آية الله التسخيري : التطرف نجح في النفوذ الى العالم الاسلامي
في كلمة لسماحته لدى افتتاح المؤتمر الدولي الذي يعقد بطهران برعاية جامعة المذاهب الاسلامية تحت شعار " العلوم الانسانية و محاربة التطرف "، لفت مستشار سماحة القائد لشؤون العالم الاسلامي الى أن من جملة المواضيع الهامة التي ينبغي لعلماء الاسلام و المفكرين الاسلامية الاهتمام بها و تسليط الضوء عليها ، موضوع التطرف و العنف الذي وجد طريقه الى العالم الاسلام مع الأسف الشديد ، و ادّى الى أن نغفل جميعاً عن قضايا العالم الاسلامي الهامة و المصيرية .
و أشار آية الله التسخيري الى الآية الشريفة "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" موضحاً : تشير الآية بوضوح الى أن هدف الانبياء واحد ، و قد بعثوا لهداية البشرية الى الطريق القويم و المتوازن ، و كل واحد كان مكملاً للآخر .
و أضاف رئيس المجلس الاستشاري الاعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية : الانبياء جميعاً جاءوا لتحقق هدفين هامين ، الاول تقوية و توثيق التكامل الانساني ، و الثاني اجتناب الطاغوت . و كي يتسنى تحقق ذلك لابد للانسان من التقرب الى الله ، و الانسان الذي ينسى الله ينسى نفسه ، و أن كل انسان اذا اراد أن يكون صادقاً مع نفسه عليه أن يسعى لتحقق هذه الهدفين .
ولفت سماحته الى المراد بالطاغوت قائلاً : الطاغوت يعني تجاوز الحدود الطبيعية و الابتعاد عن التعادل و التوازن ، هذا في وقت أن السماوات و الارضين قائمة على اساس التوازن ، و القرآن الكريم يوضح التوازن التكويني للوصول الى التوازن التشريعي . و لهذا طالما كان التوازن حاكماً ، سوف تمضي البشرية في مسارها الطبيعي بقيادة الانبياء و الائمة و العلماء و في طريقها السليم .
و استطرد آية الله التسخيري : اذا ما رغبنا بخدمة البشرية حقاً ـ لابد لنا من العمل على خدمة العقلانية و ترسيخها ، و أن نضع في متناولها الحرية المنشودة ، كما ينبغي للعلوم الانسانية أن تصب في خدمة العقلانية .
و خلص سماحته للقول : اتصور أن شعار المؤتمر يشير الى كل من العداء و العلاج ، العداء يعني التطرف الذي يعبر عنه القرآن بالطغيان ، و الاستفادة من العلوم الانسانية لمحاربة العنف و التطرف ، و نأمل أن تكلل هذه الخطوة الجامعية في النهاية بالنجاح في تحقق اهداف هذا المؤتمر .