ناشطة سورية : المرأة تعطي الحماسة والشجاعة والعزة والصبر للرجال
اكدت السيدة "عائدة طالب" الاستاذة في الحوزة العلمية والناشطة الدولية من سوريا، ان "المراة بقوتها وشجاعتها، تعطي الحماسة والشجاعة والعزة والصبر والشهامة للرجال"؛ مستدلة بدور المراة الفلسطينية في دعم المقاومين بغزة.
الاستاذة عائدة طالب، اشارت بذلك عبر مقال لها خلال ندوة "طوفان الاقصى الـ 18" التي عقدت برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية عبر الفضاء الافتراضي (الاربعاء 7 شباط / فبراير 2024م)، حيث جرى نقاش "دور النساء في تعزيز المقاومة الاسلامية والفلسطينية"، و"مقارنة بين طوفان الاقصى في فلسطين والثورة الاسلامية في ايران".
واضافت هذه الباحثة الاسلامية من سوريا، عبر مقالها، ان دور المراة داخل المجتمعات يتجسد في تقوية العزائم، "ونحن نرى المرأة الفلسطينية تقف على إطلالة بيتها وتقول : لن نترك غزة أبداً، فلن تعود أيام النكبة وأيام 1948 ولن تعود أيام النكسة عندما نكِّس علم فلسطين سنة 1967 سنبقى صامدين وسنرحلهم".
في ما يلي نص مقال الاستاذة عائدة طالب خلال ندوة طوفان الاقصى 18 :
دور المرأة في تعزيز المقاومة الإسلامية الفلسطينية
[بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ربِّ اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي]
هناك عدة أدوار أُنيطت بالمرأة وهي أشد منها على الرجال؛ سأذكر أربعة :
الدور الأول / تقوية العزائم، فالمراة بقوتها وشجاعتها تعطي الحماسة والشجاعة والعزة والصبر والشهامة للرجال. وقد كانوا في أيام الجاهلية ياخذون المرأة معهم إلى الحروب لتعطي الحماسة والشجاعة، هذه المرأة تستطيع بقوتها أن تنهض بالرجال، ولا تكون كنساء الكوفة التي أدخلت السيف في غمده، فكانت تقول لاولادها وازواجها "ما لنا وللدخول مع السلاطين"، فلذا السيدة زينب (عليها السلام) عندما دخلت الى الكوفة لم تقبل أن تعزيها النساء لانهن حقيقة خذلن الإمام الحسين عليه السلام.
إذن الشيء الأول هو تقوية العزائم، ونحن نرى المرأة الفلسطينية تقف على إطلالة بيتها وتقول : لن نترك غزة أبداً، فلن تعود أيام النكبة وأيام 1948 ولن تعود أيام النكسة عندما نكِّس علم فلسطين سنة 1967 سنبقى صامدين وسنرحلهم.
هذه القوّة والعزيمة، وهي ترى أولادها يتضورون جوعاً، ففي فلسطين من كل عشرة أشخاص، تسعة منهم يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم، ويا ليتها تلك الأكلة المشبعة، ومع ذلك لا توهِن ولا توهَن ابدا.
الدور الثاني / جهاد التبيين وهو الأهم، جهاد الإعلام أن تفضح الاعداء أن تبين القدرات، وتذكر الأحداث للقريب والبعيد وبأي وسيلة من وسائل الإعلام أو للصحافة، وتبين وتوضح ولا تسكت فتكون دائما نشيطة، بل تكتب في التاريخ كل تلك الوقائع، بل تجعل منه كتاباً يدرس إلى الأبد ،وهذا منوط بالنساء اللواتي تستطعن أن تكتبن.
ام الشهيد صالح العروري وهي امرأة في الثمانينات من عمرها، قالت : هنيئا لولدي الشهادة إنه الآن يجلس ويستأنس ويتحدث مع الشهداء، وتقول: سجن ولدي 15 عاما ثم ادخل ثانية إلى السجن ثلاث سنوات وانا لم أره منذ 20 عاما.
اما اخته فتقول :هنيئا لك يا أخي كنت اتحدث معك في الهاتف وكل يوم كنت تتمنى الشهادة لقد وصلت إلى أمنيتك وأنت لست افضل من أهل غزة.
اما تلك الفتاة الصغيرة التي عمرها حوالي سبع سنوات تقول اذا جعت اخبئ رأسي أو أضع في فمي شيئا كالشرشف والحرام حتى لا تراني أمي.
تلك المرأة التي تقول استشهد ولدي الأول والثاني والثالث وكلهم بعين الله.
هذه العزة والبصيرة والشهامة لم نكن نعلم أن النساء في فلسطين قد وصلن إلى هذه المرحلة من قوة القلب والثقة بالنفس.
الدور الثالث / هو تربية أولادها على الدفاع والفداء والتضحية والإيمان والعقيدة ، لقد قال الامام الحسين عليه السلام "ليس على المرأة قتال" وليس معنى هذا أن لا تدافع.
في معركة الأحزاب النبي صلى الله عليه واله وسلم وضع النساء في مكان معين كي لا ياتي لهن الأعداء وكان معهم حسان بن ثابت، دخل عليهم يهودي من بني قريظة أخذت صفية بنت عبد المطلب السيف وقالت: يا حسان اقتل هذا اليهودي فاختبئ حسان وراء امرأة وغطى نفسه بعبائتها، قامت صفية إلى اليهودي وقتلته، فلما سمع النبي صلى الله عليه واله بذلك سر سرورا عظيما.
نعم ليس عليها جهاد ولكن عليها الدفاع فاذا استطاعت أن تدافع بكل وسيلة من الوسائل فيجب عليها الدفاع.
أما تربية طفلها وتلقينه، فتقول له مثلا الآيات القرآنية [الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل] تعلمه تلقنه كتب الله لأغلبن أنا ورسلي* فاذاً نحن الغالبون [وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض] هكذا تربيهم ان ثقافتنا هي ثقافة الحياة سواء بقينا أو متنا، فنحن لنا آخرة .
قال الله لنبيه [إنك ميت وإنهم ميتون]، نعم الموت افضل من حياة فيها ذل، قال الامام الحسين عليه السلام : "هيهات منّا الذلة"، وقد قال لنا القران [قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم]، فثقافتنا الإسلامية هي اننا لا ننهزم ولا نخاف ولا نخشى الموت، فاذا الدور الثالث هو تربية الأطفال كيف سيكونون قادة.
إحدى النساء قالت : عندي ولد عمره 15 سنة سأزوجه لينجب اطفالا ويكونون قادة.
الدور الرابع / الدعاء وهو سلاح الأنبياء، الدعاء مع العمل؛ النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يدعو الله ويعمل.
فالطائر يطير بجناحين، جناح الدعاء وجناح العمل، والدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والارض، اذا لم ندعو الله تعالى فقد يوكلنا إلى أنفسنا، وقد قال الله [اني معكم لئن اقمتم الصلاة واتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم].
هناك أدعية كثيرة يمكن أن ندعو بها كدعاء الجوشن الصغير ودعاء أبو حمزة الثمالي ودعاء كفاية المهمات وكلها من الأدعية المهمة فيمكن أن نقرأها ونتوسل إلى الله سبحانه وتعالى بان ينصرنا.
[الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل]، فلو جمعت علينا امريكا الشيطان الأكبر قوّتها وبريطانيا وكل الدول فنحن لن نستكين ابدا ولن ننهزم.
هنيئا لك أيتها المرأة الفلسطينية، هنيئا لك على صبرك وجهادك ونضالك، وعلى ما قدمته للعالم وعلى هذا العز وهذا الشموخ، لقد عرّفت العالم من هي المرأة المسلمة المؤمنة، مَن هو المدافع عن دينه، نعم جسدت الحق على أرض الواقع.
اللهم صل على محمد وال محمد، اللهم طوفان الأقصى اجعله كطوفان نوح، انصر الإسلام والمسلمين، واخذل الكفر والكافرين.
والحمد لله رب العالمين