المؤتمر السابع للمنتدى العالمي للاسلام يقترح تأسيس مدرسة للتقريب بين المذاهب الاسلامية
اصدر المؤتمر السابع للمنتدى العالمي للاسلام بيانا في ختام اعماله في مدينة يزد (وسط ايران)، الاربعاء.
وعقد المؤتمر بالتعاون بين مكتب الدراسات السياسية والدولية الايرانية ومؤسسة تاسام التركية، بحضور حشد من مندوبي مراكز الفكر والابحاث والباحثين والمسؤولين السياسيين وممثلي برلمانات الدول الاسلامية.
وعقد المؤتمر حول موضوع الاتصالات الاستراتيجية؛ القيم والمؤسسات والشخصيات المرجعية في اطار 8 جلسات تخصصية بعناوين تنمية القيم المشتركة وتعديل التناقضات الاجتماعية والتعايشية وتنمية الطاقات والاخلاق الاعلامية وحقوق المواطنة وازمة الهجرة والكرامة الانسانية وتعاطي المدن بمثابة رمز للحضارة ومواجهة الاسلاموفوبيا ومواجهة العنف والارهاب وصنع مستقبل العالم الاسلامي.
وصدر في ختام اعمال المؤتمر بيان بعنوان بيان يزد تضمن 22 بندا هي حصيلة المناقشات وتبادل الافكار والاراء بين المجتمعين علي مدي يومين.
واعتبر البيان العنف والتطرف مظاهر متعددة الاوجه والمستويات والاسباب، ناجمة بصورة رئيسية عن الفقر وانعدام العدالة والتهميش والتمييز والقمع وانتهاك الحقوق الانسانية الاساسية والاستعمار والهيمنة الاجنبية والاحتلال.
وفي ضوء الاطلاع على الظروف الموجدة لازمة الهجرة والتشرد واللجوء والتداعيات الناجمة عنها، فقد دعا البيان المجتمع الدولي عبر تقبل المسؤولية المشتركة للاهتمام بازالة عوامل الازمات المذكورة.
واعرب البيان عن القلق من هذه الحقيقة وهي ان المجتمع العالمي يشهد تشديد وتصعيد السلوكيات المعادية للاسلام والاعمال المناهضة للاسلام في الغرب، مدينا بقوة الهجمات ضد المسلمين والمراكز الاسلامية وفرض القيود الاجتماعية على المسلمين، داعيا الدول المستضيفة للاقليات الاسلامية للمبادرة في اطار المواجهة المؤثرة لهذه الظاهرة ومن ضمنه عبر اتخاذ التدابير العملية والتشريعية اللازمة.
ورحب البيان بالقرارات الصادرة عن الجمعية العامة للامم المتحدة حول حوار الحضارات وعالم خال من العنف والتطرف، واكد بان المصادقة علي مثل هذه القرارات توفر الارضية للمزيد من التفاهم وخفض ارضيات التناقض والنزاع وبالتالي الحيلولة دون ظهور العنف والتطرف والارهاب.
واعرب المنتدي عن قلقه من دعم البعض لاصحاب الفكر الداعي للعنف والتطرف الذين يسيئون استغلال وسائل الاعلام العامة والانترنت بذريعة حرية التعبير، مدينا فرض اي تمييز او قيود لاهداف سياسية ضد وسائل الاعلام المستقلة.
واكد المنتدي ضرورة تعزيز دور الجامعيين وعلماء الدين والمؤسسات الاكاديمية والمراكز البحثية في تبيين وتوسيع الاتصالات الاستراتيجية.
وصادق المنتدي علي الافكار والاراء السامية والمؤثرة لاهم قائد معنوي ومصلح في العالم المعاصر وهو مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام الخميني (رض).
واعتبر ظهور الجماعات التكفيرية وتصعيد اعمالها الارهابية في مختلف مناطق العالم خاصة في الشرق الاوسط بانها نتيجة للخداع الذي تمارسه الحكومات الطاغوتية، داعيا نخب العالم الاسلامي لتنوير الراي العام والوقوف امام مؤامرات الاعداء المشتركين ودعمهم العلني والخفي للمظاهر الارهابية المتطرفة.
كما اعتبر المؤاجهة المؤثرة والاقتلاع الكامل لجذور داعش وسائر الجماعات الارهابية – التكفيرية بانها بحاجة الي الدعم الجماعي والمستمر من جانب المجتمع الدولي، داعيا جميع الدول ومراكز الابحاث والباحثين وعلماء الدين وغيرهم لمواجهة داعش، رافضا اي مسعي لتقسيم الارهاب الي جيد وسيئ واعتبر ذلك بانه غير بناء وغير مسموح به.
واكد على مبادئ القوانين الدولية الاساسية مثل صيانة وحدة الاراضي والسيادة الوطنية لجميع الدول، مشددا علي حق تقرير المصير لجميع الشعوب، وان اي تغييرات داخلية يجب ان تتم عبر الاساليب الديمقراطية والسلمية مع مشاركة الشعب الكاملة.
ودعا المنتدى المجتمع الدولي لدعم العراق للتغلب على التحدي الاساس المتمثل في حربه الشاملة ضد داعش وحماته العسكريين والماليين والايديولوجيين في السر والعلن، واضاف، ان المنتدي يرى بان ما يقع في العراق ستكون له تداعيات شديدة ومصيرية للعالم الاسلامي، لذا فانه يطلب من المجتمع الدولي واعضائه لدعم الحكومة والشعب العراقي للتغلب على هذا التحدي الاساس.
كما اكد على صون وحدة الاراضي والاستقلال والسيادة الوطنية لسوريا، وراي بان طريق الحل السياسي هو الطريق الوحيد لانهاء العنف والازمة فيه والوصول الي المصالحة الوطنية، على ان الشعب السوري هو الذي يتخذ القرار حول مصير بلاده وان اللاعبين الاقليميين والدوليين انما يؤدون فقط دور التسهيل والدعم لمسيرة السلام.
واقترح المنتدى تأسيس مدرسة باسم التقريب بين المذاهب بمشاركة مراجع وعلماء دين رفيعي المستوي في الفقه الاسلامي للبحث والدراسة حول مختلف القضايا لخفض الخلافات بين المذاهب الاسلامية.
واعرب المنتدي عن الاعتقاد بان العالم الاسلامي بحاجة الي ميثاقين اخلاقي وسياسي، الاول داخلي يراقب العلاقات بين الدول الاسلامية والثاني العلاقات بين العالم الاسلامي وسائر الاديان والحضارات.
واعتبر المنتدي قضية الاحتلال الصهيوني وجرائمه المستمرة ضد المسلمين خاصة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني بانها القضية الاساسية الاكبر للعالم الاسلامي، داعيا جميع الدول الاعضاء بان لا يتوانوا عن بذل اي جهد لمواجهة هذا التحدي والتفكير بحل له.