المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية - الشؤون الدولية
حقوق الإنسان بالمقاس الأمريكي
حقوق الإنسان بالمقاس الأمريكي
في الثالث من يوليو تموز عام 1988 أطلقت القوات البحرية الأمريكية صاروخًا صوب طائرة مدنية تابعة لشركة إيران – اير متجهة إلى دبي، استشهد خلالها 290 مسافرًا بينهم 66 طفلاً (أقل من 13 سنة). ثم نال الذي أطلق الصاروخ وسام تقدير أمريكي!!
هذه هي الأخلاقية الأمريكية التي تقوم عليها حقوق الإنسان عندهم. وهذه صورة واحدة من آلاف الممارسات الإجرامية التي ارتكبها الأمريكيون بحقّ شعوب العالم في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
الجريمة متأصلة في طبيعة الاستكبار الأمريكي ابتداء من إبادة الهنود الحمر سكان البلاد الأصليين في القارة الأمريكية، ومرورًا بالمجاز التي ارتكبوها في الحرب العالمية الثانية، ثم مذابحهم في الفيتنام وكوريا الجنوبية، وما ارتكبوه ولا يزالون يواصلون ارتكابه من جرائم قتل وإبادة في أفغانستان والعراق.
وإذا غيّب مرور الزمان ذاكرة هذه المجازر الأمريكية في الماضي فإن مشاهد جرائمهم ماثلة أمام أعيننا فيما ارتكبوه من قتل ودمار في العراق وأفغانستان. لا تزال صور قسوتهم وفظاظتهم حيّة في الأذهان فيما مارسوه في سجون گوانتينامو وأبو غريب، ولا يزال صدى جريمتهم في قتل ضيف العراق وبطل محاربة الإرهاب الشهيد قاسم سليماني وأخيه في ساحة المعارك أبي مهدي المهندس، لا يزال يدوّي ويوقظ الذين لا يزالون يعقدون الأمل على أمريكا وعلى ادعاءاتها الكاذبة بشأن حقوق الإنسان.
أمتنا الإسلامية هي الأمة التي شاء الله أن تكون الأمة الشاهدة الوسط على ساحة التاريخ: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ". وإذا شاهدنا على ساحة الأمة شواذًا من القتلة الإرهابيين فاعلمْ أن وراءهم الدوائر الاستكبارية والصهيونية التي تحاول أن تتستر على جرائمها خلف جرائم هؤلاء الإرهابيين.
من هنا ومن منطلق أهداف المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ندعو الأمة الإسلامية بمختلف مذاهبها أن تقي شبابها من الزيف الأمريكي الذي يحاول أن يُظهر أمريكا بأنها المدافع عن حقوق الإنسان. إن الاستكبار الأمريكي لابدّ من فضحه وفضح جرائمه منذ قيامه حتى اليوم، وهذا يتطلب من المسلمين جميعًا بمختلف مذاهبهم أن يطوّروا مشروعًا ثقافيًا وعلميًا وإعلاميًا بهدف إيقاظ الأمة عامة والأجيال الصاعدة بشكل خاص تجاه تمييز العدوّ من الصديق. إذ هناك محاولات هائلة لمصالحة الجلاد وإدانة الضحية، هناك مساع دائبة لخلق أعداء وهميين للأمة للتغطية على أعدائها الحقيقيين من الصهاينة والأمريكيين.
نعتقد أن مشاهد الجرائم الصهيونية اليومية في فلسطين الحبيبة والمساندة الأمريكية الشديدة للصهاينة هي وحدها كافية لأن تفضح الأمريكيين في ادعائهم الدفاع عن حقوق الإنسان، وهي وحدها كافية لدعم التوجه الذي برز أخيرًا في تأسيس المنظمات الإسلامية للدفاع عن حقوق الإنسان، بل هي وحدها كافية لإقامة محاكم دولية إسلامية تضم كبار الحقوقيين في عالمنا الإسلامية للدفاع عن الظلم الذي يتعرض له المسلمون في أرجاء العالم. إن العدوان على أية بقعة من بقاع العالم الإسلامي هو عدوان على الأمة الإسلامية جمعاء، بل إنه عدوان على الإنسانية برمتها.
إن حادثة أسقاط الطائرة المدنية الإيرانية عام 1988 يجب أن توضع ضمن قائمة جرائم الاستكبار الأمريكي، وأن يكون لإنعاش الذاكرة بشأن هذه القائمة مكانة هامة في إعلامنا ومحافلنا الثقافية والعلمية والتعليمية، فهي خطوة هامة نحو «الوسطية» و«الشهادة»، ونحو تحقيق مفهوم الأمة الواحدة العزيزة الكريمة. وما ذلك على الله بعزيز
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
الشؤون الدولية