ارادة الشعوب في الغرب تم ترويضها لصالح ارادة المستكبرين

ارادة الشعوب في الغرب تم ترويضها لصالح ارادة المستكبرين
ارادة الشعوب في الغرب تم ترويضها لصالح ارادة المستكبرين

برعاية آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، اقيم بمدينة قم المقدسة  ملتقى " الشيخ الطوسي " الفكري الدولي تحت عنوان " الرؤية الاسلامية و العالم المعاصر " ، لبحث و مناقشة ابعاد رسالة سماحة القائد الامام الخامنئي الى الشباب في الغرب .

و في كلمة لسماحته بالملتقى ، قال آية الله الاراكي : أن التفسير الذي يمكن تقديمه للمجتمع الراهن وفقاً للرؤية القرآنية ، هو أن العالم المعاصر ينقسم الى عالم مستكبر  آخر مستضعف ، و ان كل التحليلات الاجتماعية المطروحة في العالم تأخذ بالاعتبار المواجهة بين الاستكبار و الاستضعاف . 

و لفت سماحته الى ان هذه المواجهة اتخذت شكلاً خاصاً في الظروف الراهنة، موضحاً : يمكن القول أن الارضية الرئيسة التي استندت اليها رسالة سماحة القائد الى الشباب في الغرب ، تكمن في الاخذ بالاعتبار هذا التوجه و البناء عليه .
 
 أضاف آية الله الاراكي :  لاشك أن المواجهة بين الاستكبار و الاستضعاف مواجهة تاريخية ، بل أن التاريخ قائم على أساس هذه المواجهة،وهذا  يعني أن هذا الصراع و المواجهة هما اللذان يشكلان مادة التاريخ و موضوعاته.

و تابع سماحته : اذا ما تأملنا في مسيرة التاريخ و ابعاد هذه المواجهة ، فلا مفر من التسليم  بهذه الحقيقة و هي ان المجتمع الانساني كان و مازال مسرحاً  للصراع و المواجهة بين الاستكبار  الاستضعاف ، و بطبيعة الحال أن العالم المعاصر يعتبر خير نموذج على هذا الصراع و المواجهة .

و أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى الدوافع التي تقف وراء ظهور الاستكبار ، موضحاً : الفئة المستكبرة تحاول بشتى السبل  مصادرة ارادة الفئة المستضعفة ، و تحرص على تحول المجتمع المستضعف الى مجتمع فاقد للارادة امام المجتمع المستكبر ، أي ارادة المستكبر هي التي تتحكم بمصير المجتمع المستضعف ، و محاولة سلب المجتمع المستضعف من أية قدرة و قوة على الدفاع و المواجهة.  

و أوضح آية الله الاراكي : ان القرآن الكريم يشير الى أن سلب الارادة ليس بالعمل القسري و إنما اختياري ،  و لهذا يعتبر المستضعف مسؤولاً امام هذا السلب للارادة ، و ليس بوسعه التذرع  امام الله تعالى ازاء التنصل من مسؤوليته .

و مضى سماحته يقول : أن التبعية تعني أن ارادتك تأتي بالمرتبة الثانية بعد ارادة الآخر ، أي أن تكون تابعاً له ، و هذا يعني أنك تنازلت عن ارادتك و جعلتها  رهن ارادة  و اختيار الحكّام . و لا يخفى أن التحكم بارادة المستضعفين يوجد وضعاً اجتماعياً  يتمحور حول واحد  يأمر و ينهي ، و الجماهير تمتثل له و تتبعه و تطيعه .
 
و أضاف آية الله الاراكي : أن هذه التبعية تكون احياناً تبعية للاستكبار ، و أحياناً تكون للانبياء و الرسل الذين يدعون المجتمعات البشرية للأخذ بالادلة و البراهين  و الاقتداء بهم  و اتّباعهم . حيث يقول لهم الانبياء : أننا ندعوكم لاتباع ارادة الله ، و الله يعني الحق و العدل . أما المستكبرون و الحكّام غير الربانيين فأنهم يعملون على مصادرة ارادتكم و جعلها تابعة لهم .
يتبع ..............