في ذكرى المولد النبوي الشريف
الإحتفال بعيد المولد النبوي الشريف : حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوحدنا ...
بقلم: محمد الصديق اليعقوبي - المغرب
و لو عدت للكتب و آراء العلماء لوجدت فيها معركة أخرى تمتد لعقود خلت في نفس القضية، و لا تجد حسماً لها إلى الآن.
ودائما لا يتم الوصول إلى نتيجة تذكر.
ومما لفت إنتباهي هو أنه يتم الخلط بين الأعياد الدينية والأعياد الاجتماعية، فالأعياد الدينية لا تجوز مخالفتها وهي ترتبط بفروض وسنن وأحكام شرعية محددة وواضحة، وهما عيدان فقط، عيد الفطر وعيد الأضحى، إذ لا يجوز الصوم فيهما، ولا يجوز لمسلم أن يتجاهلما.
والأعياد الاجتماعية تختلف تماما، هي لا ترتبط بسنن أو فروض أو أحكام شرعية محددة، ويمكن مخالفتها وعدم الاحتفال بها، ويمكن الصوم في هذه الأيام.
عندما يحتفل المسلم بالمولد النبوي ويقوم بعمل طقوس أو أكلات محددة «معتقدا أن عدم فعل ذلك حرام شرعا أو أنه قد يتأذى»، فهذه زيادة على الدين وهي لا تجوز.
وإن كان يحتفل من باب أن يبتهج ويسعد أهل بيته ويذكر أبناءه بالسيرة العطرة فما المانع في ذلك؟لماذا نحارب كل المساعي للفرح والبهجة؟
يقولون إن الرسول والصحابة لم يحتفلوا بالمولد، هم كذلك لم يقوموا بإحياء ذكرى .... التي لا ينفكون يذكروننا بها كل سنة بلا كلل ولا ملل دون تحريمها، فيكدرون بها علينا صفو عيشنا، ولكن نجدهم يستكثرون علينا البهجة والاحتفال والمشاعر الطيبة، هل يعقل هذا؟
أيهما أكثر ضررا على الجموع، الاحتفال بالمولد والمناسبات الدينية السعيدة الأخرى أم إحياء بذكرى ...؟
نحن تارة نقول إن الإسلام دين المحبة والتسامح، ثم ننقض ما قلنا ونرفض إحياء المناسبات الإيجابية بحجج غريبة، تارة أنها تشبه بأعياد الكفار الاجتماعية، وتارة أن المسلمين ليس لهم سوى عيدين لا ثالث لهما، أليس من تسمونهم الكفار هم من صنع أغلب المقتنيات التي تستخدمونها إبتداء من استخدام الإنترنت ومواقع السوشل ميديا وإنتهاء بملاعق أكلكم وجوارب أقدامكم؟
ولماذا تثار هذه القضية من جديد و في هذه الأوقات؟
ألا يكفينا اختلافاً و فرقة؟
وأخير أود أن أشير إلى أن الموضوع يحتاج إلى دراسة نفسية واجتماعية جادة، فالمتزن نفسيا لا يرفض الفرح ليلاحق النكد والحزن، وأعتقد أن هذه الأفكار نتاجها عدم التفكر، فالتفكر يرتبط بالفكر لدى عامة المسلمين رغم حث القرآن مرارا وتكرارا على التفكر والتأمل والتعقل، فهل من مجيب؟!