حديث التقريب ... عاشوراء الحسين

حديث التقريب ... عاشوراء الحسين

حديث التقريب … عاشوراء فلسطين

عاشوراء ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام وكوكبة من أهل بيته وأصحابه في كربلاء في العاشر من محرم سنة 61 هـ، يحييها المسلمون في جميع أرجاء العالم، وخاصة أولئك الذين يعرفون ما لآل البيت رسول الله من حُرمة، وما للحسين عليه السلام خاصة من مكانة في الاسلام، فهو ريحانة الرسول، وهو وأخوه الحسن عليه السلام سيدا شباب أهل الجنة كما تواتر الحديث عن جدهما الرسول الاكرم(ص).

إحياء هذه الذكرى هو تكريم للرسول ولآل بيته والأهم من ذلك هو استثارة للمشاعر الانسانية المواسية للمظلومين والناقمة على الظالمين. ومن هذه  الذكرى استلهم المقاومون مقاومتهم للطغاة والعتاة على مرّ التاريخ حتى يومنا هذا.

وعاشوراء عام 1444 للهجرة امتاز بتكرر مشاهد كربلاء الحسين في غزّة وفي الضفة الغربية من أرض فلسطين، فقد جسّد الفلسطينيون مواقف البطولة والصبر والفداء.

ولئن سمعنا بمواقف قادة أرض  كربلاء متمثلين في الحسين وأخيه العباس، وسمعنا أيضاً بمواقف شباب واقعة الطف في شخصية علي الاكبر والقاسم بن الحسن، ونقلت لنا كتب التاريخ والسّيَر المواقف المدهشة الملحمية لنساء كربلاء وعلى رأسهنّ بطلة كربلاء زينب بنت علي عليها السلام، فقد شاهدنا مواقف في فلسطين أيام عاشوراء هذا العام تذكرنا بمواقف جبهة الحسين بن علي في صمودها وصبرها ومقاومتها ورفضها للظلم والاستسلام والذلّ والهوان.

شاهدنا مواقف أم ابراهيم النابلسي وخطبها وتحديها لإرهاب الصهاينة لتذكرنا بمواقف زينب أخت الحسين، وهكذا مواقف سائر النسوة في عاشوراء فلسطين هذا العام.

شاهدنا مواقف شباب غزّة والضفّة، وخاصة مواقف رجال حركة الجهاد الاسلامي لتجسّد لنا مواقف (هيهات منا الذلة) في عاشوراء كربلاء.

ولنن خَلُدت جبهة الحسين في كربلاء بالمواقف  المبدئية البطولية لرجالها ونسائها.. ولئن انتصر الحسين كما مرّ بنا في حديث سابق تحت عنوان "الحسين يجمعنا" فإن قضية فلسطين سوف لا تنطفئ  شعلتها وإن النصر حليفها حتماً بإذن الله تعالى.

لقد أدى الحسين بن علي (ع) هو وأهل بيته وأصحابه في كربلاء ما عليهم، وبقيت مواصلة المسؤولية.. مسؤولية مواصلة الطريق ونشر أهداف ثورة الحسين(ع) على الأسرى الذين بقوا بعد الواقعة. وقد نهضوا بها خير نهوض، وحوّلوا الواقعة الى ثقافة في ا لعالم الاسلامي تستنهض الهمم، وترتفع بالانسان المسلم والجماعة المسلمة الى مستوى رسالي رفيع.

واليوم فان الفلسطينيين يؤدون باستمرار ما عليهم من مسؤولية المقاومة والصمود والتضحية. وما عاشوراء فلسطين بالاخيرة فقد شهدت الساحة الفلسطينية ملاحم سجلها الابطال في ساحات الفداء وفي سجون الاحتلال الصهيوني، وعلينا أن نحوّل هذه المواقف البطولية الى ثقافة عامة في جميع أرجاء العالم الاسلامي، لضخّ الحياة في شرابين الأمة، ولدفعها نحو النهوض من كبونها، ونحو التغلب على ما يراد لها من إذلال وهزيمة واستسلام، لتعود الى عزّتها السالفة وتبني وجودها الحضاري بين أمم الأرض.

إنها لمسؤولية كبيرة لابد من النهوض بها إعلاميا ومالياً ولوجستياً. وما تتحمله جبهة المقاومة في هذا المجال، لابد أن لا يبقى محدوداً بهذه الجبهة لابد من تحويل العالم الاسلامي من  طنجة  الى جاكارتا الى جبهة مقاومة رافضة للذل والهوان وللهزيمة والاستسلام، عندئذ فقط نؤدي ما علينا تجاه أهلنا في فلسطين، وعندئذ فقط ننتصر لعاشوراء غزة والضفة الغربية، وعندئد فقط نلبي نداء أم إبراهيم النابلسي وغيرها من الزينبيات الفلسطينيات.

                                                                                                    المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية

                                                                                                                               الشؤون الدولية