معاون الشؤون الدولية والاتصالات بجامعة الاديان والمذاهب في قم:

الوحدة و التقارب أمر عقلي ضروري مؤيد من قبل الشريعة ومؤيد من قبل القرآن

الوحدة و التقارب أمر عقلي ضروري مؤيد من قبل الشريعة ومؤيد من قبل القرآن

أكد معاون الشؤون الدولية والاتصالات بجامعة الاديان والمذاهب في قم المقدسة "حجة الاسلام د. محمد مهدي التسخیري" بأنه شئنا أم أبينا أن الوحدة وأن التقارب أمر عقلي ضروري مؤيد من قبل الشريعة ومؤيد من قبل القرآن وهو شعار نبي الأمة وشعار الأئمة عليهم السلام وشعار كل مسلم على وجه الكرة الأرضية.


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه  "حجة الاسلام د. محمد مهدي التسخیري" شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه والحدیث حول محور الحریه الفکریه الدینیه وقبول الاجتهاد المذهبی ومواجهه تیار التکفیر و التطرف".

و فی ما يلي نص المقال:
بسم الله الرحيم. الحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الحكيم في محكم كتابه: "إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ". في بداية الحديث أتوجه بأحر التهاني إلى الأمة الإسلامية بمناسبة عيد ميلاد النبي الأكرم صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين وصحبه المنتجبين.
نحن اليوم نعيش في مجتمع يسعى من أجل التقارب والتفاهم والتوحد لأجل إعلاء كلمة الله وجعلها هي الأولياء وإسقاط كلمة الباطل وجعلها هي السلفلى. الأمة الإسلامية تعيش في أوساط المجتمع البشري وهي التي أرادها الله سبحانه وتعالى أن تكون أمة وسط نموذج للعالم البشري بأكمله. من أهم العناصر التي يمكن أن تجعل هذه الأمة هي الأمة النموذجية أو المجتمع النموذجي لسائر المجتمعات البشرية هو التعايش السلمي والتقارب والتوحد في مجال الدفاع عن الإنسان وحقوق الإنسان وكرامة الإنسان.
نحن مع الأسف الشديد نلاحظ في هذه الأيام كيف يحاول البعض أن يسعى لإيجاد الفتن فيما بين أبناء البشر وخاصة في أوساط المجتمع الإسلامي. نلاحظ أيضا كيف أن البعض يسعى للتشتت كما أنه سعى في القرنيين أخرين في هذا المجال وحاولوا لكي يشتتوا بين الشعوب وبين الدول الإسلامية لكي يستثمروا هذا الصراع لصالحهم وينهبوا ثروات الأمة الإسلامية. إن الله سبحانه وتعالى أراد لنا أن نتعارف مع سائر الأمم وقبل هذا أن نتعارف فيما بيننا كأبناء المذاهب الإسلامية أو القوميات المختلفة والملاك أن نكون في قمة التقوى والورع والطاعة لله لأن الله سبحانه وتعالى جعل لهذه الأديان هدف واحد بإعتبار أن الأنبياء يحملون رسالة واحدة يحملون شعار العبادة لله سبحانه وتعالى والإجتناب عن الطاغوت.
نحن اليوم نشاهد مع كل ما حاول الإستعمار والإستكبار من أجل إيجاد الفرقة بين الأمة الإسلامية بعدما وضع الغدة السرطانية التي تسمى إسرائيل في أوساط هذا المجتمع من أجل السيطرة على الثروات الإنسانية والطبيعية. بعدما زرع هذه الغدة السرطانية كان يتصور بإمكانه أن تستمر إلى الأبد وأن يبقى هذا النفاق وهذا الشقاق وهذا التباعد إلى الأبد في أوساط الأمة الإسلامية لكن بلطف من الله سبحانه وتعالى وحكمة العلماء والنخب الفكرية لم يتحقق الأهداف الخبيثة في هذا المجال. وأيضا اليوم نشاهد أن الدول الإسلامية بعد مرور هذه السنين الطوال أحست بأن الواقع لابد أن نتكاتف وأن نتعاون لكي ندافع عن حقوقنا وعن كرامتنا لكي نستثمر ثرواتنا لأن الأجنبي أيا كان لا يمكن له أن يرسم خطة التوافق فيما بيننا أو يحاول من أجل أن يؤدي واجبه لإستثمار الثروات لصالح الأمة الإسلامية. اليوم نلاحظ هذا الأمر ونشاهد أن الدول الإسلامية الحمدلله وصلت إلى هذه المرحلة التي تسعى لكي ترفع الخلافات فيما بينها.
وهذا شعار كنا نرفعه ولازلنا بأنه لابد للأمة الإسلامية أن تفكر في المشتركات فيما بينها ويعذر بعضها الآخر فيما اختلف فيه في كافة المجالات منها السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة أو المذاهب وحتى في المجال الفقهي الذي هو باب استنباط الأحكام الشرعية ويحق للمجتهد أن يستنبط من المبادئ الأساسية التي هي القرآن والسنة والإجماع والعقل.
هنا نحن في هذه الأيام وفي هذه المناسبات ندعو الأمة الإسلامية من جديد لكي تتكاتف وتعرف بأن كل ما حدث ومر علينا من خلافات ومن حروب سواء كانت هذه الحروب أقامتها دول أو مجاميع قامت بإسم الإسلام أو الخلافات التي جرت إلى تشتيت المجتمع الإسلامي كل هذه الأمور لم تصب في صالح المجتمع الإسلامي. اليوم يحاول البعض أيضا بهييج العواطف الجياشة الإسلامية بمختلف السبل وفي كافة الدول حتى الغربية منها لكي يتهم الإسلام ويخوف العالم من الإسلام ويخوف المسلمين بعضهم من البعض الآخر يحاول بشتى الطرق لكي يوجد هذه الفجوة بين المسلمين وغيرالمسلمين. نحن ندعو جميع أبناء الديانات وجميع أبناء الأمة الإسلامية من كافة المذاهب أن يتوجهوا إلى هذه النقطة الأساسية بأنه شئنا أم أبينا أن الوحدة وأن التقارب أمر عقلي ضروري مؤيد من قبل الشريعة ومؤيد من قبل القرآن وهو شعار نبي الأمة وشعار الأئمة عليهم السلام وشعار كل مسلم على وجه الكرة الأرضية.
نأمل أن نشهد ذلك اليوم الذي تكون الاجتماعات بين العلماء وبين الشعوب وبين رؤساء الدول اجتماعات مثمرة لتأسيس منظومات إقتصادية ومنظومات عسكرية ومنظومات أمنية ومنظومات في كافة المجالات الثقافية والعلمية من أجل رقي المجتمع الإسلامي، نأمل أن نشهد ذلك اليوم والله على كل شيء قدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.