حديث التقريب .. حزب الله أصالة الجذور والنموّ المتواصل

حديث التقريب .. حزب الله أصالة الجذور والنموّ المتواصل

حزب الله أصالة الجذور والنموّ المتواصل

بعد العدوان الهمجي الظالم على حزب الله في لبنان واغتيال قادته وتتبع فصائله ومقراته ظنّ العدوّ الصهيوني وغيره من حماهته العالميين والاقليميين أنه أنهى وجود حزب الله. هذا وَهْمٌ يخالف سنن الكون ويخالف إرادة ربّ العالمين في الساحة البشرية.

إرادة ربّ العالمين الكونية اقتضت إن تكون الكلمة الطيبة التي يحمل لواءها اليوم السائرون على طريق ذات الشوكة ومنهم حزب الله، ﴿ كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾.

واقتضت أن تكون الكلمة الخبيثة التي تتجلى اليوم بأقبح صورها في العدوّ الصهيوني وحماته ﴿ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ﴾.

حزب الله ليس بمجموعة بشرية اجتمعت لتحقق أهدافًا أرضية موقتة، بل هو انطلاقة قائمة على أرض صلبة ذات جذور ممتدة في تاريخ الأنبياء والصالحين والمجاهدين في سبيل الله.

حزب الله حركة السماء على الأرض، كل مافي السماء من بركات وخصب ونماء، و وجوده على الأرض يمثّل الدم الذي يتدفق في الشرايين ويمدّ الانسان والبشرية بالحياة والحركة والمقاومة.

وهكذا كل مجموعة بشرية تتحرك باسم الله ونحو الله مستهدفة إحياء هذه الأمة وإبقاء شخصيتها وأصالتها الرسالية.

إن الهجوم الغادر المتوحّش الذي شنّه الصهاينة وحماتهم على حزب الله من الجوّ والأرض والبحر عسكريًا واستخباراتيًا وسيبرانيًا لو تعرضت له دولة قوية لانهارت، لكننا نرى حزب الله بعد كل هذه الكوارث التي تعرّض لها أسرع الى لملمة جراحه وسدّ الفراغ في تنظيمه، وها هو يعود ليلقي الحِمَم على الصهاينة ويقضّ مضاجعهم، ويُنزل القتل والدمار في صفوفهم.

أليس هذا بالأمر العجيب!! أليس هذا يعني أن أصله ثابت وفرعه مستمر في النماء نحو السماء، يعود ليواصل نشاطه كل حين بإذن ربه؟!

ثم ها هو الكيان الصهيوني يلوذ بأمريكا وبصهاينة العالم وبالناتو لينقذه من حرب ماكان يعرفها في تاريخه، ولينقذه من نقمة جماهيرية عالمية تصاعد صوتها حتى في عواصم الحكومات المتصهينة. وما ذلك إلاّ لأنه كيان لقيط ليس له جذور في الأرض التي اغتصبها فهو موجود خبيث ما له من قرار، يقتل ويضرب ويبطش ويأتي كل يوم بمشروع فاشل من أجل أن يثبّت وجوده على الأرض، مرة الشرق الأوسط الجديد، ومرة مشروع ابراهيم، ومرة مشروع تهويد القدس، و... لكنه يبقى مهتزًا وسط بحيرة من الغضب والسخط ولعنة اللاعنين.

العالم يتحمل مسؤولية استئصال هذه الغدة السرطانية كي يسود السلام في المنطقة وفي ربوع المعمورة.. الشعوب عامة وشعوب المنطقة خاصة لا يجوز لها أن ينطلي عليها التضليل الاعلامي الذي يحاول ليل نهار أن يثبط العزائم وأن يحوّل القاتل الى ضحية، ويحوّل المقاومين الى «مليشيات» أو يحاول تغيب ذاكرة شعوب المنطقة تجاه تاريخ الصهاينة المليء بالمكر والخداع والقتل والسلب والتشريد والتآمر على شعوب المنطقة وعلى الحكومات التي تساند مقاومة الارهاب الصهيوني.

سيبقى حزب الله الصوت الذي ينادي النائمين من شعوب العالم الإسلامي أن استيقظوا من سباتكم واستعيدوا همتكم وأفيقوا من غفلتكم فإن عدوّكم غدّار مكّار لا يرعى فيكم إلاّ ولاذمّة.

وينادي الناهضين في أمتنا داعيًا أياهم إلى المزيد من اليقظة والحذر فأعداؤكم ودّوا ﴿ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً﴾ على أمتنا أن لا تغفل عن أسلحة المقاومة المقاومة العلمية والمقاومة الثقافية والمقاومة الاقتصادية والمقاومة العسكرية، وعن كل سلاح يكون مصداقًا لقوله سبحانه: ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾.

إن حزب الله وكل فصائل المقاومة وجبهة المقاومة لن تهزم أبدًا لأنها الشجرة الطيبة التي أصلها يتجذّر في الأرض وفرعها في السماء، تؤتي ثمارها وتسجّل انتصارها كل حين بإذن ربها. والله سبحانه ولي التوفيق.

 

                                             المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية

                                                               الشؤون الدولية