حديث التقريب .. كل عام وأمتنا بخير
يعود عيد هذا العام وأهلنا في فلسطين عامة وفي غزّة خاصة ليس لهم عيد، بل هم لايزالون تحت القصف الصهيوني الظالم، ولا يزالون يعانون الجوع والعطش والحرمان من أبسط مستلزمات الحياة الإنسانية، ولا يزالون يعيشون بين الخرائب التي تركها العنصريون القتلة.
قال لي صاحبي وهو يحدثني عن عيد الفطر المبارك، أن عيد هذا العام يذكرني بقول الشاعر :
عيد بأية حال عدت يا عيدُ بما مضى أم بأمر فيه تجديد
قلت : نعم يعود عيد هذا العام وأهلنا في فلسطين عامة وفي غزّة خاصة ليس لهم عيد، بل هم لايزالون تحت القصف الصهيوني الظالم، ولا يزالون يعانون الجوع والعطش والحرمان من أبسط مستلزمات الحياة الإنسانية، ولا يزالون يعيشون بين الخرائب التي تركها العنصريون القتلة.
قال : إذن يصدق بحقهم بيت المتنبي.
قلت : ولكن العيد يعود بأمر فيه تجديد. لا ريب أن التجديد موجود والقادم يحمل بشائر أكبر في هذا التجديد.
قال : وما هذا التجديد؟!
قلت : لقد عاش الفلسطينيون منذ أكثر من 75 عامًا تحت ألوان البطش والتنكيل والعذاب والقتل والتشريد والزجّ في السجون، والعالم خلال كل هذه المدة كان يقف غالبًا موقف المتفرج أو المتشفي، وفي أحسن الحالات كان يندّد ويستنكر عن صدق أو عن رياء وتظاهر. لكن الأمر قد اختلف اليوم فالعالم كلّه يقف اليوم الى جانب غزّة بقوّة، حتى في البلدان ذات الحكومات المساندة للعدو الصهيوني وفي البلدان الأوربية بالذات يخرج الملايين مطالبين بوقف العدوان، ومعلنين عن غضبهم الشديد لما يجري بحق أهلنا في غزّة. ثم أمر آخر فيه تجديد أيضًا هو امتلاء ساحات وشوارع فلسطين المحتلة باتباع دولة الصهاينية وهم يرفضون ما تنزله حكومتهم بأهل غزة من إبادة جماعية، ويطالبون حكومتهم بأن تتنازل أمام مطالب حماس وشروطها وإلاّ فانهم سيتعرضون لغضب عالمي يحرق أخضرهم ويابسهم.
والتجديد الأكبر في الموقف هو التحام جبهة المقاومة في العراق واليمن ولبنان وفلسطين وإيران ليكون لها موقف موحّد تجاه العدوّ الصهيوني. ليكون لها كلمة واحدة ملخصها أن هذا العدوّ ومن وراءه لا يفهمون إلاّ منطق القوة، ولا يمكن أن يكفوا عن إبادة الشعب الفلسطيني إلاّ برادع قوي يرهبون فيه أعداء الله وأعداء الإنسانية.
ولاجرم أن هذه الثقة بالنفس القائمة اليوم في جبهة المقاومة تسندها دولة أثبتت إخلاصها لله وللقضية الفلسطينية، أثبتت أن مواقفها مبدئية، ولا يمكن أن تتغير بتأثير الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية، وهي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
إذن يأتي عيد هذا العام بأمر فيه تجديد.. إنه تجديد حقيقي ينبئ بمستقبل واعد وبانتصار مبين بإذن الله تعالى، ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾.
كل عام وأنتم بخير وغزّة بخير وفلسطين بخير وجبهة المقاومة بخير وإن موعد العدو قريب ﴿أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية