حديث التقريب .. براءة عالمية
البراءة اليوم متوجهة بالدرجة الأولى الى الصهاينة وحماتهم الدوليين. والنداء بالبراءة متوجه الى (الناس) جميع الناس، والزمان (يوم الحج الأكبر).. إنه يوم إعلان هذا النداء، لا أنه محدود بهذا اليوم.
سورة التوبّة أو سورة براءة تضمنت آية على غاية من الأهمية في حقل علاقة المسلمين بالمشركين؛ وهي قوله تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾.
هي «أذان» أي اعلان عام، ولِمن؟ «إلى الناس» لا إلى جماعة خاصة من البشر متى؟ «يوم الحج الأكبر»، هي إذن نداء عام الى (الناس) في (يوم الحج الأكبر) وما هو مضممون النداء «براءة الله ورسوله من المشركين». والمشركون الذين تذكرهم السورة الكريمة : -
هم الذين ﴿إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً﴾.أي إن تمكنوا منكم لا يرعوا فيكم أي قرابة أو ميثاق، فهم قوم ﴿ نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ هذه خصائص جبهة المشركين التي يعلن القرآن البراءة منها. إن وجدوا فيهم قوة عليكم يسفكوا دماءكم ولا يرعون أي ميثاق بينكم وبينهم، ويهمّون باخراجكم من أرضكم.
وهذا ما يتمثل اليوم بكل وضوح في جبهة الصهاينة وحماتهم الدوليين إنها الجبهة المعادية للإنسانية ولا هدف لها سوى سفك الدماء واخراج الناس من أرضهم، وهم البادئون دائمًا بالعدوان ﴿ بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾.
إذ البراءة اليوم متوجهة بالدرجة الأولى الى الصهاينة وحماتهم الدوليين. والنداء بالبراءة متوجه الى (الناس) جميع الناس، والزمان (يوم الحج الأكبر) .. إنه يوم إعلان هذا النداء، لا أنه محدود بهذا اليوم.
وهذا ما يحدث الآن بدرجة وأخرى، ففي قارات العالم الخمس نجد أن صوت الأذان بالبراءة قد وصل شعوبها بالفطرة فهمّت تدّين أعمال الاجرام والقتل والتشريد والتجويع والهدم وإهلاك الحرث والنسل، هبّت خاصة في أوساط الشباب الجامعي وأساتذة الجامعات، مما جعل وسائل الإعلام بما في ذلك وسائل الاعلام المتواطئة مع الصهاينة ومع جبهة الاستكبار العالمي تنشر باستمرار اخبار وصور هذه الهبّة العالمية العظيمة التي تعلن براءتها من أعمال الصهاينة وحماتهم.
إن جبهة الشرك المعادية للإنسانية تقف اليوم صفا واحدًا بكل فصائلها لتسفك دماء جبهة الإنسانية وتدمّرها وتحاول إبادتها إبادة جماعية، وما على الجبهة الإنسانية التي تؤمن بضرورة مقاومة أعداء الإنسانية إلا أن تقف كافة لتدافع عن كلمة الحق وعن الإنسانية المعذبة ﴿ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.
لقد حانت ساعة النفير والتحرر من متاع الدنيا، ولو تثاقل أنصار الحق فالعذاب قادم لا سمح الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ، إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ .
الجبهة المدافعة عن الإنسانية ليس لها أمام الذين في قلوبهم مرض إلاّ أن تقول ﴿حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية