حديث التقريب ..

يوم المقاومة الاسلامية 13 أغسطس (آب)

يوم المقاومة الاسلامية  13 أغسطس (آب)

يوم المقاومة الاسلامية

13 أغسطس (آب)

 

تأكيدا على أهمية المقاومة الاسلامية خُصص يوم الثالث عشر من شهر آب ليكون في تقويم الجمهورية الإسلامية يومًا للمقاومة الاسلامية.

لا نبالغ إذا قلنا إن عصرنا هذا يمكن أن نطلق عليه اسم عصر المقاومة الاسلامية. إذ ارتفع فيه حراك «المقاومة» كما اتخذت هذه المقاومة من الاسلام قاعدة ايمانية وأخلاقية وثقافية، وانطلقت برؤية عقائدية استشهادية، وبذلك تحررت من كل عوامل الاستدراج والاغراء والمطامع الدنيوية الرخيصة.

وجود المقاومة يعني أن هذه الأمة حيّة فهي كالجسم الحي يقاوم كل عوامل الضعف والفناء والاسترخاء، وإذا ضعفت المقاومة في الجسم أو في المجتمع فإنه يصاب بفقدان المناعة المكتسبة، سواء في الميدان العسكري أو الفكري أو الثقافي.

ويذكّرني هذا الكلام بما قالته استاذة الجيل الدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) إذ ألقت في الدار البيضاء خطابًا هزّت فيه مئات الأساتذة والكتاب والمثقفين الحاضرين في ندوة بتلك المدينة قائلة لهم: أنتم مصابون بالايدز الفكري. وكانت رحمها الله آنذاك في أرذل العمر وتعاني من آلام جسمية كثيرة لكنها كانت تخاطب الندوة بصوت يهزّ الضمير ويستثير الغيرة إذ كانت ترى أن الأمة الاسلامية بحاجة ماسّة الى المقاومة الفكرية أمام أمواج الغزو الثقافي.

بثّ روح المقاومة في جسد الأمة هدف سعى إليه كل المهتمين بكرامة هذه الأمة وعزّتها ومستقبلها الحضاري.

محاولات أعداء الأمة كلها يمكن تلخيصه بكلمة واحدة هو استهداف روح المقاومة، عندئذ تتحول الأمة إلى جسد بلا روح، وإلى جسم لا يقاوم ما ينزل به من هوان:

من يهن يسهل الهوان عليه       ما لـــجرح بـــــــــميت إيــــــــــلام

المشروع الإسلامي يضخّ في جسم الفرد وجسد الأمة دائمًا روح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وروح الدفاع عن المستضعفين ومقارعة الظالمين وروح ابتغاء مرضاة الله مهما كلف الثمن، لكن عوامل الغزو الثقافي قد أضعفت هذه الروح إلى حدّ كبير في القرون الأخيرة وفي جوّ الضعف هذا جزّأوا العالم الإسلامي وسيطروا على مقدراته، وزرعوا في قلبه غدة اسرائيل السرطانية. وعوامل الإضعاف هذه مستمرة عبر وسائل الاتصال الحديثة وعبر شبكات الاعلام المتطورة وذلك بإغراق الشباب بالأهداف الغريزية الهابطة والتشكيك بالتراث والتاريخ والمعتقدات الأصيلة. من هنا فإن المقاومة تبدو أكثر أهمية وأكثر ضرورة أمام هذه الأمواج العاتية من التحديات.

ومن الواضح أن التحدي الأكبر الذي يواجه الأمة الإسلامية بل الإنسانية جمعاء هو الظاهرة الصهيونية العنصرية المتعطشة لدماء البشر ومن وراءها من أكابر مجرمي المجتمعات البشرية. هذه الغدة السرطانية متأهبة دائمًا للتمدد في جسد الأمة إن لم تجد مقاومة، والمقاومة ذات علاقة تامة بما عندنا من حياة.

نعم إن الحياة دبّت بل وتدفقت في شرايين الأمة خلال العقود الأخيرة على الرغم من كل عوامل التخدير والتذويب ومحاولات نشر فقدان المناعة المكتسبة. واتسعت لتشمل محور المقاومة بل لتبث الروح في جميع الشعوب العربية والإسلامية والشعوب المحبة للسلام. ولكن لابدّ من الاهتمام التام بحفظ هذه الروح وتنميتها وتقويتها وصيانتها من عوامل التذويب والانحلال.

بالمقاومة فقط تكتب لنا الحياة وتتحقق لنا الظروف اللازمة لعملية التنمية المستدامة وإقامة صرح الحضارة الإسلامية الحديثة بعون الله سبحانه.

 

                                             المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية

                                                               الشؤون الدولية