المسلمات اليوم، أن يعتبرن أنفسهن مسؤولات عن القيام بها مثلَ الرجال.
 فیجب للفتاه المسلمهِ المحاولهُ علی کسب الاحساس بالطمانینه و الثقه بالتدبیر الالهی و التمسک بنحو مستمر بالامل و التغییر نحو الافضل کما نجد هذه الصفات الاخلاقیه الحمیده فی إخت الرضا علیها سلام.
ونقطة أخرى لافتة للنظر يمكن رؤيتها في السيدة معصومة فی مجتمعها في ذلك الوقت، وهي أنها كانت لها شخصية تحليلية سياسية و کان لها اتباع امام زمانها.
وعلى الفتاة المسلمة اليوم أن تقتدي بهذه السيدة وتفكر وتحلل أصغرَ الظواهر السياسية في العالم. جزء كبير من مجتمعنا العلمي في المدارس والجامعات هم من الفتيات. يجب أن تكون الطالبات المسلمات سياسيات. إن الوعي السياسي إلى جانب الجهود الثورية واجبات يجب أن لاتنساها الفتياتُ المسلمات في هذا الجيل.
تستفيد الحكومات الاستبدادية في العالم من عدم كون الناس سياسيين؛ في هذه الأيام، ليست الفتيات المسلمات فقط داعمات لفلسطین ، بل الفتيات الغربيات غير المسلمات نزلن إلى الشوارع واحتجَجن وتظاهرن في الجامعة دعمًا لشعب فلسطين المظلومه ، و هذا الدعم لفسطین بسبب طبيعه هولاء الفتیات و الطالبات النقية والساعية إلى الحقيقة، مع التحليل السياسي الصحيح ومعاداة إسرائيل والكيانِ الصهيوني الغاصب .
و من الأمور المهمة الأخرى وجود الإيمان مع العمل الصالح، وهو أهم دعم للتقدم. وعلى غرار السيدة فاطمة معصومة، يجب على الفتيات المسلمات أن يحاولن أن يكون لديهن عقيدة نقية وواضحة و شفافة و عقلانية و منطقية – و التي تكثر موادها في التعاليم الإسلامية لحسن الحظ - إلى جانب العمل. الإيمان الذي يعمل بعد نفسه، الإيمان الثابت، الإيمان المخلص، الإيمان البعيد عن الكسل ، يمكن أن يساعد عالمهم ومستقبل البلاد.
و يجب على الفتاة المسلمة اليوم أن تدافع عن حدود الشخصية الدينية والإسلامية والحدود العقائدية. نحن مسؤولون جميعا. يجب على فتاة اليوم أن يكون لها دور في مجال الشرف والفخر بالدفاع عن الهویة الوطنية والشرف الوطني والهوية الوطنية والعقيدة الإسلامية القوية. و يمكن لجميع الفتیات المسلمات أن يلعبوا دورًا في هذا الوضع الحساس الحالي ويجب الحفاظ على هذه الروح.
و الكلمة الأخيرة هي أن الفتاة المسلمة يجب أن تحاول الاقتداء بهويه السیده معصومه وشخصيتها نأمل أن تنتبه الفتيات والنساء في مجتمعنا إلى مثال هذه السیده الکریمه و يرون شخصيتهن فيه؛ و كما أشار سید القائد آية الله الخامنئي عدة مرات، فإن الفتاة المسلمة تجذب انتباه العالم من خلال إحياء الهوية النبيلة للمرأة الإسلامية. يجب على الفتاة المسلمة أن تسعى جاهدة لإحياء الهوية النبيلة للإسلام لجذب أنظار العالم. وهذا واجب على عاتق المرأة المسلمة اليوم؛ وخاصة الشابات و الطالبات.
ومن أهم مسؤوليات النخبة الشابة من الفتيات المسلمات، هو تبیین  و توضيح دور المرأة من منظور الإسلام اقتداء بالسيدة معصومة علیها السلام.
و السلام علیکم و رحمه الله و برکاته