آية الله الاراكي في حواره مع صحيفة كيهان : آل سعود أمام طريق مسدود

آية الله الاراكي في حواره مع صحيفة كيهان : آل سعود أمام طريق مسدود
آية الله الاراكي في حواره مع صحيفة كيهان : آل سعود أمام طريق مسدود

أجرت صحيفة " كيهان " حواراً مع آية الله الشيخ محسن الاراكي ، الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، حاولت من خلاله تسليط الضوء على الدور البناء للشهيد الشيخ نمر باقر النمر - عالم الدين السعودي -  في تكريس و إثراء مبدأ المقاومة على الصعيد العالمي ، فيما يلي نصه :
 
يشير آية الله الاراكي الى دور الشيخ النمر في تكريس مبدأ المقاومة موضحاً : كان العلامة الشهيد آية الله النمر احد علماء الدين البارزين في السعودية ، و كان يتمتع بشعبية واسعة بين  العلماء و ابناء المنطقة ، و في اوساط  الحوزة العلمية بمدينتي قم المقدسة و النجف الأشرف .. كان المجاهد الشهيد يتحلى  بدرجة عالية من التقوى و صفاء النفس ، و ان تقواه هي التي كانت تدفعه لمناصرة الحق  و الدفاع عنه ، و مواجهة الطاغوت بكل شجاعة و بسالة .. أن الشجاعة التي كان يتحلى بها المجاهد الشهيد هي التي جعلته يحتل مكانة بارزة و مرموقة في اوساط أبناء شعبه . و بطبيعة الحال أن شعبيته لم تقتصر على الشيعة فقط ، و إنما فئات كبيرة من أبناء الشعب السعودي المحروم و المظلوم ، سواء من السنة أو الطوائف الاخرى . و لهذا فأن ادانة و استنكار المواطنين السعوديين لما أقدم عليه آل سعود ، يفوق ادانة و استنكار المسلمين و الاحرار في انحاء العالم لهذه الجريمة النكراء . و من الواضح ان الشعب السعودي لم يكن يخفي استيائه و كراهيته لهذا الطاغوت الظالم و لآل سعود عموماً ، و لو كان يسمح للمواطنين في السعودية بالتعبير عن آرائهم و توجهاتهم ، لإتضح مدى نفرة و كراهية المواطنين سواء الشيعة و السنة و الاسماعيلية و الطوائف الأخرى ، لنظام آل سعود و مواقفه و سياساته .. أن هذا الاستياء و الكراهية حيال هذا النظام موجوده في مختلف انحاء العالم ، و ان الناس المطلعين على جرائم و جنايات نظام آل سعود ، حتى من بين شعوب البلدان غير الاسلامية و الدول الغربية ، يحملون مشاعر استنكار و كراهية تجاه هذا النظام . و ربما لا نبالغ اذا ما قلنا أن نظام آل سعود و ظواغيت آل سعود ، يعدون الاوفر حظاً - من بين كلّ الأسر الحاكمة - بكراهية شعوب العالم لهم .
 
 و اضاف سماحته : أن الشيخ الشهيد ، و بفضل الشجاعة التي كان يتحلى بها ، استطاع أن يعري نظام آل سعود و يفضح جرائمه و تزويره . ذلك أن احد السياسات العامة لهذا النظام تكمن في الحملات الدعائية المخادعة التي يشنها على نطاق واسع ، سواء داخل السعودية و خارجها ، و من خلال هذا الخداع و التضليل يحاول النظام التغطية على جرائم آل سعود و فسادهم الاخلاقي و الحرص على اخفائه . فی الحقیقة أن شعوب العالم تدرك جيداً أنه لا يوجد في اوساط الساسة و الدبلوماسيين أسوأ  و أفسد  و  أكثر تدنياٌ اخلاقياٌ من أفراد الأسرة السعودية الحاكمة « و لاشک آن العالم يتذكر جيداً كيف أن احد افراد هذه الاسرة حاول قبل ثلاثة أشهر تهريب كميات ضخمة من المخدرات عن طريق بيروت ، و قد تم اكتشاف العملية بالصدفة ، و حاول آل سعود التستر عليها بمختلف السبل . فكم من هذه العمليات يقوم بها افراد هذه الاسرة في اماكن مختلفة من العالم و لم يتم الاعلان عنها و فضحها نتيجة للاموال و الرشاوى التي تقدم مقابل ذلك .  فكم من الفساد الاخلاقي الذي يمارسه هؤلاء في فرنسا و في اميركا و في بريطانيا ، و في شمال افريقيا ، خاصة في المغرب، غير أن هؤلاء يمارسون مختلف الاساليب للتستر على ذلك و الحيلولة دون فضحه .

و تابع آية الله الاراكي : في الحقيقة أن احد انجازات الشهيد النمر تتجلى في ايصال صوت مظلومية الشعب السعودي الى اسماع العالم . إذ استطاع هذا المجاهد أن يميط اللثام عن فضائح هذه الاسرة و يطلع  العالم على الوجه القبيح  لآل سعود على المستوى العالمي . و لهذا فمن المتوقع أن نشهداً وضعاً آخر إزاء آل سعود على المستوى العالمي  ، و تنامي استياء و استنكار الرأي العام العالمي بالتدريج ازاء هذا النظام ، و محاولة فضحه و التحريض ضده . فلم يعد باستطاعة هذا النظام التمويه على جرائمه و أن يفعل ما يحلو له دون اي رادع،مستعيناً بنفوذه و سطوة اموال النفط .  
و أضاف الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن آل سعود يرون أنفسهم اليوم في طريق مسدود ، و لهذا  يلجأون الى مثل هذه الافعال . أن العالم بات يدرك حقيقة مواقف و ممارسات النظام السعودي  و لم يعد يتمتع بالنفوذ الواسع الذي كان يتمتع به في السابق الذي كان يحول دون التعرف على حقيقته . ففي وقت من الاوقات كان آل سعود يزعمون بأنهم هم الذين يتحكمون بمصير المنطقة ، و يقررون  بقاء الانظمة العربية أو اسقاطها . غير أن الامر اختلف اليوم تماماً ، و لم يعد بامكانهم   امضاء استبداتهم و طغيانهم ، و أن شعوب المنطقة لن تسمح بذلك . و قد شهدنا اندلاع  ثورة كبرى ضد الظلم  في اليمن و سورية و العراق . أن البطولات التي يجسدها الجيش السوري و القوات الشعبية غير قابلة للوصف . و في العراق كان يتوقع آل سعود الامساك بزمام الامور و عدم السماح للعراقيين بتقرير مصيرهم بأنفسهم .

و أخيراً خلص آية الله الاراكي للقول : أننا في المجتمعات الشيعية لا نعاني من معضلة تشخيص القيادة ، لأن علماءنا على ارتباط وثيق بالجماهير . و مما يؤسف له أن بعض رجال الدين لدى المذاهب  و الاديان الأخرى يقبعون في بروج عاجية . أن علماءنا لا يعيشون في الكنائس وراء الابواب المغلقة حيث يفتقدون لأية صلة بالمجتمع ، و لا يتواجدون في قصور اشبه بقصور الحكام و السلاطين . و لهذا كل استشهد قائداً ، أو رحل عن هذه الدنيا ، فأن ثمة صالحين آخرين سرعان ما يحملوا  اللواء و يمسكوا زمام قيادة الجماهير . .