حركة التقريب ستجني ثمارها وتحقق أهدافها المنشودة بمرور الوقت
إن النشاطات التقريبية التي يقوم بها مجمع التقريب قد تتطلب بعض الوقت لتؤتي ثمارها ولكن من المؤكد أننا سنشهد في المستقبل القريب نتائج فعاليات المجمع طوال الفترة السابقة.
طهران (تنا) - أكد الدكتور الشيخ محمد مهدي التسخيري المدير العام لوكالة أنباء التقريب، ضرورة السعي من أجل تبيين المفاهيم التقريبية ونشر الفكر التقريبي في المجتمعات الإسلامية وتجنب المشاحنات والسجالات العقائدية والفلسفية والكلامية، مشيراً إلى أن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية يضع على عاتقه مسؤولية الحد من اتساع نطاق الفرقة والإختلاف بين أبناء الأمة الإسلامية.
وأضاف فضيلته خلال لقائه عدداً من العلماء والمفكرين ومسؤولي القطاع الإعلامي في أفغانستان: إن النشاطات التقريبية التي يقوم بها مجمع التقريب قد تتطلب بعض الوقت لتؤتي ثمارها ولكن من المؤكد أننا سنشهد في المستقبل القريب نتائج فعاليات المجمع طوال الفترة السابقة، خاصة مع تنبه المسلمين ووعيهم بمرور الوقت إلى حقيقة وجود كم هائل من القواسم والمساحات المشتركة بين المذاهب الفقهية الإسلامية والتي تربو على الـ ۹۰ بالمائة وتعتبر من أبرز العوامل المساعدة في تعزيز حركة التقريب والمضي بها نحو تحقيق أهدافها المنشودة.
ولفت الدكتور التسخيري إلى أن البعض قد يتصور أن الهدف من الحركة التقريبية هو مجرد إجراءات تكتيكية تفرضها الواقعيات الراهنة ولكن جهود المخلصين وسعيهم الحثيث في هذا المجال أثبتت بوضوح مصداقية حركة التقريب، مضيفاً: لقد سعى مجمع التقريب طوال هذه الفترة إلى لم شمل علماء الإسلام وتعزيز جسور التواصل والحوار والتبادل الفكري بين النخب في أجواء ملؤها الأخوة والمحبة الصادقة.
وأضاف: قد يتبادر إلى الذهن أن مصطلح التقريب والوحدة مصطلح حديث ولكن بأدنى تأمل في التأريخ الإسلامي نجد أن قضية الأخوة والوحدة الإسلامية كانت مطروحة منذ صدر الإسلام ومنذ بعثة النبي الأعظم (ص) وها هو القرآن الكريم يأمر المسلمين بالإعتصام بحبل الله جميعاً وينهاهم عن الفرقة ويذكّرهم بنعمة الله جل وعلا على المسلمين في التآلف بين القلوب، وكما نشاهد ذلك أيضاً في العديد من الممارسات العبادية كصلاة الجمعة والجماعة والحج والزكاة و...
وتابع قائلاً: للأسف لا يزال هناك البعض ممن يدعي الإنتماء للإسلام ولرسالة نبيه الكريم (ص) يصر على الممارسات البعيدة كل البعد عن قيم الإسلام وتعاليم القرآن في الإساءة والتكفير والتفسيق للآخرين بمجرد الإختلاف معه في وجهات النظر وهؤلاء في الحقيقة يشكلون التحدي الأكبر أمام حركة التقريب والوحدة الإسلامية.
ومضى فضيلته قائلاً: الإختلاف والتباين في الرأي طبيعة بشرية وضرورة عقلية لنضج الأفكار وهذا أمر واضح لا يحتاج إلى برهان ولكن المشكلة هي أن يتحول هذا الإختلاف إلى خلاف وتمزق وتشرذم في صفوف الأمة الإسلامية، مضيفاً: نحن لا نقول أن الأعداء يقفون وراء كل المشاكل التي نعاني منها، ولكن نقول إن الأعداء يستغلون إختلاف المسلمين للتغلغل والنفوذ إلى ثغور العالم الإسلامي لتنفيذ مخططاتهم ومؤامراتهم المشؤومة.