حديث التقريب .. نداءات الحج هي نداءات العزّة

حديث التقريب .. نداءات الحج هي نداءات العزّة

يقول السيد القائد : الحج الصحيح يستطيع أن يحدث تغييرًا في المحتوى الداخلي لكل فرد من أفراد المسلمين.. ويستطيع أن يغرس في نفوسهم روح التوحيد والارتباط بالله والاعتماد عليه، وروح رفض كل الأصنام الداخلية والخارجية في وجود الكائن البشري...


في موسم الحج من كل عام يصدر نداء من القيادة الإسلامية الى حجاج بيت الله الحرام ومن خلالهم إلى كل العالم الإسلامي، ونقف عند «العزّة» وما تتضمنه فريضة الحج من تركيز على هذا المفهوم في بعض مقاطع بيانات السيد القائد علي الخامنئي السابقة:
أبرز ظاهرة في نداءات الحج الموجهة من القيادة الإسلامية في عصر الإمام الراحل (رض) وخَلَفه التأكيد على الحج وعلى قدرة هذه الفريضة أن تتغلب على كل ضعف في المسلمين وأن تخلق كل مقومات عزتهم وكرامتهم.. وربّما تثير مثل هذه الأحاديث استغرابًا عند كلّ من يرى فريضة الحج بوضعها الحالي حيث تتوجه مجموعة من المسلمين كل عام لأداء نسكها وتعود إلى موطنها دون أن يتحرك ساكن في هذه الأمة.

غير أن "السيد القائد" يرى أن هذا الحج ليس بالحج الصحيح.. لأن هذه العبادة الجماعية شرعت لتوثيق عرى الأمة، وترسيخ الهوية، واستعراض القوة، وتثبيت العزة يقول:
«الحج الصحيح يستطيع أن يحدث تغييرًا في المحتوى الداخلي لكل فرد من أفراد المسلمين.. ويستطيع أن يغرس في نفوسهم روح التوحيد والارتباط بالله والاعتماد عليه، وروح رفض كل الأصنام الداخلية والخارجية في وجود الكائن البشري، هذه الأصنام المتمثلة في الأهواء والشهوات الدنيئة والقوى الطاغية المسيطرة، يستطيع أن يرسّخ الإحساس بالقدرة والاعتماد على النفس والفلاح والتضحية. ومثل هذا التحول يستطيع أن يصنع من كل إنسان موجودًا لا يعرف الفشل ولا ينثني أمام التهديد ولا يضعف أمام التطميع».

والحج الصحيح يستطيع أن يصنع من الأشلاء الممزقة لجسد الأمة الإسلامية كيانًا واحدًا فاعلاً مقتدرًا، وأن يجعل هذه الأجزاء المتفرقة تتعارف وتتبادل الحديث عن الآمال والآلام والتطورات والاحتياجات المتقابلة والتجارب المستحصلة.

لو أن الحجّ وُضع ضمن إطار برنامج يتوخّى هذه الأهداف والنتائج وتتظافر عليه جهود الحكومات والعلماء وأصحاب الرأي والكلمة في العالم الإسلامي، لعاد على الأمة الإسلامية بعطاء ثرّ لا يمكن مقارنته بأي عطاء آخر في دنيا الإسلام. يمكن القول بكل ثقة أن هذا التكليف الإلهي وحده، لو استثمر استثمارًا صحيحًا كما أرادته الشريعة الإسلامية، يستطيع بعد مدة غير طويلة أن يبلغ بالأمة الإسلامية ما يليق بها من عزّة ومَنَعه" (من ندائه عام 1413هـ).

ويقول : «نعم، الحج عبادة وذكر ودعاء واستغفار، لكنه عبادة وذكر واستغفار في اتجاه تحقيق الحياة الطيبة للأمة الإسلامية، وإنقاذها من أغلال الاستعباد والاستبداد وآلهة المال والقوة، وغرس روح العزّة والعظمة فيها، وإزالة الضعف والخور عنها». (من ندائه عام 1409هـ).

ويقول : «الحج قادر على إحياء روح التوحيد في القلوب، وعلى تجميع أشلاء الأمة الإسلامية الكبرى، وعلى استعادة عظمة المسلمين، وعلى انتشالهم من حالة الإحساس بالوهن والذل المخيّمة عليهم.. الحج قادر على أن يقرّب أدواء المسلمين من الدواء، وأن يعالج أكبر ما فيهم من داء يتمثل في سيطرة الكفر والاستكبار ثقافيًا واقتصاديًا وسياسياً» (من ندائه عام 1410هـ)

ويقول : «الحج مظهر التوحيد، والكعبة بيت التوحيد. تكرّرُ «ذكر الله» في الآيات الكريمة المرتبطة بالحج دلالة على وجوب إزالة كل عامل غير الله تعالى من ذهن المسلمين وعملهم، وتطهير حياتهم من أنواع الشرك في هذا البيت وببركة هذا البيت. «الله» سبحانه محور كل حركة في ساحة الحج، والطواف والسعي والرمي والوقوف وسائر شعائر الله في الحج يمثل كل واحد منها مشهدًا من مشاهد الانجذاب إلى الله وطرد ورفض «أنداد الله». وهذه هي الملة الحنيفة. ملة إبراهيم(ع) محطّم الأصنام الكبير وداعية التوحيد المطل على قمة التاريخ» (من ندائه عام 1401هـ).
 
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية