آية الله الاراكي في صلاة الجمعة بمدينة قم : رسالة التقريب تحظى اليوم بشعبية واسعة في العالم الاسلامي

آية الله الاراكي في صلاة الجمعة بمدينة قم : رسالة التقريب تحظى اليوم بشعبية واسعة في العالم الاسلامي
آية الله الاراكي في صلاة الجمعة بمدينة قم : رسالة التقريب تحظى اليوم بشعبية واسعة في العالم الاسلامي

فی کلمة لسماحته بصلاة الجمعة بمدينة قم المقدسة ، قال آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية موضحاً : شهدت المنطقة و العالم الاسلامي احداثاُ هامة خلال الاسابيع القليلة الماضية ، و شكّل احتفاء الجمهورية الاسلامية الايرانية و العالم الاسلامي باسبوع الوحدة ، احد هذه الاحداث حيث شهدت العاصمة الايرانية طهران انعقاد المؤتمر الدولي التاسع و العشرين للوحدة الاسلامية بحضور و مشاركة أكثر من سبعمائة شخصية من كبار الشخصيات الفاعلة و المؤثرة في العالم الاسلامي .

و اضاف آية الله الاراكي : و فضلاً عن المنافع و الفوائد الجمّة التي حفل بها مؤتمر الوحدة ، بما في ذلك التحاور و التشاور بين الضيوف و تقديم اطروحات مؤثرة للحد من مشكلات العالم الاسلامي ، كان المؤتمر بمثابة  تظاهرة عالمية مناهضة للتحريض على الخلافات و التفرقة ، و مستنكرة لأنشطة  الاجهزة الاستخباراتية و التجسسية في العالم الاسلامي .

و أشار سماحته : أننا نواجه اليوم حرباً مباشرة  شاملة و شرسة ، يسعى الاعداء من خلالها للقضاء على كل من جبهة المقاومة ، و جبهة الصحوة الاسلامية ، و جبهة الثورة الاسلامية ، مستعينين بالحرب الناعمة والتقنية  المتطورة .
 
و تابع آية الله الاراكي : في السابق حاول الاعداء القضاء على المقاومة و الصحوة الاسلامية باللجوء الى الحرب التقليدية ، حيث تمت الاستعانة بصدام حسين لشن مثل هذه الحرب ضد الجمهورية الاسلامية على مدى ثماني سنوات ، بيد أن الجمهورية الاسلامية خرجت مرفوعة الرأس من هذه الحرب ، غير ان الاعداء سرعان ما لجأوا مباشرة الى الحرب الناعمة ضد ايران الاسلام و الصحوة الاسلامية .

و لفت سماحته : أن أحد أهم و أبرز أساليب الحرب الناعمة التي تشن اليوم  ضد الجمهورية الاسلامية ، و الصحوة الاسلامية ، و المقاومة الاسلامية ، على حد سواء ، يتمثل في إثارة الخلافات و التفرقة .
و أضاف الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : و في هذه المرحلة يسعى العدو الى استبدال حرب الاستكبار ضد الاسلام ، الى حرب الاسلام ضد الاسلام ، و جعلها حرباً شاملة تخيم على العالم الاسلامي  بأسره .

و أوضح  آية الله الاراكي : ان العدو يتطلع من وراء هذه الحرب الجديدة الى تحقيق هدفين رئيسيين ، الاول محاصرة الثورة الاسلامية  ، و التضييق على المقاومة الاسلامية ، و الحد من الصحوة الاسلامية ، كي يتسنى له تصوير امواج الصحوة الاسلامية ، و المقاومة الاسلامية ، و ثورة الامام الخميني (قدس سرّه) ، بمثابة تياراً شيعياً بحت ، ومحاولة إبعاد أبناء السنة عنه، و تعبئة عموم العالم الاسلامي ضد الشيعة و التشيع .
 
و تابع سماحته : أما الهدف الآخر فهو إثارة الانقسامات داخل عالم التشيع و الترويج الى موضوعات من قبيل التشيع الايراني و التشيع العربي وغير الايراني ، و محاولة تصوير أمواج الصحوة الاسلامية ، و الثورة الاسلامية ، و المقاومة الاسلامية ، باعتبارها  توجهاً شيعياً ايرانياً ، و تحريض الجميع ضد هذا التوجه .

و أشار آية الله الاراكي : أن الاحداث التي شهدتها السنوات الماضية  أفشلت مخططات الاعداء هذه و بددت اهدافهم .

و لفت آية الله الاراكي : أن احد اهداف المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية و أنشطة التقريب ، يكمن في التصدي لمؤامرات اعداء الاسلام و احباطها . و قد استطاع المجمع - بفضل استراتيجية التقريب التي تم اعتمادها - أن يتصدى بنجاح لمشاريع  الاعداء و يفشلها .

و أوضح سماحته : أن تيار المقاومة يفرض وجوده بقوة في الدول الاسلامية ، و ان رسالة التقريب و ثقافته تحظى بشعبية واسعة في العالم الاسلامي ، و ان مؤتمر الوحدة الاسلامية تجسيداً حيّاً للتوجهات التقريبية في العالم الاسلامي .

و أكد آية الله الاراكي : أن التيار الذي يسعى الى محاصرة فكر الثورة الاسلامية و عزل الجمهورية الاسلامية عن محيطها في العالم الاسلامي ، أخذ يتلاشى اليوم  و يضمحل بالتدريج .

و في جانب آخر من كلمته لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : الأمر الآخر الذي سعى اليه اعداء التقريب ، و الذي يعد بمثابة تكتيكاً جديداً تم اللجوء اليه مباشرة بعد نجاح الجمهورية الاسلامية في ارساء ثقافة التقريب ، خاصة بعد انعقاد مؤتمر الوحدة الاسلامية لهذا العام ، تمثل في الاقدام على قتل الشهيد الشيخ النمر . فهذه الجريمة لم تكن بالقضية البسيطة  ، و إنما عبارة عن استراتيجية جديدة لجأ اليها الاعداء - و لم تكن السعودية سوى المنفذ لها - ذلك أن المخطط الاصلي  لها هو اميركا و الصهيونية العالمية و قامت السعودية بتنفيذها  .

و أضاف آية الله الاراكي : الاسترتيجية الجديدة كانت تهدف الى تنفيذ المخططات التآمرية المستحدثة ، إثر فشل العقوبات و عجز الحصار الاقتصادي عن تركيع الجدمهورية الاسلامية .

 و تساءل آية الله الاراكي عن الاهداف التي تقف وراء النهج  التآمري و الاساليب التي  يتم اعتمادها في الحرب الجديدة ؟ وأجاب موضحاً : أن مخطط الاعداء يتمثل اليوم في إنهاء الحصار و الغاء العقوبات ، و لكن في المقابل اعمال حصاراً جديداً ، على أن تتولى السعودية قيادة هذا الحصار ، الذي يهدف الى قطع علاقات ايران مع الدول الاسلامية و دول الجوار ، و مع قطع ايران لعلاقاتها مع محيطها العربي و الاسلامي ، سوف تتجه الى الغرب و اميركا .

 و أضاف سماحته : و اليوم حيث يحاولون تنفيذ الحصار الجديد الذي يسعى  الى ابعاد ايران عن العالم الاسلامي و اتجاهها صوب  الغرب ، كي لا تستطيع أن تمارس دوراً فاعلاً و مؤثراً في العالم الاسلامي ، و بالتالي هيمنة السعودية على العالم الاسلامي ، و في الحقيقة تحكّم  اميركا و الكيان الصهيوني  عملياً بمقدرات العالم الاسلامي .

و شدد آية الله الاراكي على ان من أخطر اساليب الاعداء و أكثرها فتكاً ، تلك التي تسعى الى إثارة التفرقة في العالم الاسلامي . مضيفاً : أننا نشهد اليوم نشاطاً مكثفاً للمراكز  المؤسسات التي تسعى الى إثارة النعرات الطائفية و بث الخلافات و التفرقة في العالم الاسلامي ، التي تتخذ من السعودية مقراً و منطلقاً لها .  

و مضى سماحته يقول : من أجل محاصرة ايران و عزل جبهة المقاومة و الحد من نشاطها ، حرصت السعودية على توفير الدعم المالي و اللوجستي الى اسلوبين من اساليب  إثارة التفرقة الدينية ، الاول ابعاد العالم الاسلامي عن أهل البيت (ع) و عن نبي الاسلام العظيم (ص) ، لان النبي محمد و آل محمد يشكلون الضمانة لوحدة المجتمع الاسلامي .

و لفت آية الله الاراكي : لابد للمجتمع الاسلامي من التمحور حول هذين القطبين كي يتسنى له ارساء الوحدة ، و من هذا المنطلق يكرس المجمع العالمي للتقريب بيين المذاهب الاسلامية فعالياته و أنشطته حول هذه القطبين .  

 و أضاف سماحته : أن أهل بيت رسول الله (ص) ، هم رمز الوحدة  و مصداقها ، و لهذا تحرص جهود الوحدة على جمع المسلمين حول أهل البيت (عليهم السلام ) ، لأن المسلمين عامة يودون محمد (ص) و آل محمد . بيد ان السعودية  تحاول سوق عامة المسلمين الى بغض أهل البيت ( عليهم السلام ) .

و خلص الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية للقول :  يجب عدم السماح بنمو و استفحال هذا التيار  داخل المراكز الدينية في العالم الاسلامي ، التيار الذي اسماه سماحة القائد بالتشيع البريطاني و الاسلام الاميركي . و باختصار  لابد من مواجهة تيار الاسلام الاميركي و التشيع البريطاني و التصدي لهما بكل قوة و حزم .