المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الشؤون الدولية
حديث التقريب : نهاية إسرائيل ، طريقنا إلى الوئام والسلام
المجمع العالمي للتقريب يرى في الدكتور المسيري بأنه الرجل الذي نهض بمهمة كبرى، وهي أنه وجّه صرخة علمية ثقافية بوجه اليأس والتراجع والانبطاح، وهو بذلك يندرج في قائمة الإحيائيين المعاصرين. والإحياء مقدمة لازمة للتقريب وللقضاء على حالة التمزق في أمتنا، لأن الجسد الحي مترابط عضويًا، ومن هنا جاء الاهتمام بإحياء ذكرى هذا الرجل الكبير.
حديث التقريب
نهاية إسرائيل
طريقنا إلى الوئام والسلام
تكرر في حديث السيد القائد الإمام الخامنئي تأكيده على حتمية زوال إسرائيل بعد 25 عامًا، وهذا التأكيد لفت أنظار الرأي العام العالمي بين معتقد ومستغرب ومشكك، ونقف قليلاً عند خلفيات مابيّنه السيد الإمام.
إنما اخترنا الحديث عن هذا الموضوع لمناسبة ذكرى وفاة المفكر المصري الكبير الدكتور عبدالوهاب المسيري (3يوليو – تموز 2008) المعروف بفكره العميق وبرؤيته الثاقبة إلى واقع أمتنا ومستقبلها، خاصة فيما يرتبط بالصراع مع الكيان الصهيوني. لقد ألف في هذاالمجال عدة دراسات وموسوعات منها، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، (ثمانية أجزاء) والصهيونية وبيت العنكبوت، وانهيار إسرائيل من الداخل، وموسوعة تاريخ الصهيونية (ثلاثة أجزاء) و...
كان يتألم للتراجع المشهود على الساحة العربية والإسلامية تجاه القضايا المصيرية، لكنه لم يشعر يومًا باليأس، بل قاوم وعشق المقاومين، والتقى مرارًا – كما ذكر في مقابلة مع إحدى الفضائيات – بسيد المقاومة السيد حسن نصر الله، وقال بصراحة: إن السيد نصر الله هو الزعيم الوحيد الذي كنت أتحدث إليه بجراة عن نهاية إسرائيل.. مما يعني أن الرجل كان يواجه تشكيكًا بل رفضًا ممن التقى بهم من «الزعماء» بشأن حقيقة آمن بها بكل وجوه وهي: حتمية نهاية إسرائيل. وقال في تلك المقابلة: «لقد أَلّفت كتابًا في نهاية إسرائيل سأهديه إلى السيد حسن نصر الله».
المجمع العالمي للتقريب يرى في الدكتور المسيري بأنه الرجل الذي نهض بمهمة كبرى، وهي أنه وجّه صرخة علمية ثقافية بوجه اليأس والتراجع والانبطاح، وهو بذلك يندرج في قائمة الإحيائيين المعاصرين.
والإحياء مقدمة لازمة للتقريب وللقضاء على حالة التمزق في أمتنا، لأن الجسد الحي مترابط عضويًا، ومن هنا جاء الاهتمام بإحياء ذكرى هذا الرجل الكبير.
ومن أقواله في مؤلفاته: إن موضوع نهاية إسرائيل متجذر في الوجدان الصهيوني. ويسرد أمثلة كثيرة مما صرّح به قادة جيوش العدوّ الصهيوني ومفكرون إسرائيليون بشأن هذا الهاجس الذي يساور الصهاينة باستمرار.
ويذكر أيضًا أمثلة كثيرة مما تحدثت عنه الصحف الإسرائيلية بشأن نهاية إسرائيل مع انتفاضة الأقصى، وبعد انتصارات المقاومة اللبنانية. من ذلك ما نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت (27 يناير 2002) مقالا بعنوان: «يشترون شققاً في الخارج تحسبًا لليوم الأسود» وأوضحت أن المقصود باليوم الأسود هو اليوم الذي لا يحب الإسرائيليون أن يفكروا فيه، أي نهاية إسرائيل.
وهذه الصحيفة نفسها نشرت في (27 نوفمبر 2003) مقالا بعنوان «عقارب الساعة تقترب من الصفر لدولة إسرائيل» جاء فيه «إن معدلا كبيرًا جدًا من الإسرائيليين يشكون فيما إذا كانت الدولة ستبقى بعد 30 سنة».
إن الدراسات التي قام بها الدكتور المسيري، والوثائق التي قدمها في مؤلفاته كان من المفروض أن تتحول إلى ثقافة عامة بين الشباب، وإلى عظة للحكام المهزومين، ولكن لم تبذل جهود لازمة في هذا المجال، ولذلك يحاول الصهاينة وأعداء الأمة أن يملأوا الجوّ بالرضوح للعدوّ وقبول الهزيمة والتطبيع مع العدو الصهيوني.
إن ثقافة «ضرورة زوال إسرائيل»، وثقافة «أن هذا العدوّ كبيت العنكبوت» يجب أن تكون موضع الاهتمام الأول في الإعلام وفي الكتب الدراسية وفي الأعمال الفنية والأفلام السينمائية، فتلك خدمة كبرى لأمتنا التي يحاول أعداؤها بثّ اليأس في النفوس.
وبعد فنعود إلى ما أكد عليه سماحة السيد القائد بشأن حتمية زوال الكيان الصهيوني، ونشير إلى ما كرره مرارًا: نحن لا نستهدف قتلا أو تدميرًا، أو إلقاء الصهاينة في البحر كما كان بعضهم يردد ذلك، بل نريد أن تزول إسرائيل وفق الأسس الديمقراطية المعترف بها دوليًا، وذلك بإجراء استفتاء عام بين أصحاب الأرض الفلسطينية في الداخل وفي الشتات (لا بين شذاد الآفاق المغتصبين) لنرى رأيهم في نظام الحكم الذي يختارونه، ثم بعد ذلك تتشكل دولة فلسطينية على أثر نتيجة هذا الاستفتاء، وهذه الدولة الفلسطينية تبدي رأيها بشأن الذين هاجروا إليها بعد الاحتلال واغتصبوا أرضها.
هذا مشروع إنساني مقبول دوليًا وعقليًا ومنطقيًا. وهو لصالح كل الأطراف، بمن فيهم المهاجرون المغتصبون الذين يعيشون في قلق دائم بشأن مصيرهم.
رحم الله الدكتور عبدالوهاب المسيري، ووفّق العاملين في حقل القضية الفلسطينية أن يجعلوا من تراثه منطلقًا لنشر ثقافة عامة بين الأجيال.
ونسأله سبحانه أن يكون المشروع الذي قدمه السيد الإمام الخامنئي بشأن القضية الفلسطينية موضع اهتمام عالمي وإقليمي وعربي وإسلامي، فذلك هو الحل الذي يفضي إلى السلام والوئام، إذ لا سلام بالتطبيع والانهزام.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
الشؤون الدولية