الدكتور شهریاري :
الحدود الجغرافية مخطط استعماري لتفريق الأمة الإسلامية
اعتبر الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الشيخ الدكتور حميد شهرياري، ان الحدود الجغرافية التي تفصل بين الدول وخاصة بلاد المسلمين اليوم، مخططا استعماريا لتفريق الامة والمساس بوحدتها.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي جرى (امس الثلاثاء) بين الدكتور شهرياري وعدد من علماء أهل السنة في دولة بنغلاديش.
وأشار فضيلته، إلى أهداف ورسالة المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية؛ مؤكدا بانه يسعى لتحقيق الوحدة الإسلامية ومعالجة العوائق التي تحول دون هذا الهدف العظيم.
كما استعرض السياسات الاستعمارية التي عملت على بث الفرقة ونشر الخلافات بين المسلمين طوال القرون الثلاثة الماضية؛ وقال : إن الاستعمار، بقيادة بريطانيا ومن بعدها الولايات المتحدة الامريكية، سعى لتقسيم الدول الإسلامية إلى دويلات صغيرة، مما أدى إلى تفكيك الدول الإسلامية وإضعافها.
وأضاف، انه في اطار هذا المخطط قسمت "الهند الكبرى" إلى عدة دول مثل الهند، باكستان، بنغلاديش، وكشمير، وأجزاء أخرى.
كما تحدث عن بعض المناطق التي كانت في وقت ما جزءًا من الهند وباتت اليوم جزءًا من أفغانستان.
ولفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب، الى ان إيران في الماضي كانت تضم أراضي عديدة تحولت اليوم الى دويلات مستقلة مثل باكستان، وأفغانستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وأذربيجان، وأرمينيا، وجورجيا، وأجزاء من العراق، بالإضافة إلى دول الخليج الفارسي.
وأضاف: كما أن الإمبراطورية العثمانية كانت تشمل في الماضي الدول الحالية مثل السعودية، تركيا، الأردن، سوريا وحتى أجزاء من مصر، لكن خلال الثلاثمائة عام الماضية، تعرضت هذه الدول للتقسيم وفرضت عليها حدود جغرافية جديدة، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية.
واوضح الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، بان رسم هذه الحدود تم بشكل رئيسي من قبل بريطانيا، وكان الهدف من ذلك غرس نزاعات حدودية بين كل بلدين، وبالتالي اثارة أزمات سياسية وصراعات عسكرية مستقبلية.
ومن بين الأمثلة على هذا المخطط الاستعماري، اشار الدكتور شهرياري الى أزمة كشمير بين الهند وباكستان، والخلاف بين أذربيجان وأرمينيا، إضافة إلى النزاع الحدودي بين باكستان وأفغانستان؛ مشددا على ان هدف القوى الاستعمارية كان زرع الفوضى بين الدول الإسلامية، حيث أن جميع الحروب خلال الـ150 عامًا الأخيرة في المنطقة كانت جزءًا من ستراتيجية تهدف إلى المساس بتماسك الدول الإسلامية.
كما أشار إلى التخطيط الاستعماري بهدف افتعال أزمات في المنطقة، مبينا أن مخطط "التطرف الهندوسي" هو مشروع معادٍ للإسلام.
كما نوه الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الى أن القوى الاستعمارية سعت على الدوام الى زرع الفتنة بين الشيعة والسنة، وحتى داخل الطوائف السنية، حيث تم العمل على تعميق الخلافات بين المدارس الديوبندية والبريلوية وغيرها. كما أن الصراعات الحالية بين باكستان وأفغانستان ترجع إلى هذه السياسات.
وفي هذا السياق استدل فضيلته بعدد من آيات القرآن الكريم، مؤكداً أن "إثارة الفتن تتعارض مع تعاليم الإسلام، والفرقة تؤدي إلى إضعاف قدرات المسلمين، وهو ما تريده القوى الاستعمارية".
وتابع : لقد قاموا باغتيال علماء السنة، وفجروا مساجد الشيعة في أفغانستان، وأثاروا الفتن عبر شخصيات محسوبة على الشيعة في الغرب لإهانة الصحابة، ما أدى إلى تأجيج النزاعات وتدمير المدارس الدينية؛ مستدركا بان "هذه السياسات هي جزء من مخططات الاستعمار التي يجب أن ندركها".
وقال شهرياري : حتى داخل المذاهب السنية، نجد مشاريع مماثلة حيث يتبادل أتباع المدارس المختلفة الاتهامات بالتكفير.
وتابع الأمين العام لمجمع التقريب : هذا المشروع مستمر منذ ثلاثمائة عام، ومع انتصار الثورة الإسلامية في ايران، ادرك الجميع بأن القوى الاستعمارية تستخدم ستراتيجية "فرق تسد" لتعزيز هيمنتها على الدول الإسلامية.
وختم الدكتور شهرياري تصريحاته بالإشارة إلى الآية الكريمة [أشداء على الكفار رحماء بينهم]، قائلاً : يجب أن نكون أقوياء أمام القوى الاستعمارية، بينما تسد الرحمة والمحبة في الأمة الإسلامية.
