رئيس مؤسسة الشؤون الدينية في تركيا يؤكد ضرورة مشاركة الايرانيين في مناسك حج هذا العام
اكد رئيس مؤسسة الشؤون الدينية في تركيا ، ضرورة تواجد المسلمين الايرانيين لإداء مناسك الحج و العمرة ، لافتاً الى أنه بحث مع المسؤولين السعوديين موضوع مشاركة الايرانيين في أداء مناسك الحج الابراهيمي .
افاد ذلك مراسل وكالة انباء التقريب (تنا) ، مشيراً الى أن الدكتور محمد غورمز رئيس مؤسسة الشؤون الدينية في تركيا ، التقى عصر السبت ، آية الله محمد علي التسخيري مستشار سماحة القائد لشؤون العالم الاسلامي ، و بحث مع سماحته موضوع مشاركة الحجاج الايرانيين لأداء مناسك الحج ، وقد لفت قائلاً : في العام الماضي كنا قد اجرينا مشاورات مكثفة في محاولة لتسوية موضوع مشاركة الحجاج الايرانيين في مناسك الحج ، غير ان تلك المساعي لم تنجح في تحقيق ما كنا ننشده و نتمناه .
و اعرب رئيس مؤسسة الشؤون الدينية في تركيا عن أسفه لعدم مشاركة الحجاج الايرانيين في موسم الحج ، موضحاً : باعتقادنا لا يجوز تعطيل أو الغاء اداء الواجب الالهي و الفرائض الدينية المشتركة بين كافة المسلمين ، بما فيها فريضة الحج ، مهما كانت الظروف .
و اعتبر غورمز الحج احد مظاهر تجسيد وحدة المسلمين ، مضيفاً : خلال زيارتي الاخيرة الى السعودية كان اول ما طرحته على المسؤولين السعوديين هو المطالبة بدعوة ايران لارسال حجاجها لاداء مناسك الحج هذا العام، و قد ذكروا لي بأن هذه الدعوة قائمة .
و دعا رئيس مؤسسة الشؤون الدينية في تركيا ايران لقبول هذه الدعوة و الموافقة على ارسال الايرانيين لأداء مناسك الحج هذا العام ، لافتاً : لاشك أن المشاركة في اداء مناسك الحج تعتبر ضرورية لتعزيز وحدة المسلمين و استحكام مستقبل الامة الاسلامية .
و اضاف فضيلته : باعتقادنا يجب ان لا يحرم اي مسلم من اداء مناسك الحج ، و ينبغي للجميع ان يتصرفوا بحكمة و يحرصوا على الوحدة ، لأن الامة الاسلامية اليوم بأمس الحاجة لهذه الوحدة .
و استطرد البروفسور غورمز : أن التفريط بالوحدة و اهمال العدالة ، يشكلان خسارة كبرى للامة الاسلامية ، و لهذا ينبغي للعلماء و المفكرين في العالم الاسلامي الاضطلاع بدورهم في هذا المجال و الحرص على صيانة الوحدة و ترسيخها قبل غيرهم من الحكام و الساسة .
كذلك اعرب رئيس مؤسسة الشؤون الدينية في تركيا عن أسفه لاستمرار الحرب و اراقة الدماء في العالم الاسلامي ، مطالباً علماء الاسلام بالتأمل بحقيقة ما يجري في العالم الاسلامي ، و البحث عن حلول ناجعة للحد من التناحر و انهاء الخلافات و التفرقة .
و رأى فضيلته انهاء الاقتتال و الاهتمام بالتضامن و الوحدة ، تعد في ظل الظروف الراهنة في طليعة مهام ومسؤوليات علماء الدين في العالم الاسلامي ، موضحاً: أن السياسات الخاطئة التي تنتهجها بعض البلدان ، تعتبر المسؤولة عن القتل و الدمار و تشريد الآلاف من المدنيين الابرياء ، و مصادرة امكانية التعايش السلمي بين الافراد بمختلف انتماءاتهم الطائفية و الدينية و العرقية .
و مضى يقول : أن فتنة الاقتتال و الاختلاف تلقي بظلالها على العالم الاسلامي ، و أن اخشى ما نخشاه هو أن تصبح هذه الفتنة تركة شؤم نورثها لأبنائنا و الاجيال القادمة .
من جانبه أوضح آية الله محمد علي التسخيري ، في معرض تعليقه على دعوة السعودية ايران للمشاركة في مناسك حج هذا العام ، قائلاً : نأمل أن تتم تسوية موضوع مشاركة الحجاج الايرانيين في مناسك حج هذا العام .
و أضاف سماحته : لاشك أن ايران و تركيا دولتان هامتان و مؤثرتان على صعيد المنطقة ، و أن بوسع التضامن و التعاون المشترك أن يجد حلولاً للكثير من مشكلات العالم الاسلامي .
و تابع آية الله التسخيري : من الواضح أن البعض لا يحب تركيا و لا ايران ، و لهذا يسعى الى بث الخلافات و توتير العلاقات فيما بينهما ، و لكن نأمل باحباط هذه المؤامرات و افشالها بفضل الوعي المتبادل و التفاهم المشترك بين البلدين.
كما اعرب آية الله التسخيري عن تقديره لجهود رئيس مؤسسة الشؤون الدينية في تركيا لإرساء و تعزيز وحدة العالم الاسلامي ، خاصة فيما يتعلق بموضوع مشاركة الحجاج الايرانيين في حج هذا العام ، لافتاً : لا يخفى أن التقريب بين المذاهب الاسلامية يعد من جملة المفاهيم الاسلامية الهامة و المصيرية ، و تعتبر الوحدة سبيل الحل الرئيسي لمشكلات العالم الاسلامي . و مما يؤسف له ان العالم الاسلامي ابتعد عن سماته الاسلامية و القرآنية ، مما يحتم علينا جميعاً التعاون و التعاضد و التآزر للبحث عن حلول فاعلة و مؤثرة لقضايا العالم الاسلامي .
ولفت سماحته الى الدور البناء لكل من تركيا و ايران خلال المباحثات التي جرت في الآستانة لتسوية الازمة في سوريا ، مشدداً على اهمية التعاون المتبادل و الفهم المشترك للبحث عن حلول للازمة السورية . و داعياً الى مواصلة الحوار البناء بين علماء الاسلام لدى البلدين .