حدیث التقریب :

انكشاف الأقنعة

انكشاف الأقنعة

 اية الله محسن الاراكي : الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية

تتصاعد النداءات هذه الأيام بضرورة إحباط المؤامرة الطائفية في العالم الإسلامي على مستوى العلماء والنخب والمثقفين.. وأهم من ذلك على مستوى الجماهير.

لقد طغت في الساحة آونة من الزمان قضية الصراع  بين السنة والشيعة. وكنا نقول دائماً إن وراء هذه الضجة اللوبي الأمريكي الصهيوني. واليوم فقد ثبت ما نقول ميدانياً وبوضوح.

انكشف قناع المتآمرين في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي البحرين. وتبيّن في سوريا – على سبيل المثال – أن الصراع ليس بين السنة والشيعة، وليس ما يجري في سوريا هو من نوع ما حدث إبان الصحوة الإسلامية أو ما سموه بالربيع العربي في شمال أفريقيا. تبين بوضوح ومن خلال أخبار يومية أن أمريكا والكيان الصهيوني وراء تدفق الإرهابيين من كل حدب وصوب على سوريا، ووراء فشل المحاولات الرامية لإنهاء الحرب الظالمة على هذا البلد.
لا تزال وكالات الأنباء تحدثنا يومياً عن دعم أمريكا للإرهابيين في مناطق متعددة من سوريا، ومثل هذه الأنباء تردنا عن الساحة اليمنية والليبية واﻻفغانية والعراقية.

لم يبق شك لدى كل ذي بصيرة أن العالم الإسلامي مستهدف لعملية تمزيق طائفي وقومي وإقليمي، والسائرون من أبناء أمتنا في هذه العملية هو وقود معركة يراد لها أن لا تنتهي إلا بإذلال المسلمين لا سمح الله.
لقد قالوها من قبل إن «الحرب صليبية» ويقولها ترامب اليوم بصراحة وبأوداج منتفخة: لو أننا قبلنا بإحلال الدولة الواحدة لا الدولتين في فلسطين فسيكون اسم رئيسها «محمداً»!!!

إنه حقد دفين على المسلمين، بل على كل أبناء منطقتنا الإسلامية بمن فيهم المسيحيون، وتعامل الصهاينة والأمريكان مع المسيحيين الفلسطينيين يثبت ذلك. فهل يحق بعد هذا لعاقل ذي بصيرة أن يزعم أنّ موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قضية سوريا واليمن والعراق والبحرين و.. هو موقف طائفي!!
كل ذي وجدان يستطيع أن يفهم دونما شك أن إيران الإسلام تنطلق في مواقفها تجاه بلاد المسلمين، ابتداء من فلسطين ومروراً بالبوسنة والهرسك وانتهاء بسوريا واليمن مما تمليه عليه رسالتها.. رسالتها في نصرة المسلمين، بل والمستضعفين في كل مكان.

نعم، كما ذكرت هناك صحوة على كافة المستويات بشأن المؤامرة الطائفية وبشأن إثارة التفرقة بين السنة والشيعة، ولكن العدوّ في إعلامه وخططه المباشرة وغير المباشرة سوف لا يتوقف عن الكيد والتضليل وإثارة المخاوف في كل طائفة تجاه الطائفة الأخرى.
فماذا يتوجب على المسلمين في هذه المرحلة الحساسة:

1 – اليقظة والحذر والبصيرة وتفهّم ما يجري في الساحة وقراءة ماوراء أنباء إثارة النعرات الطائفية.

2- تفهّم المواقف الرسالية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وما قدمته خلال العقود الأربعة من عمرها من ثمن باهظ بسبب هذه المواقف.

3- إن موت السناتور الأمريكي جون ماكين قد فتح مرة أخرى صفحة الجرائم الأمريكية في المنطقة. ولابد من مراجعة ملفات جرائم الصهيوأمريكية لمعرفة العدوّ الحقيقي ، كي لا نخطئ اتجاه البوصلة. فهناك من يريد بغباء أو بخبث وعمالة أن يجعل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية العدوّ الأول بدل أمريكا وإسرائيل.

4- الالتزام بالتقوى في إصدار الأحكام وأن نكون جميعاً للظالم خصماً وللمظلوم عوناً.
 إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

 
   محسن الأراكي                                           
            الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية