باحث ومفكر تركي : القرآن وتعالیمه کما سیبقی حیاً إلی قیام یوم الدین

باحث ومفكر تركي : القرآن وتعالیمه کما سیبقی حیاً إلی قیام یوم الدین

تساءل الباحث والمفكر التركي"الدكتور حسن قناعتلي"، هل الأمة الإسلامیة باتت بحاجة إلی بعث وإحیاء مثل ما شهدت الأمة المسیحیة في القرن الخامس عشر حتی القرن السادس عشر؟؛ وقال : لا شك أنّها في غنی عن هذا. لأنّ القرآن وتعالیمه کما قال الرسول الأکرم (ص) سیبقی حیاً إلی قیام یوم الدین وهو أکمل دین و رسالة منذ أن وُجد.


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية المقام خلال الفترة من 28 سبتمبر الى 3 اكتوبر 2023، وجّه "الدكتو قناعتلي" شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه"،
 وتساءل الباحث الاسلامي، هل هذا الدین بحاجة إلی إعادة ترتیب وحرکة إصلاحیة؟ مبينا ان الحرکة الإصلاحیة هنا لها معنیین : الأول الإصلاح والثاني إعادة تنظیم. وإذا کان المقصود بالإصلاح هو إعادة تنظیم والعودة إلی الساحة من جدید وبحُلّة جدیدة فإن الإسلام في غنی عن هذا الإصلاح. لکن إذا کان المقصود تنزیه الدین من الهرطقات والخرافة والأفکار الهزیلة الزائفة فلا شك أنّ مضي أربعة عشر قرناً من رحیل الرسول الأکرم سیجعل الإسلام بحاجة إلی تنزیه وإعادة تفکیر حاله حال جمیع الأدیان التي شابتها الخرافة والهرطقات وسیبقی الحال علی ما علیه إلی قیام یوم الدین. بل أحد أسباب ظهور المهدي المنتظر هو العودة إلی الإسلام المحمدي الأصیل.
واضاف : لکن ما الذي یجب توفیره لإحداث ثورة جذریة في منظومتنا القیمیة والفکریة وصناعة حضارة متقدمة؟ وهل یتضمن القرآن إشارات أو تعالیم لإحداث مثل هذه الثورات الحضاریة؟ عندما نراجع القرآن لکي نری وجهة نظر الوحي تجاه هذا الموضوع سوف نری أنّ القرآن یتضمن أجوبة واضحة لهذه الإشکالیة؛ فقد یقول القرآن أن الشرط الأول هو السیر نحو التنویر وتحکیم العقل.
واوضح : في ما یتعلق بالتنویر نری أن القرآن یتحدث عنه في مواضع عدیدة مثل قوله تعالی: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ الر ۚ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" و "إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" و"قَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ" و "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا" وتقول أخری: "أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ". وأیضاً تقول أخری: "وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ".
 واردف قائلا : نستشف من جمیع هذه الآیات أنّ علماء النفس المسلمین وعلماء النفس الإجتماعي أو المفسرین قد توصلوا إلی أنّ هنالك أربعة شروط لتنویر المجتمعات: الأول هو ثورة المجتمع. یجب أن یثور المجتمع في وجه التخلف والتقاعس ویسیر بحرکیة نشطة. الشرط الثاني هو التنویر ونشره في المجتمع وحضور قادة وزعماء حقیقیین. والشرط الثالث هو حاجة الشعوب المنتفضة إلی الصبر والتریّث والشکر علی کل ما وهبه الله. اما الشرط الرابع والأخیر في تنویر الشعب فهو الحاجة إلی نظام یسیر علی خطة ممنهجة.
وفي الختام قال الباحث والمكر التركي قناعتلي : إنّ العالم الإسلامي لم یکن بحاجة إلی حرکة بعث وإحیاء مثل ما حدث للمجتمع الغربي، وهذا ما یروّج له بعض المفکرین المنسلخین عن الحاضنة الإسلامیة والمنبهرین بالحضارة الغربیة. لأنّ رسول الله (صلی الله علیه وعلی آله) یقول: "حلالُ محمّد حلالٌ إلى يوم القيامة ، وحرامه حرامٌ إلى يوم القيامة". إذن نحن لسنا بحاجة إلی بعث وإحیاء ولا بحاجة إلی حرکة إصطلاحیة، لأنّ الإصلاحیة إذا کانت بمعنی الإصلاح الجذري وإعادة إنتاج وصیاغة منظومة فکریة جدیدة، فإن الإسلام في غنیً عنها. لکن إن کانت بمعنی إصلاح الطالح والفاسد والهرطقات فهي ضرورة ملحة.