​عباس مزبان العيساوي لـ"تنا" : جميع المذاهب الاسلامية اجمعت على شرعية ثورة الحسين (ع) ضد يزيد

​عباس مزبان العيساوي لـ"تنا" : جميع المذاهب الاسلامية اجمعت على شرعية ثورة الحسين (ع) ضد يزيد
​عباس مزبان العيساوي لـ"تنا" : جميع المذاهب الاسلامية اجمعت على شرعية ثورة الحسين (ع) ضد يزيد

هذا ما جاء في كلام الاعلامي العراقي في قناة الفرات الفضائية ، عباس مزبان العيساوي ، في حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" حول معاني ثورة الحسين (ع) واهدافها مشيرا الى ان يزيد حول الخلافة الاسلامية الى ملك عضوض ووراثي وارتكب المحرمات مثل شرب الخمر علانية وكثير من الممارسات المخلافة للاحكام الاسلامية والتي رفضها الشارع انذاك .

اكد على ضرورة اقامة الشعائر الحسينية شرط ان تخالف الشريعة الاسلامية وان لا تخرج عما سنّه اهل البيت (ع) في هذه المناسبة ويضر نفس الشعائر الاسلامية كذلك .

وما ورد من قبل الامام المعصوم حول كيفية احياء عاشوراء هو اقامة الماتم والبكاء واللطم على الحسين عليه السلام .

واشار الى ضرورة الاستلهام من روح الثورة الحسينية في عصرنا الحاضر من النهوض ضد الظلم والاستبداد والهيمنة في الوقت الحاضر الذي يمثله المئات من الحكام من امثال يزيد وتوعية الشعوب المسلمة على هذه الاهداف .

واكد ان الاستلهام من ثورة الحسين ليس بمعنى استحداث طرق جديدة لاقامة الشعائر الحسينية والاكتفاء بهذه الشعائر ، بل هو النهوض بالامة الاسلامية على اساس المبادئ التي ثار من اجلها .

وحول العادات الهجينة التي تخللت بعض الشعائر الحسينية لفت الاعلامي العراقي الى ضرورة رفع المستوى المعرفي للقاعدة الشعبية وتوعيتها على النصوص التي وردت من المعصومين حول حدود الشعائر الحسينية .

وسألنا العيساوي انه كيف وثق الامام الحسين (ع) شرعية حركته ؟ وما هي معالم الانحراف في حكومة يزيد ؟
فاجاب بان جميع المذاهب الاسلامية متفقة على انحراف يزيد عن الاسلام وعن نظام الخلافة الاسلامية ومن معالم انحرافه :

1 – حوّل الخلافة الاسلامية الى ملك عضوض وجعله نطام وراثي .
2 – تجاوز الخطوط الحمر للشريعة الاسلامية وانتهك الاحكام الاسلامية مثل شربه للخمر وارتكابه لكثير من المحرمات والتي كان الشارع انذاك يلتزم بها بحيث اسقط شريعته كخليفة للمسلمين .
3 – سار على خلاف سنة الرسول الاعظم (ص) واقام البدع معلنا عدم ايمانه برسالة النبي حينما سرد هذه الابيات :

 ليت أشياخي ببدر شهدوا *** جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلوا واستهلوا فرحاً *** ثم قالوا: يا يزيد لا تشل

قد قتلنا القرم من ساداتهم *** وعدلناه ببدر فاعتدل

لعبت هاشم بالملك فلا *** خبر جاء ولا وحي نزل

لست من خندف إن لم أنتقم *** من بني أحمد ما كان فعل

 ولهذا السبب ثار الامام الحسين (ع) ثار ضد هذا الحاكم المنحرف الذي يمثل الامة الاسلامية انذاك وهذا يعني ان الامة الاسلامية انذاك كانت معرضة لتحدي كبير ضد اسلامها بقيادة الحاكمة نفسه ولهذا شعر الامام الحسين (ع) بالمسؤولية الكبرى تجاه هذا التحدي الذي كان يهدد رسالة الاسلام التي وضع اسسها النبي الكريم محمد (ص) وعانت منه الامة الاسلامية انذاك .

واوضح العيساوي ان هذه الاسباب التي دلت على انحراف الحاكم الاسلامي عن الاسلام الاصيل المحمدي وثّقت شرعية نهضة الامام الحسين (ع) يتفق عليها جميع المسلمين من كل المذاهب .

وشدد الاعلامية العراقي ان الهدف النهائي للنهج الذي تبناه حكام بني امية كان هو القضاء على الاسلام وليس فقط قتل الامام الحسين (ع) ولهذا بدؤا بقتل كثير من الصحابة والعلماء اللذين كانوا يرثون سنة الرسول (ص) والتابعين لاهل البيت (ع) ، مستنتجا بانه لولا ثورة الامام الحسين (ع) لكان الانحراف الذي بدأه يزيد لاستمر ولما بقى من الاسلام ذكر ، مؤكدا ان الحسين (ع) بثورته احيا الاسلام من جديد الذي حاول يزيد ومنة بعده من بني امية طمسه الى الابد والرجوع الى الفكر الجاهلي قبل الاسلام . 

وتابع العيساوي بان العوامل التي جعلت الثورة الحسينية حية الى يومنا هذا وجعل من الامام الحسين منتصرا رغم الخسارة العسكرية هو مكانة الامام ومصداقيته عند المسلمين انذاك حيث لم يتوقع كثير من رجال الحكم انذاك وحتى المقربين من يزيد بان يتجرئ الاخير بقتل ابن بنت رسول الله (ص) ، مشيرا الى خطاب الامام امام الجموع التي احتشدت لقتاله وكذلك خطاب السيدة زينب (ع) امام يزيد وتأثير هذين الخطابين على المجتمع لانه عرّى حقيقة حكم يزيد وانحرافه عن الدين مما اثار ردود فعل غاضبة وعنيفة ضد حكم يزيد وهذا دليل على ان الامام الحسين (ع) انتصر في ثورته .

واكد الاعلامي العراقي بان الثورات التي ظهرت بعد استشهاد الامام الحسين (ع) دليل اخر على انتصار دم الحسين على حكم يزيد وجعلت هذه الثورة حية الى يومنا هذا يستهلمنا احرار العالم اليوم .

وفي ختام الحوار اكد عباس مزبان العيساوي على ضرورة اعادة النظر في المنابر الحسينية وتحديثها وعصرنتها وان تتطلع على اخر المستجدات الفكرية العصرية وتستيجب لتطلعات الجيل الجديد ، داعيا الخطباء الى استخدام اساليب جديدة لكسب الشباب الى المنبر الحسيني يتناغم مع ظروف الحرب الناعمة والافكارالتي يحملها الشباب المتأثر بالاجواء الفكرية المتضاربة والهجوم الثقافي الغربي .

اجرى الحوار : محمد ابراهيم رياضي