التشتت و الخصومة و الحروب الاهلية ، أبرز التحديات التي تواجه الامة الاسلامية
ضمن تأكيده على ضرورة وحدة المجتمع الاسلامي ، لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى أن المراد من الوحدة ليس أن يتخلى الشيعة أو السنة عن عقائدهم ، بل ما نريده و نطمح اليه من الوحدة و التقريب هو ، أن يبذل الشيعة و السنة - الذين لديهم قواسم مشتركة كثيرة - ما بوسعهم لارساء و ترسيخ الوحدة بناء على هذه القواسم المشتركة .
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها آية الله الشيخ محسن الاراكي ، في الملتقى الخاص بالدعاة و رجال الدين ، الذي عقدته " رابطة اساتذة الحوزة العلمية " بمدينة قم المقدسة تحت شعار " عصر الامام الخميني : التطورات العالمية ، التحديات و الحلول " ، مضيفاً : ثمة تحديات جدية و واسعة تواجه خدمة الدين و الدعاة و المبلغين المخلصين و الصادقين في خدمة المجتمع و الدين و الشعب ، في طليعتها التحدي الذي يكمن في الفرقة و التشتت ، و الحروب الداخلية، و التناحر و الخصومة بين الفئات و التوجهات و المذاهب داخل المجتمع الاسلامي .
و أضاف سماحته : بيد ان انتصار الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني (قدس سرّه) و مواصلة نهجها على يد سماحة القائد المعظم ، أحبط كل محاولات اعداء الاسلام بتلاشي المجتمع الاسلامي و اضمحلاله من الداخل .
و تابع آية الله الاراكي : غداة انتصار الثورة الاسلامية عمّت النهضة و الصحوة الاسلامية شرق المجتمع الاسلامي و غربه ، بل و وجدت هذه الحركة طريقها الى المجتمع الاوروبي و أميركا ايضاً ، و تم احياء الهوية الاسلامية في العالم من جديد ، و بدأت المجتمعات الاسلامية حياة جديدة ، و انهارت و تلاشت الانظمة الاستبدادية في المنطقة أمثال نظام صدام و الانظمة الطاغوتية في شمال أفريقيا كنظام بن علي و حسني مبارك و القذافي .
و أوضح الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن الاعداء كانوا قد خططوا لاحتواء المسلمين المهاجرين الى اووروبا و اميركا ، خاصة جيل الشباب ، و ذوبانهم في الثقافة الغربية و محو هويتهم الاسلامية ، و لكن كنا قد شهدنا بشكل يثير الدهشة ، كيف اتجه جيل المجتمع الاسلامي الناشىء في الغرب الى حمل لواء النهضة الاسلامية ، و تضاعف عدد المساجد في اوروبا و اميركا عشرات المرات ، مما لفت الانظار الى أن النهضة و الحركة الاسلامية قد تركت آثارها في المجتمعات الاسلامية في الغرب خاصة في اوساط الشباب المسلم .
و أشار آية الله الاراكي الى مسساعي الاعداء لبث الفرقة في اوساط الامة الاسلامية موضحاً : لو اتحد المجتمع الاسلامي و بات كياناً موحداً ، فهذا يعني أن بوسعه أن يشكل قوة عالمية تستند الى الاسلام و تعاليم القرآن ، و يصبح العالم الاسلامي القوة الاولى في العالم ، و يمسي المجتمع الاسلامي القوة الاقتصادية و السياسية و الثقافية الاولى في العالم . و لهذا لجأ الاعداء الى مؤامرة بث الخلافات و التفرقة بين اوصاله .
و لفت سماحته الى ضرورة وحدة المجتمع الاسلامي ، موضحاً : ليس المقصود بالوحدة أن يتخلى الشيعة أو السنة عن عقائدهم ، بل ما نريده و نطمح اليه من الوحدة و التقريب هو ، أن يبذل الشيعة و السنة - الذين لديهم قواسم مشتركة كثيرة - ما بوسعهم لارساء و ترسيخ الوحدة استناداً الى هذه القواسم المشتركة .
و أضاف آية الله الاراكي : جميعنا مسلمون نؤمن بالرسول الاكرم (ص) و بالقرآن الكريم .. جميعنا يصلي و يصوم و يؤتي الزكاة و يحج البيت الحرام .. كل هذه قواسم مشتركة فيما بيننا ، فلماذا لا نحاول التأكيد عليها و التمحور حولها ، و من ثم محاولة ارساء الوحدة و ترسخها بناء على هذه القواسم المشتركة .
و تابع سماحته : لو اتحد العالم الاسلامي بأسره ، من اندونيسيا في الشرق الى موريتانيا في الغرب ، لأصبح القوة الاولى في العالم .. لو تحقق مثل هذا الاتحاد ، فلم تعد الدول الاسلامية بحاجة الى تأمين احتياجاتها الاقتصادية عن طريق الدول غير الاسلامية ، إذ أن بوسعها توسيع التبادل التجاري فيما بينها ، و أن تصبح في هذا المجال ايضاً القوة الاولى في العالم .
و مضى آية الله الاراكي يقول: نستطيع أن نخوض في نقاط الاختلاف في اجواء علمية بحتة ، و بحث و مناقشة كافة الادلة و البراهين ، و محاولة توحيد المجتمع الاسلامي المتفرق من خلال التأكيد على القضايا المشتركة ، و في ظل ذلك باستطاعتنا أن نمهد الارضية لتنامي و بلورة قوة الدول الاسلامية من الداخل في كافة المجالات .
في جانب آخر من كلمته أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى الدعوات التي تطالب بالحد من التوجهات الداعية للوحدة بين الشيعة و السنة ، قائلاً : أننا ندعو المسلمين للالتقاء على النقاط و القواسم المشتركة ، و نؤمن بأن هناك الكثير من القضايا التي تجمعنا كمسلمين، نظير عداؤنا المشترك لاسرائيل و حلفائها – العدو اللدود للمسلمين - ، و ينبغي عدم السماح للعدو باستغلال الفرقة بيننا لتحقيق أهدافه و مصالحه .
و أضاف آية الله الاراكي : أننا نسعى الى صيانة وحدتنا من خلال التأكيد على القواسم المشتركة ، لأن مثل هذه الوحدة تخدم المسلمين و تصون هويتهم ، و في الوقت نفسه ندعو الى بحث و مناقشة الاختلافات في اجواء علمية متخصصة و داخل الحوزة و الجامعة .
و شدد سماحته على ان الوحدة تصب لصالح المجتمع الاسلامي و تبدد أمال و مخططات اعداء الاسلام ، موضحاً : ليس هذا قولنا ، بل القرآن الكريم هو الذي يدلنا على أن ما يميز المجتمع الاسلامي عن المجتمعات الأخرى هو وحدة المجتمع الاسلامي .