السيد الغريفي لـ تنا:

الوحدة ليست سلخ الانسان عن خصوصياته الدينية

الوحدة ليست سلخ الانسان عن خصوصياته الدينية

اعتبر السيد أبو الحسن حميد المقدس الغريفي أن المتطرفين والتكفيريين يشوهون مصطلح الوحدة ويتلاعبون به، فالوحدة ليست سلخ الانسان عن خصوصياته الدينية وانما الوحدة هي مسعى للاتحاد في اطار المشتركات المتوفرة لدينا.


 

وشدد في حديث خاص مع وكالة أنباء التقریب "تنا" على هامش مشاركته في المؤتمر السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية في طهران، على أن الوحدة هي التفاهم والتحاور بشأن الاختلافات، وهذا يقتضي توفير عنصر مهم وهو التعارف وفقا للآية الكريمة: "يأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، موضحا بأنه من خلال تعرف بعضنا على الآخر ستزول أسباب التناحر والصراع والشجار ويتعزز التعايش السلمي بين المسلمين.

وأكد أن الوحدة تعني الاتفاق على القضايا المصيرية المشتركة والتي تهم عموم المسلمين، ومثل هذه القضايا كالقضية الفلسطينية لا تخص فئة أو قومية أو طائفة دون أخرى ، بل السني والشيعي والعربي وغير العربي بل حتى المسلم وغير المسلم وعموم أحرار العالم، يعتبرون أن القضية قضيتهم، وهناك الكثير من الأزمات والمشاكل المشتركة التي يمكن حلها عبر الوحدة والانسجام والتنسيق.

وأشار الى أن خطورة بعض القضايا والمشاكل لا تقتصر على الشيعي أو السني وانما تشمل الجميع مما يستدعي من الجميع التصدي لها، خاصة وأن قوى الاستكبار لاتميزفي استهدافها لأحد، فهي تستهدف السني والشيعي وتستهدف القرآن الذي يؤمن به الجميع وتستهدف النبي الأكرم وتسيء له على الرغم من علمها أن النبي مقدس لدى الجميع، وتستهدف سيادة بلداننا وهذا الاستهداف لا يخص فئة دون أخرى.

وبشأن كلمته في مؤتمر الوحدة الاسلامية وتحذيره من الغزو الثقافي، اشار الى أن أحدى الأمور التي تؤدي الى ضعف تماسك المسلمين فيما بينهم، وتؤدي الى التغلل الاستكباري هي الغزو الثقافي الذي يتحقق عبر أدوات ووسائل وطرق متعددة من بينها طرح عناوين ثقافية وحداثية وتحررية وتنويرية، فيتسللون الى البنية الاجتماعية للمسلمين ويحطمون تلك البنية من خلال تلك العناوين، مما يستدعي من المسلمين بما فيهم علمائهم ونخبئهم تحسين خطابهم الديني من أجل تنمية حالة الوعي بين الشباب وازالة الشبهات والتشكيكات في المجتمع ليتحرر الانسان المسلم من القيود التي يفرضها الاستكبار عليه.
وقال: أن بعض المصطلحات كالحداثة تحمل سموما قاتلة للمجتمع الاسلامي، لأنها تحارب قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا والسيرة الاسلامية المتواصلة لأكثر من ألف و400 سنة، بل انها تحارب مسيرة الأنبياء والأولياء والصالحين، مما يستدعي منا معالجة الأمية الثقافية التي تعاني منها الكثير من مجتمعاتنا، فالكثير من الذين يحملون شهادات عليا لكنهم أميون ثقافيون.

ورأى أن اقامة مؤتمر الوحدة الاسلامية خطوة من أجل صد الهجمات التي تتعرض لها هذه الأمة والتحديات والمخاطر التي تواجهها، خاصة وأن ربنا عزوجل طالما دعا الى الوحدة، حينما قال: "واعتصموا بالله جميعا ولاتفرقوا"، كما أن الكثير من الآيات اعتبرت ان الوحدة قوة ودعت الى  ضرورة تعزيز قوة المسلم وتنميتها، حيث تم التأكيد على أن الوحدة ترهب الاعداء.

وقال: الخلل والضعف الذي يعتري الأمة يأتي نتيجة الفرقة، وكما ان للوحدة مقتضيات فللفرقة ايضا عوامل، وأسباب وموانع من بينها القوى الطاغوتية الاستكبارية التي لا تستطيع تنفيذ مشاريعها الا من خلال اثارة الخلافات والنعرات والفتن، وعندما تنجح في تقسيم الأمة وتجزئتها تستطيع فرض السيطرة عليها والتحكم بها، بينما أية أمة كانت متراصة ومتحدة فلن تستطيع أية قوة طاغوتية السيطرة عليها وسلب ثرواتها والعبث بثقافتها وقيمها.

وأضاف: وجود قوى الاستكبار وعملائه عامل أساسي في ضعف الأمة واثارة الفتن والنعرات فيها، ولعل أحد وسائل تحقيق ذلك زرع عناصر تكفيرية في هذه الأمة من أجل اثارة الفتن الطائفية خاصة وانها تستبيح الأموال والأعراض تحت مسميات دينية، والجهات أو الجماعات المتطرفة شأنها شأن الجماعات التكفيرية، فهي تثير الخلافات والفتن في المجتمع من خلال اطلاق دعوات دينية أو قومية أو غير ذلك.