استمرار الحرب سيُضاعف خسائر الكيان الصهيوني وسينتهي بإعلان هزيمة مدوّية

استمرار الحرب سيُضاعف خسائر الكيان الصهيوني وسينتهي بإعلان هزيمة مدوّية

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي نصّ الحوار الذي أجراه مع الكاتب والباحث السياسي علي مراد الذي يجري فيه الحديث عن أسباب انهزام الكيان الصهيوني في غزّة بعد انقضاء 100 يوم على عمليّة «طوفان الأقصى».


في رأيكم ما هو السبب الرئيسي في إخفاق الكيان الصهيوني في المئة يوم الأخيرة من العدوان على غزة؟

هناك أسباب عدة لإخفاق الكيان الصهيوني في حربه على غزة بعد مرور نحو مئة يوم على بدء عدوانه على القطاع عقب عملية «طوفان الأقصى». طبعاً الهدف الأساسي للعدو الذي أعلنه ضمن مجموعة أهدافه تدمير «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) وتدمير المقاومة. ومنذ أطلق هذا الهدف أو أعلن أنه بصدد تحقيقه كان هناك أصوات تقول له إنه غير قابل للتحقق بالنظر إلى تجربة الصراع بين العدو وحركات المقاومة وبالتحديد «حماس».

في اعتقادي المعادلة يجب أن تكون: إخفاق العدو هو بالدرجة الأساسية بسبب قوة من يواجه، أي المقاومة، فالأخيرة هي السبب الرئيسي في إخفاق العدو، وعندما نقول إن قوة المقاومة هي السبب الأساسي في ذلك، هذا يستند إلى معطيات غير مادية حصراً. طبعاً العدو يمتلك قدرات كبيرة مادية (تسليح، استخبارات، دعم أمريكي غير محدود، دعم غربي)، وإذا أردنا أن ننظر إلى الأمر من منظور مادي، فإن النتيجة ستكون انتصار العدو على المقاومة.

لكن السبب الرئيسي معنوي، فهذا العدو أخفق في فهم أو فك شِفرة من يواجه، وهنا الدور الأساسي للعقيدة التي يتمتع بها مقاتلو المقاومة والتي يواجهون بها العدوان. ولم يستطع الأمريكي ولا أي قوة غربية ولا أي معتدٍ أن ينتصر على قوة عقدية، فهذا من سنن التاريخ. ومنذ بداية العدوان يحاول الأمريكي أن يقول للصهيوني إن هذا الهدف لن تتمكن من تحقيقه. نتذكر عند زيارة جو بايدن إلى كيان العدو في التاسع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حين قال لهم: «عليكم أن تتعلموا من دروسنا، والغضب الذي كان يعترينا بعد هجمات سبتمبر، والذي دفعنا إلى التورط في حروب وتكبد خسائر كبيرة. ينبغي أن تضعوا هذا في الحسبان عشية بدئكم العملية البرية» التي وضعوا لها هدفاً هو تدمير «حماس».

لكن العدو بمنطلقاته يرفض الاعتراف بقوة المقاومة، وعلى افتراض أنه يعرف هذه القوة، كان يرى أنه لا يملك خياراً سوى الذهاب باتجاه هذه الحرب. نعم، هناك قادة في كيان العدو يتوهمون أنهم سيفوزون في هذه الحرب، ولكن هناك قلة قليلة من قادتهم كانوا يحاولون القول إنهم يتحدثون بلغة العقل والاستناد إلى التجارب السابقة ويشرحون أن عليهم ألا يرفعوا سقوف الأهداف.

أولاً وآخراً السبب الرئيسي هو ثبات المقاومة والشعب الفلسطيني، وهو ما شاهدناه على امتداد مئة يوم في هذه الحرب، فالقوة العقدية المستندة إلى تعاليم الدين والشريعة الإسلامية وما نص عليه القرآن الكريم هي بالدرجة الأساسية السلاح القوي الذي أدى إلى إخفاق العدو، وفي كل مواجهة سيقدم عليها لاستهداف حركة مقاومة بخلفيات إسلامية سوف يخفق.

إذاً، السبب الرئيسي هو هذا البعد العقدي الروحي الذي لن يفهمه العدو لأنه في الأصل ينطلق من منطلقات مادية، ولذلك سوف يخفق في كل مواجهة وحرب وسوف يهزم بالمعنى المادي. طبعاً نحن على ثقة ويقين بأن استعمال القوة العسكرية ضد المدنيين والعزل في محاولة للتعويض المعنوي عن خسائره وهزيمته في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، في عملية «طوفان الأقصى»، من شأنه أن يقوي الطاقة الإيمانية لدى مجتمع المقاومة والمقاومين أنفسهم.

إذا طالت الحرب أكثر، فسيتكبد العدو مزيداً من الخسائر بل ستكون مضاعفة، ولذلك نجد الأمريكي الآن يضغط على الصهيوني من أجل أن يغير طريقته في العدوان وألّا يطول زمنه لأنه يعرف بالدرجة الأساسية أن هناك احتمالاً كبيراً أن تنتهي هذه الحرب بإعلان هزيمة مدوية في العملية البرية سترد الاعتبار إلى ضربة «السابع من أكتوبر»، وستكرس أن هذا الجيش ينهار، ومن ثم تنهار عقيدة الأمن لدى هذا الكيان بالكامل.