حديث التقريب .. مرة أخرى انتصرت إيران
الانتخابات في إيران بدأت بعد انتصار الثورة الإسلامية مباشرة، وهي دلالة على إرادة قيادة الثورة في أن يكون النظام "جمهوري" بكل ما للكلمة من معنى، أي أن يكون منبثقًا من إرادة الجماهير، واقتران "الجمهورية" بالإسلامية إنما هو أيضًا منبثق من تلك الارادة التي عبّرت في أول استفتاء بعد شهرين من الانتصار.. نعم فقط بعد شهرين جرى استفتاء عبّر الشعب فيه بأغلبية مطلقة عن إرادته في إقامة "الجمهورية الإسلامية".
جرت في الأول من هذا الشهر في إيران الانتخابات لاختيار أعضاء مجلس الشورى الإسلامي واختيار مجلس خبراء القيادة؛ حيث كانت المشاركة أكثر بكثير مما كان يتوقعه أعداء الجمهورية الإسلامية.
منذ أشهر والاعلام الصهيوني والامريكي وإعلام أغلب بلدان الاتحاد الأوربي وكذلك الاعلام الصهيوني والامريكي، وايضا إعلام أغلب بلدان الاتحاد الأوربي وكذلك الاعلام العربي والفارسي التابع مباشرة أو بصورة غير مباشرة للصيهونية ودوائر الاستكبار العالمي قد كثّف جهوده لمواجهة هذا الاستحقاق في إيران، باشاعة الأكاذيب وتشويه الحقائق، وبثّ اليأس وروح الإحباط بين الشعب الإيراني لصدّه عن المشاركة.
أصدقاء إيران في الخارج كانوا قلقين تجاه نتائج هذه الانتخابات، إذ حسبوا أن هذا الضخّ الإعلامي المعادي سوف يؤثر على المشاركة الشعبية وبالتالي على نتيجة هذا الاستحقاق، لكن الذي حدث كان غير ذلك.
كان المقرر أن ينتهي الاقتراع في نهاية السادسة من مساء ذلك اليوم لكن تدفّق الجماهير جعل المسؤولين يمدّدون الوقت ساعتين ساعتين حتى بلغ الأمر الى نهاية الثانية عشرة.
الانتخابات في إيران بدأت بعد انتصار الثورة الإسلامية مباشرة، وهي دلالة على إرادة قيادة الثورة في أن يكون النظام "جمهوري" بكل ما للكلمة من معنى، أي أن يكون منبثقًا من إرادة الجماهير، واقتران "الجمهورية" بالإسلامية إنما هو أيضًا منبثق من تلك الارادة التي عبّرت في أول استفتاء بعد شهرين من الانتصار.. نعم فقط بعد شهرين جرى استفتاء عبّر الشعب فيه بأغلبية مطلقة عن إرادته في إقامة "الجمهورية الإسلامية".
ومن أجل أن نستوضح مافي المنظومة الفكرية للقيادة من نظرة تجاه الانتخابات في إيران، نذكر مقتطفات من أقوال السيد القائد "الخامنئي"، يتحدث فيها عن الانتخابات، يقول :
"الانتخابات في بلادنا لها معناها الحقيقي. في كثير مما يسمى البلدان الديمقراطية ليست الانتخابات بهذا الشكل. إنها تابعة لصناديق أموال المقتدرين والأثرياء وإرادتهم.
قلّما نرى في العالم مرشَّحًا ينبثق من صميم الجماهير (دون أن يكون مرتبطًا بالأجهزة المسيطرة) ويستطيع أن يتحدث إلى الناس، ويكسب آراءهم، دون أن يسنده حزب، أو تيار سياسي، وينتخبه الشارع عن فكر ودراية.
إنّ العدو يسعى أن يوحي بأن إيران تخلو من الديمقراطية، بينما العدوّ نفسه يعلم أن ما في إيران اليوم من ديمقراطية لم يكن لها وجود في أية فترة من تاريخ إيران. لم يكن في عصور إيران السابقة أبدًا مثل هذه الحرية الموجودة اليوم. إنّ الانتخابات وحضور الجماهير في الساحة نموذج لذلك.
الانتخابات مظهر الحركة الإسلامية في بلادنا. إنها هدية الإسلام لشعبنا. إمامنا الكبير علّمنا أنّ الحكومة الإسلامية تقوم على الانتخابات. كانت الحكومة الإسلامية في الذهن وفي الذاكرة تقوم على أساس الخلافة الوراثية. وهي أكبر إهانة بالإسلام وبالحكومة الإسلامية.
المسؤولون على المستويات المختلفة هم في بلادنا اليوم منتخبون من الناس، بشكل مباشر أو غير مباشر. لا يوجد في نظام الجمهورية الإسلامية أصحاب قرار منتصبون ولا مسؤولية وراثية، ولا مسؤولية على خلفية مالية أو أمور مادية ودنيوية. انتخابات رئاسة الجمهورية، وانتخابات مجلس الشورى الإسلامي، وانتخابات خبراء تعيين القيادة، وانتخابات مجالس المدن من مفاخر الشعب الإيراني، ومن مفاخر الإسلام، ومن مفاخر شخص الإمام.
الانتخابات هي حق الناس، وهي أيضًا واجب وطني.
نظام الجمهورية الإسلامية ألغى أنظمة تنصيب الأفراد على يد السلطة المهيمنة، وركز دور انتخاب الناس في إداره البلاد. ومن جهة أخرى الانتخاب واجب أيضًا، إذ إن الاشتراك في العملية الانتخابية يستطيع أن يُبقى النشاط والشعور بالمسؤولية حيًا في المجتمع، وأن يردّ بهذا الحضور الجماهيري على تخرّصات أعداء الشعب. الانتخابات هي حق وهي أيضًا فريضة عامة.
الانتخابات مظهر لحضور الجماهير ولحرية الناس في تقرير مصيرهم. إنكم حين تنتخبون رئيس الجمهورية فإن ذلك يعني أنكم وضعتم زمام الشأن التنفيذي في البلاد بيد مَن انبثق من انتخابكم وأصواتكم وإرادتكم. وحين تنتخبون نوّاب المجلس فإن ذلك يعني أنكم وضعتم عملية التقنين والإشراف على الشؤون التنفيذية بيد من انتخبتموهم عن معرفة. إذن أنتم الذين تنتخبون، وهذا يعني قدرةَ الجماهير في إدارة شؤون البلاد وأخذها بزمام تقرير مصير البلاد.
الجمهورية الإسلامية بالمعنى الحقيقي للكلمة تعني نظام المشاركة الجماهيرية في الحكم والإدارة والاستناد إلى الجماهير. بلد بسبعين مليون نسمة يُجرى كل عام عملية انتخابية في كل الشؤون، ابتداءًا من انتخاب رئيس الجمهورية ومرورًا بانتخاب نوّاب المجلس وأعضاء المجالس.. كل هؤلاء يتولون الأمور بانتخاب الناس. العدوّ متحيّر وعاجز تجاه هذه الظاهرة.. ظاهرة النظام الذي تديره الأمة ويستند إلى إيمان الأمة، والمنبثق من قلب الأمة. ومن الطبيعي فإن الفصل بين الجماهير وبين مثل هذا النظام وجهازه الحكومي ليس بالأمر السهل.
حاكمية الشعب ليست الاكتفاء بالضجيج الإعلامي ودفع جماعة إلى صناديق الاقتراع، وجمع الآراء، ثم إهمال الجماهير. لا، حين يتحقق النصف الأول من العملية يأتي دور النصف الثاني، دور الإجابة عن أسئلة المواطنين.
في دستورنا وفي تعاليم الامام وتوجيهاته نرى تأكيدًا على أن النظام ليس بشيء إذا لم يعتمد على دعم الجماهير وأصواتها وإرادتها. لابدّ أن يكون تولّي الأمور استنادًا إلى رأي الجماهير وأن يتحرك النظام وفق إرادة الامة».
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية /
الشؤون الدولية