حديث التقريب.. الخطاب الايراني إلى العالم العربي والإسلامي

حديث التقريب.. الخطاب الايراني إلى العالم العربي والإسلامي

منذ انبثاق الجمهورية الإسلامية وإلى يومنا هذا، يكرس خطاب القيادة في ايران، والموجه الى الداخل وإلى العالم عامة وإلى الشعوب العربية والإسلامية بشكل خاص، على ما تحتاجه الأمة كي تبقى حيّة عزيزة كريمة.


بعد أحداث غزّة ولبنان وسورية، كثر الحديث في الفضائيات وفي مواقع التواصل الاجتماعي بشأن دور إيران في ساحة المنطقة.

كثير مما قيل بهذا الموضوع يغدق الثناء والمدح والاشادة بدور الجمهورية الإسلامية في إسناد محور المقاومة وما حققة هذا المحور من مواقف سوف يذكرها التاريخ بكل فخر واعتزاز، لأنها مواقف صمود وثبات على الموقف وتضحية في سبيل عزّة هذه الأمة وكرامتها.

وبعض ما قيل بهذا الشأن هو توجيه التهم إلى هذا الدور وتشويه أهدافه والتشكيك في مقاصده. هذا البعض الأخير قليلٌ حجمه كثيرةٌ امكاناته الاعلامية وهائلٌ ما يغدق عليه من أموال إقليمية وعالمية.

حين يعيش الانسان أجواء هذا الاعلام المعادي لإيران والساعي الى انتشار التخويف من ايران أو (الإيران فوبيا) يخال أن المنطقة على المستوى الشعبي والرسمي قد تكهربت بروح العداء لمحور المقاومة عامة ولايران بشكل خاص، لكنك تجد الكثير من الاصوات التي تستطيع أن تخترق هذا الجوّ المكهرب لتقول كلمة الحق ولتنتصر للإنسانية ولتبشّر بمستقبل واعد تزول فيه هذه الغمة عن هذه الأمة وتنقشع فيه هذه السحابة السوداء من التشكيك والتخويف والارجاف وروح الهزيمة.

هذه حقيقة مشهودة اليوم وما سنراه غدًا هو اعتلاء صوت «الإنسان» وخمود صوت الوحوش البشرية التي تدوس كرامة الوجود البشري وعزّته. هذا الذي نقوله ليس رجما بالغيب، بل إن الواقع الراهن يبشّر بذلك، والفطرة الإنسانية تؤيد ذلك، والله سبحانه وعد بذلك.

منذ انبثاق الجمهورية الإسلامية وإلى يومنا هذا، يكرس خطاب القيادة في ايران، والموجه الى الداخل وإلى العالم عامة وإلى الشعوب العربية والإسلامية بشكل خاص، على ما تحتاجه الأمة كي تبقى حيّة عزيزة كريمة.

أنه يدعو إلى :-
- الحذر من أعداء البشرية وعدم الاغترار بوعودهم المعسولة ومقاومة ما يوجهونه للعالم العربي والإسلامي من ضغوط عسكرية واقتصادية وسياسية وأمنية وما يريدونه للبلدان العربية والإسلامية الثرية أن تكون بقرة حلوب تشبع نهمهم الذي لا ينتهي، وما يثيرونه في كل العالم الإسلامي ازمات وحروب بينية.
- الدعوة إلى وحدة دائرتنا الحضارية من طنجة إلى جاكارتا، والعيش بسلام و وئام بين كل الطواف والقوميات والمذاهب.
- الدعوة إلى استئناف مسيرتنا الحضارية على مستوى متطلبات العصر للوصول الى تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة.
- الدعوة إلى «التعارف» بين الشعوب وتغليب لغة الحوار والتفاهم ونزع «الغلّ» من الصدور، وسيادة روح «الحبّ» و«الود» بين الافراد والجماعات.
- الدعوة إلى الابتعاد عن كل ما يحطّ من كرامة الإنسان ورفعته والحذر من السقوط في مستنقع الرذيلة وثقافة التحلل والانحدار.

هذه بعض ملامح خطاب الجمهورية الإسلامية الذي تكرر مرارًا وكرارًا خلال أكثر من أربعة عقود على لسان الإمام الراحل وعلى لسان خلفه الإمام الخامنئي. ولم تكن الدعوة على مستوى الكلام فقط بل سعت الجمهورية الإسلامية رغم كل ما يحيطها من تحديات الى تسخير إمكانياتها من أجل تحقيق هذا الخطاب على المستوى العملي وعلى أرض الواقع.

العالم يرى بأم عينيه أن الساحة حينما خلت من حضور الجمهورية الإسلامية أو كادت في سورية دخل الصهاينة فاستباحوا هذا البلد العزيز وأبادوا قواه العسكرية وبناه التحتية واحتلوا بعض أجزائه، كما شهد أيضا مع الأسف صراعات قومية وطائفية تتزايد كل يوم، كما شهد ظهور جماعات متطرفة تمارس العنف يحددها (الهوس الديني).

ويبقى الخطاب الإيراني الموجه إلى شعب سوريا وغير سوريا أن لا تغفلوا عن عدوكم الأول وهو الكيان الصهيوني، وأن تحاربوا كل النعرات الطائفية والعنصرية، وأن يكون التعارف أو التبادل المعرفي نهجكم، فهو الهدف من التعددية في المجتمعات، حيث يقول سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾.

المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية