المرحلة الجديدة من التقارب بين الازهر وقم ومخاوف التيارات السلفية والوهابية
انتشر يوم الجمعة الماضي خبر لقاء مدير مكتب رعاية مصالح ايران في القاهرة مع شيخ الازهر، احمد الطيب. وسرعان ما انتشرت اخبار في العالم العربي بمانشيتات متوترة، من قبيل: "الازهر لايران: اوقفوا الاساءة للصحابة" و"الازهر يطالب مراجع الشيعة في ايران والعراق باصدار فتوى تحرم سب الصحابة".
وقد تلقفت التيارات السلفية في مصر بما فيها "ائتلاف الدفاع عن الصحابة والآل"، حيث اشار الى موضوع التقية وادعى ان التشيع قائم على الاساءة للصحابة وانهم لن يصدروا اي فتوى بهذا الشأن.
واعلن ربيع علي شلبي منسق "جماعة الاحرار الاسلامية" السلفية ايضا، انه واجب على كل مسلم ان يعاضد الشيخ الازهر في محاربته للهلال الشيعي، وادعى ان الفكر الشيعي تغلغل في العراق واليمن وسوريا ولبنان، وقد اصاب هذه البلدان بالصراعات والدمار.
ومن الشخصيات السلفية الاخرى التي ادلت بدلوها في هذا المجال، ناصر رضوان، مؤسس ائتلاف "احفاد الصحابة وآل البيت" الذي ادعى، ان الشيعة ينشرون فتوى آية الله الخامنئي التي منع فيها الاساءة للصحابة، الا ان هناك عشرات الفتاوى من آيات الله؛ الشيرازي ولنكراني وبهجت باللغة الفارسية تؤيد الاساءة للصحابة وتوصي بالاحتفال بالذكرى السنوية لقتل الخليفة الثاني!، مضيفا: لابد من الوقوف الى جانب الازهر في محاربة الشيعة!.
وقد استمرت هذه الموجة الى ان يقول عباس شومان، نائب شيخ الازهر تماشيا ما السلفييين، ان التهجم على الازهر هي بسبب مواجهته للاخوان المسلمين ومحاربته للتشيع!.
لكن لم كل هذه التصريحات وهذه الاثارات؟؛ فهل قامت وسائل الاعلام المصرية بتغطية مطالب شيخ الازهر وتصريحاته في لقائه مع راعي المصالح الايرانية بشكل صحيح؟؛ وما الذي يثير مخاوفهم؟
ان نظرة على وسائل الاعلام المصرية المنصفة يشير الى انه رغم علم شيخ الازهر بفتوى مراجع التقليد العظام للشيعة كآية الله الخامنئي وآية الله السيستاني لكنه طالب بإصدار فتاوى ضد الاساءة للصحابة، لكنه اشار ايضا الى نقاط اخرى في حديثه.
فقد اشار شيخ الازهر خلال لقائه مع محموديان، الى مساعي الغرب لإثارة الصراعات الطائفية والمذهبية بين المسلمين، واكد على ضرورة الحوار بين الشيعة والسنة.
كما طالب الطيب بوحدة الكلمة بين الامة الاسلامية ووصفها بأنها تبعث على الامن، واكد ان الازهر اذا رأى نية خالصة فإنه مستعد لاستضافة علماء الشيعة والسنة.
والنقطة الهامة هي بدء مسيرة جديدة من التعاون بين الشيعة والسنة وبين قم والازهر ومصر وايران، ويمكن اعتبار مشاركة حجة الاسلام مبلغي مندوب ايران في مؤتمر ضد الارهاب والتطرف استضافه الازهر، بادئة لهذه المسيرة الجديدة. إذ نتذكر انه على اعتاب المؤتمر ضد الارهاب والتطرف الذي استضافه الازهر، وبث اخبار بمشاركة مندوبين من العراق وايران ومن الشخصيات الشيعية، قامت الجماعات السلفية والوهابية في مصر بقرع طبول الاختلاف الى حد اضطر الازهر الى الانسحاب التكتيكي، الا اننا بالتالي شهدنا مشاركة شخصيات من امثال حجة الاسلام مبلغي والسيد علي فضل الله.
والآن فقد اكتسب هذا التقارب منحى جديدا، إذ يمكن إدراك مخاوف التيارات السلفية والوهابية بعد توجيه رئيس مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية، آية الله اراكي، الدعوة الى شيخ الازهر للمشاركة في مؤتمر الوحدة الاسلامية في العام الجاري.