احتفاء بالذكرى الـ 46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران؛
حديث التقريب.. مطلع الفجر وانفجار النور
بعد انتصار الثورة الاسلامية.. تحولت ايران التي أُريد لها أن تكون قاعدة للمكر الاستكباري العالمي الى قاعدة تهدد مصالح الطامعين، وتبعث الرعب في نفوس الصهاينة والمستكبرين، واتسع تأثير هذا التحول الكبير ليبعث النور والحياة في العالم الإسلامي بأجمعه.
قبل 46 عامًا وفي الفاتح من شهر فبراير عام 1979 عاد الامام الخميني(رض) إلى أرض الوطن قادمًا من منفاه، وبعد عشرة أيام.. نعم عشرة أيام فقط انتصرت الثورة الإسلامية، فسميت الأيام العشرة بين عودة الامام وإعلان الانتصار بعشرة الفجر، تيمّنًا بالآية الكريمة ﴿ وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾.
كان حقًا فجرًا آذن بانبلاج الصبح لا على إيران فحسب، بل على الامة الإسلامية جمعاء، كان بداية خروج الأمة في إيران من ظلمات الذلّ وسيطرة الجبابرة، والخضوع لارادة أمريكا والقوى الكبرى إلى نور الحرية والاستقلال وانتصار إرادة الشعب.
كان نظام الشاه لا يعير أية أهمية لارادة الجماهير، بل كان همّه إرضاء القوى التي تسند مُلكه وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، كان يرى أن قاعدة كرسيّه قوية بهذا الاسناد الاجنبي، لكن ارادة الله المساندة لارادة الشعب زلزلت هذه القاعدة، وانهدم ما كان يظنّ أنه يحميه: ﴿ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ﴾.
لقد تحولت ايران التي أُريد لها أن تكون قاعدة للمكر الاستكباري العالمي الى قاعدة تهدد مصالح الطامعين، وتبعث الرعب في نفوس الصهاينة والمستكبرين؛ واتسع تأثير هذا التحول الكبير ليبعث النور والحياة في العالم الإسلامي بأجمعه، فعادت إلى الشعوب المسلمة ثقتها بنفسها وايمانها بقدرتها وإرادتها وبأن الله ينصر من ينصره.
كان المستكبرون يرون في الشعوب الإسلامية غنيمة يتقاسمونها ويتنافسون على امتصاص خيراتها وينفّذون الخطط لإذلال شعوبها وتذويب إرادة جماهيرها لكنهم اليوم يتحدثون على الاسلاموفوبيا والايران فوبيا ليعبّروا عن الخوف الذي يساورهم ويقضّ مضاجعهم من صحوة المسلمين ومن يقظة مشاعرهم.
إنّ الذي نشاهده اليوم من تصاعد الدعم الامريكي والاوربي لدولة الصهاينة وما نشاهده من التطاول والاستهانة ببعض الحكومات الاسلامية والمطالبة بالمزيد من حَلْبِها، إنما هو نتيجة ما تعانيه أمريكا من عقدة ما وجهته إليها الثورة الاسلامية وما وجهه اليها محور المقاومة من مواقف صلبة ومن رفض لعمليات الاذلال والاخضاع.
لقد فرض أعداء الأمة على الشعوب المسلمة حالة شعروا معها باليأس من عودة الاسلام الى الحياة ومن قدرة المسلمين على استعادة كرامتهم وعزّتهم، ومن إمكان التغلب على ما يواجههم من تحديات وعلى رأسها تحديات العدوّ الصهيوني، واليوم فإن المسلمين من طنجة الى جاكارتا ينادون باستئناف مسيرة الحضارة الاسلامية على مستوى متطلبات العصر، وينادون بوجوب محاكمة الصهاينة على ما ارتكبوه من مجازر ويرفعون صوتهم بحتمية تحرير فلسطين من البحر الى النهر. الشعوب المسلمة تشعر اليوم بالحرج والخجل من انبطاح بعض حكامها أمام الطامعين والمطبّعين والحالبين، وتودّ لو أنها كانت قادرة أن تقف مساندةً لحكامها في مواجهة عمليات الاذلال.
هذه بعض معطيات التحول الذي حدث في ايران وعمّ نوره أرجاء العالم الإسلامي؛ ونترقب بإذن الله الغد الذي تتحقق فيه آمال الأمة بالعزّة والكرامة «وإن غدًا لناظره قريب».
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية