الأمين العام لجامعة الأمة العربية
هل تقريب أم وحدة
منذ القدم كانت محاولات للتقريب بين المذاهب الإسلامية لاسيما أن الإمام جعفر الصادق كان قد شجع على هذا الموضوع كثيرا ، ولما ظهر المحدث الأعمش البصري الذي كان على مذهب آل البيت ع وكان من الثقات التقاة ، تتلمذ عليه الكثير من أهل المدرستين اللتين تمثلان الاساس في مدارس الوجود الاسلامي ، لكن المعادين للإسلام اصلا دسّوا كثير من الأقوال التي أضعفت جانبا كان قويّاً .. على حساب جانب آخر كان ضعيفاً بالأصل ، مثال ذلك مجموعة الأحاديث التي وردت عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) تؤكد أن الشطر الثاني عند آل البيت رضوان الله عليهم ، والشطر الأول في القرآن الكريم كما في قوله ( تركتكم على المحجة البيضاء لايزيغ عنها إلا هالك كتاب الله وعترة أهل بيتي) وقد ورد هذا الحديث بصيغ متعددة كما في صحيح مسلم والترمذي والنسائي وأبي داوود .
وأما الصيغة الضعيفة فهي لم تكن أصلاً حديثاً فقد جاء على لسان مالك في(الموطىء) بصيغة : سمعت رسول الله قال: ( تركتكم على كتاب الله وسنتي) وكل ما جاء على لسان أهل السنّة يشير الى أن الذي تركنا عليه رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله هو كتاب الله القرآن وأهل البيت، وهما حبلان مشدودان إلى السماء .. فلماذا نتكبّر على الدين..؟!
وفي العصر الحديث عقدت مجموعة من المؤتمرات في مصر وفي النجف تدعوان للتقريب وها هي ومنذ الثورة الاسلامية في ايران تعقد.. ولكن ما هو الحل..؟
سأقول كلاماً أرجو من الله أن يكون مبنياً على قاعدة فقهية صلبة، يدور حول الخلاص والوصول للأهداف الجامعة ..
الى متى ونحن نعوّل على الحاضر بالخلاص ..!؟
يذهب هذا القول بأن من يملك المستقبل ويبني عليه يملك مفتاح الخلاص .. ولابد لنا من استشراق المستقبل ونبني على ذلك استراتيجية رسمها رسم قرآني
وهنا لابد بل من المهم تعرية الفكر المعادي المدسوس الوهابي وأخواته، كما تعرية الإسلام الأمريكي لأنه صنيعة يقصد بهم مواجهة الإسلام الحنيف وتدمير مفاهيمه ،
فما زالوا يضعون الإسفين تلو الإسفين بين مدرستي الإسلام العظيم .
ولابد من أن أشير الى مجموعة من الفقهاء المدرستين نجحوا في التقريب ، وكما الإشارة الى من ابعدوا المدارس بين بعضها واحيانا كا يتشكل عداءً سياسيا والمذاهب منهم براء وهنا نحن لسا في مرحلة تقييم أو إعطاء درجات مدرسية أبدا ، وإنما عرضاً بانوراميا لما هو واقعي وموجود ، لكني أؤكد على ضرورة استشراق المستقبل وتجاوز الحاضر ليبنى عليه ، ولتجاوز الحاضر إلى المستقبل القريب والبعيد لنستطيع بناء جسور ثقة بين جزيرتين ثقافيتين هما عماد الدين ، وهي مهمة الإستشراق الفقهي الحديث جداً ، ذلك أن الكثير من الفقه القديم لم يعد يعمل به حالياً .. على الأقل في بعض الجغرافيا الإسلامية ، وأكاد أتجرأ و أقول أنه لم يعد أكثر من 10-15 بالمئة منه فهل نحن عاجزون عن توحيد تلك النسبة..؟ ولهذا قلت أكاد اتجرأ لا بل نحن بإمكاننا ذلك وبمواجهة جريئة حفاظا على لسلامنا وديننا من العبث به بقوة لتفتيت الاسلام والمسلمين لأسباب سياسية ليس لا...
قلت ما اراه خوفاً على ديني ورغبة بالتقريب والتوحيد فالإسلام واحد وبحماية رب كريم
حمى الله الاسلام والمسلمين، ونحن في مرحلة تحول في كل القضايا ، والإسلام الواحد سيحمل الراية الإنسانية في كل المراحل ، وللخلاص من تفتت مر به ، وبقوة منتظرة وعدنا به الله وما وعد الله الا حق لأنه الحق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته