ردود افعال حول دعوة شيخ الأزهر لاجتماع بين علماء الشيعة والسنة

ردود افعال حول دعوة شيخ الأزهر لاجتماع بين علماء الشيعة والسنة
ردود افعال حول دعوة شيخ الأزهر لاجتماع بين علماء الشيعة والسنة

احدثت دعوة شيخ الأزهر أحمد الطيب إلى كبار علماء السنّة والشيعة للاجتماع في مؤتمر يستضيفه الأزهر لإصدار فتاوى من الطرفين تحرم القتل على المذهب وتعزز ثقافة التعايش والسلام, أحدثت ردود أفعال في الأوساط الدينية والسياسية على حد سواء.

وكان الطيب قد دعا الى هذا المؤتمر في الحلقة الأخيرة من برنامجه الرمضاني لهذا العام.

ولأهمية هذه الدعوة، وفي هذا التوقيت بالذات، استطلعت صحيفة القبس ومواقع اعلامية اخرى آراء بعض السياسيين ورجال الدين، لمعرفة إمكانية تحقيقها وسبل إنجاحها.

فقد قال المحلل السياسي والكاتب عبدالله السناوي "نتمنى أن يعود الأزهر الشريف إلى سابق تقاليده التي أرساها شيخه الجليل الراحل محمود شلتوت في التقريب بين المذاهب الإسلامية، واعتبار المذهب الاثني عشري من المذاهب التي يتعبد بها"، مضيفاً "في الحوار والجدل لا يجوز الحديث بين المذاهب عن أيهما أصح، فلكل اعتقاده، وكل ما هو مطلوب هو أن يحترم كل طرف ما يعتقده الطرف الآخر طالما أنه يستند إلى مرجعية إسلامية لها ما يعضدها من القرآن الكريم".

وأضاف "إن دعوة شيخ الأزهر لها نتائج سياسية، وهي إبعاد شبح التموضع نحو الحروب المذهبية، وتخفيف الصراع بين المذاهب سيؤدي إلى إنهاء حالة الاحتقان وإبعاد شبح تفتيت المنطقة على أساس طائفي، وهذه الخطوة لها معنيان الأول سياسي والثاني ديني".
ومن جهته قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة "هذه دعوة نبيلة ومهمة، ولكن المؤسسات الدينية لا تكفي وحدها، ولا بد أن تكون هناك إرادة سياسية من إيران كممثل أكبر للمذهب الشيعي، والمملكة العربية السعودية ومصر من ناحية أخرى كممثل للعالم السنّي لاحتواء الفتنة الطائفية".
 
وأضاف أن "موضوع التقارب بين المذاهب مثار منذ تولي الشيخ محمود شلتوت، ولم تكن هناك إرادة سياسية لإنجاح هذا التقارب وقتها، فهذه المسألة مهمة وتحتاج إلى دعم من رجال الدين والسياسة".

وعن توقيت طرح المبادرة، قال "إن الوقت دائماً مناسب لطرح المبادرات، وأن تأتي الدعوة متأخرة وفي أي وقت خير من ألا تأتي أبداً، ولكن لا بد من تهيئة الظروف لإنجاحها، والمطلوب هو إرادة سياسية لاحتواء هذه الأزمة بين المذاهب لأن الإسلام واحد".
 
وقال الأمين العام لاتحاد آل البيت القيادي الشيعي الطاهر الهاشمي "دعوة شيخ الأزهر لعقد مؤتمر سنّي - شيعي جاءت في وقت متأخر، وكان المفترض أن تأتي قبل تفشي ظاهرة الإرهاب والقتل على يد المتطرفين في عديد من الدول".

وأضاف "هناك اعتراضات على صياغة دعوة شيخ الأزهر، منها أنه نادى بإصدار فتاوى من الجانبين لتحريم القتل المتبادل، مع أنه لم يثبت أن هناك شيعياً قتل سنّياً ولن يحدث، سواء بدعوة شيخ الأزهر أو من دونها، ويجب أن يكون الجميع على علم بهذا"، مضيفاً "نحن، أيضاً، ازاء ما يحدث أو يأتي على يد الإرهابيين التكفيريين لا نقول إنهم سنّة، لأن السنّة المعتدلين ليس لديهم هذا الفكر المنحرف والمتطرف الذي يأتي بقتل الآخر، ولكن يجب أن يتحد المسلمون للقضاء على الفكر المنحرف القاتل المجرم".
 
وتابع: "أننا كشيعة مصريون ندعم وبقوة التوجه الأزهري الشريف للوحدة الإسلامية، والتى تبدأ بالحوار بين أكبر فصيلين إسلاميين على الساحة الإسلامية بين السنة الأشاعرة والشيعة الإثنى عشرية، ونحن نطالب وبصفة رسمية من الأزهر الشريف تحديد دور لنا لدعم الوحدة الإسلامية" مطالبًا المرجعيات الشيعية فى إيران والعراق والبحرين وسوريا ولبنان والكويت الاستجابة الفورية لهذه الدعوة".

من جهته، قال الأستاذ بجامعة الأزهر الشيخ أحمد كريمة "اولاً، التقريب بين المذاهب الإسلامية عمل إسلامي أخلاقي جليل بدأه الإمام الراحل الشيخ محمد شلتوت، والشيخ البروجردي من إيران، وتم إنشاء دار التقريب في القاهرة وحدثت لقاءات "علمائية" بين علماء المذهبين، ولكن مع تعاظم النفوذ السلفي وإشعال للصراعات المذهبية وجعل
 
الصراع المذهبي "سبوبة" يتعيشون منها، تم وأد كل المحاولات للتقريب، لدرجة أن من يظهر الحب والموالاة لآل البيت رضي الله عنهم يتهم بالتشيع".
 
وأضاف «هذه الدعوة لا بد من وضع أسس لها حتى لا تكون رد فعل أو لعلاج أزمة أو بـ"إملاءات سياسية"، وأن تكون عملاً أخلاقياً في المقام الأول، ولكن أن يدعى إليها ثم تكون هناك تحريضات فهنا لن نفعل شيئاً، ويجب أن يكون الأزهر كما كان حاضناً للتنوع المذهبي، ولكن، للأسف، مسألة التقريب متأرجحة، فتارة يقال بضرورة تقارب مع الشيعة العرب، وتارة أخرى يقال بالتقريب المطلق".

وأضاف كريمة: "لم يتم وضع الملامح والأطر والمقاصد لعملية التقريب، وهناك قوة مخابراتية عالمية لا تريد أدنى تقارب".

أضاف كريمة: "مسألة الترويج للمد الشيعي أكذوبة، فهل أتباع المذهب السنّي من الضعف والهشاشة بحيث لا يقوون على مواجهة الفكر الشيعي؟ وفي الحقيقة، فإن ديننا الحنيف لا يأمرنا بالمذهبية ولا بالطائفية، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز "انَّ الَّذ.ينَ فَرَّقُوا د.ينَهُمْ وَكَانُوا شيَعًا لَسْتَ منْهُمْ في شَيْءٍ"، والخطورة في ما آلت إليه المنطقة من مخططات تفتيتها وتقسيمها وأدعو إلى مؤتمر دولي يجمع بين السنّة والشيعة لوأد هذه الفتنة".
 
من جهته، قال كمال الهلباوي : "هذا تحرك جيد وجديد من الأزهر ويساعد على وأد الفتنة، لاسيما في ضوء التشدد والتكفير والفتاوى التي تشجع على القتل والدمار بسبب الطائفية".

وأكد أن "الوقت مناسب جداً، لا سيما بعد اتفاق النووي الإيراني، والمنطقة يجب أن تفيق على التغيرات وتفهم جيداً معنى الاتفاق بين إيران والغرب، ولا تتصرف مرة أخرى على أن إيران أخطر من العدو الإسرائيلي، فهذا الزمن قد مضى".