حديث التقريب ... تعكير الأجواء

حديث التقريب ... تعكير الأجواء

حديث التقريب ... تعكير الأجواء

قوى الهيمنة العالمية لا يروق لها أن تكون الأجواء في عالمنا الإسلامي مستقرة آمنة إذ في أجواء الأمن والاستقرار يتحقق ما تصبو إليه شعوبنا من تنمية وتقدّم وتطوّر، وتستطيع أن تحثّ الخطى نحو إقامة الحضارة الإسلامية على مستوى العصر.
لقد زَرَعَت هذه القوى في قلب العالم الإسلامي غدة سرطانية متمثلة بالعدو الصهيوني لخلق أجواء متشنجة وحروب مستمرة في المنطقة، وأوجدت التيارات التكفيرية لهذا الهدف ذاته، وأثارت الصعبيات القومية والطائفية وخلقت بؤر الأزمات الحدودية بين البلدان لهذا الغرض وصرّحت بأنها تستهدف إيجاد ما سمّته «الفوضى الخلاقة» ودبرت عمليات اغتيال العلماء والمخترعين و.. و.. كل ذلك من أجل إحباط مشاريع التنمية والتقدم والنموّ.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعرضت خلال العقود الأربعة من عمرها إلى ألوان الإثارات والاستفزازات والمؤامرات والحروب من أجل إيقاف عجلة ثورتها وصدها عن تحقيق أهدافها المرسومة.
والمدهش في الأمر أنها سارت ولله الحمد بخطى ثابتة وسط أمواج من الفتن والأزمات التي واجهتها من قبل طواغيت الأرض ومَنْ لفّ لفّهم من أذلاّء المنطقة.
حققت تقدمًا علميًا هائلاً في الحقول المختلفة.. في البحوث والدراسات، وفي العلوم الفضائية، وفي الخلايا الجذعية وفي الصناعات المختلفة. ومن الطريف أن تقدمها في حقل صناعة الطائرات المسيّرة  قد واجهت تشكيكيًا وراح الحاقدون يقولون إن ما تنشره وسائل الإعلام الإيرانية من صور وأفلام حول هذه المسيرات هي مصطنعه على طريق (الفوتوشاب)، لكنها أخيرًا راحت تبدي مخاوفها من بيع هذه الطائرات إلى روسيا!!
هذا التقدم يثير طبعًا قلق الذين لا يرجون خيرًا للعالم الإسلامي، لذلك شدّدوا أخيرًا من عمليات المواجهة وذلك عن طريق فرض الحدّ الأقصى من الضغوط الاقتصادية، وتحشيد وسائل إعلامهم ضد ايران وقيادتها، ورصد الأموال الطائلة لإثارة الفوضى مستغلة الظروف الخاصة التي يمرّ بها البلد جرّاء الضغوط الاقتصادية الخارجية والكوارث الطبيعية وعوارض الجائحة، ومستغلة أيضًا العناصر الداخلية التي وقفت بوجه الثورة منذ اليوم الأول من انتصارها.
هذا الذي حدث أخيرًا قد سبقته حوادث مشابهة مرات ومرات خلال عمر الثورة، وكل هذه الحوادث والفتن واجهت وعيًا جماهيريًا واسعًا حال دون نجاح مخططات أعداء الأمة.
ما حدث ويحدث أخيرًا له في ذاكرة الشعب ما يشابهة، لذلك فإنها لم تفاجأ ولم تستغرب حين عمدت «داعش» إلى قتل المصلين والمبتهلين في مرقد السيد أحمد بن موسى بن جعفر(ع) بمدينة شيراز إذ سبق ذلك وضع قنبلة في مرقد الإمام علي بن موسى الرضا(ع) في مدينة مشهد قبل أعوام، وكلا العمليتين استهدفتا إثارة فتنة طائفية وقومية لكن الفتنة وُئدت في مهدها واستمرت مسيرة الجمهورية الإسلامية دون وقفة أو تراجع.

إن الاستكبار العالمي قد حشّد طاقاته الاعلامية والتخريبية بأجمعها للهجوم على الجمهورية الإسلامية، ومن المفرو ض أن يكون هناك تحشيدًا لكل الطاقات الواعية المخلصة ليرتفع صوتها في مواجهة هذا التآمر الموجّه لا لإيران فحسب، بل للعالم الإسلامي بأجمعه وللصحوة الإسلامية برمتها، ولمحور المقاومة بشكل خاص.

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذ حاربت داعش في المنطقة فإنما دافعت عن البلدان الإسلامية بأجمعها تجاه عدوان أمريكي قذر يرفع زورًا وبهتانًا شعارات إسلامية.

وحين وقفت بوجه المخططات الصهيونية ودعمت محور المقاومة فإنها وقفت بوجه مشروع خطير أُريد تنفيذة باسم الشرق الأوسط الجديد وصفقة القرن. وهاهي اليوم تتصدى لها التآمر الدولي الجديد على أمنها واقتصادها فإنما تدافع عن مؤامرة دولية إن تحققت – لاسمح الله – فإنها ستحرق الأخضر واليابس، ولا ينجو فيها الواقفون على التل إطلاقًا.
نحن إذ نحيي تلك الأصوات المخلصة التي وقفت إلى جانب الجمهورية الإسلامية في مواجهتها لفتن قوى الهيمنة العالمية، نتطلع إلى مزيد من الدعم العالمي الشعبي والرسمي ليعلو صوت المخلصين الأحرار على الأصوات المنكرة التي لا تضمر خيرًا لأمتنا الإسلامية.