آية الله الاراكي : الاتحاد و التضامن واجب المسلمين و مسؤولية العالم الاسلامي
لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى أن الاسلام يؤكد على الائتلاف و التحالف خدمة للبشرية ، و كذلك من أجل أفعال الخير ، و لهذا ينبغي للمسلمين ان يتكاتفوا و يتعاضدون و يضعوا أيديهم في ايدي بعض و العمل معاً على تلبية احتياجات المجتمع الاسلامي .
جاء ذلك خلال كلمة سماحته في الملتقى الدولي الاول الذي عقد بقاعة المؤتمرات في مؤسسة الاذاعة و التلفزيون تحت عنوان " تنمية العلاقات الاقتصادية بين الدول الاسلامية في المجال الصحي " ، موضحاً : أن اقامة امثال هذه الملتقيات ترتكز الى ثلاثة محاور رئيسية ، و أن كل محور من هذه المحاور يعتبر من المهام و المسؤوليات الضخمة الملقاة على عاتق المسلمين في مختلف انحاء العالم ، و من أهم الواجبات التي فرضها الله تعالى علينا في القرآن الكريم .
و أضاف سماحته : يتمثل الواجب الاول في الاتحاد و التضامن و الوحدة ، الذي هو واجب الهي ، اضافة الى أن عقولنا تدعونا اليه ايضاً .
و أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى الآيات القرآنية التي تتحدث عن ضرورة وحدة المسلمين ، موضحاً : أن المنضوين تحت لواء قيادة رسول الله (ص) ، يؤمنون بالوحدة و يتصفون بها ، و من الواضح ان الوحدة تشكل احد اهداف إقامة هذا الملتقى ، و تمثل الدافع الرئيس للتعاون و التنسيق في مجال العلوم و التكنولوجيا في العالم الاسلامي .
و تابع سماحته : أما الواجب الثاني فهو أن القرآن الكريم يؤكد كثيراً على وجوب اجتهاد المسلمين و العالم الاسلامي في كافة المجالات تحقيقاً لأهدافهم و تطلعاتهم في التطور و التقدم و النمو و الازدهار . ذلك ان أي تأخر أو تخلف في مختلف الميادين لاسيما في ميادين العلم و الاقتصاد ، يقود الى ضعف المسلمين و تاخرهم في مقابل الكافرين . و في هذا الصدد ينبغي لنا أولاً فعل كل ما بوسعنا للحيلولة دون تخلف المسلمين و تأخرهم . و ثانياً المبادرة الى توفير كل مستلزمات التطور و الازدهار في المجتمع الاسلامي .
و مضى آية الله الاراكي يقول : لابد للمجتمع الاسلامي من المثابرة و الاجتهاد و تبوأ موقع الصدارة في كافة المجالات و على مختلف الاصعدة . و من هنا فان المسؤولية و الواجب الديني في حقل العلم و الاقتصاد يحتم علينا البحث عن سبل الابداع و التطور ، و تحقيق المزيد من الرقي و الازدهار للامة الاسلامية .
و أضاف سماحته : أما الواجب الثالث فهو التعاون و التضامن . ذلك ان التعاون و تضافر الجهود في المجالات و الانشطة الخيرة يعتبر مسؤولية و واجباً شرعياً ، بيد أن مثل هذا التعاون و التضامن ينبغي ان يكون في المجالات الخيرة ، و ليس من أجل الظلم و المعصية . و مما يؤسف له أننا نرى اليوم في العديد من نقاط العالم الاسلامي أن التحالف بين بعض الدول الاسلامية يقام بدافع ظلم المسلمين و ليس مساعدتهم و نصرتهم ، و لاشك ان الاسلام يرفض مثل هذا التحالف و يستنكره .
و خلص الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية للقول : من الواضح أن التحالف البنّاء ينسجم مع الرؤية القرآنية ، ذلك أن الاسلام يؤكد على الائتلاف و التحالف من أجل خدمة البشرية و من أجل الاعمال الانسانية الخيرة ، و لهذا ينبغي للمسلمين أن يتضامنوا و يضعوا أيديهم في ايدي بعض ، و العمل معاً على تلافي نواقص المجتمع الاسلامي و تلبية احتياجاته .
و في الختام أعرب آية الله الاراكي عن تمنياته في أن يوفق الملتقى باتخاذ خطوة بناءة على طريق تنمية و تطوير العلوم و التكنولوجيا في العالم الاسلامي ، و تحصين الامة الاسلامية و زيادتها قوة و منعة .